فصل من رواية على تخوم الألفين لبرهان الخطيب

الأحد، 17 أكتوبر 2010 06:35 م
فصل من رواية على تخوم الألفين لبرهان الخطيب رواية على تخوم الألفين لبرهان الخطيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى موغل من الليل تنهمر دموعها على الوسادة أو تضحك بين يقظة ومنام، راقدة قرب جدتها فى الفراش المبسوط على سجادة صالة استقبال البيت الوسطانى، ترنو لغفوة أو يقظة، ولا رحمة، تسأل الليل يمنحها الغياب عن قاع عذاب، يُوصد فى وجهها الباب، تغمز القبضة لها حينا، أو الوصيد، يهمس فى صمت ملوث الكلمات، وحولها عالم ضج بأقزام، اعثرى على المفتاح فى دهليز عقلك صورا غريبة، وقد تظهر معيبة.

من أين أعثر عليه وخلفك المرغوب والمطلوب، هبنى واحدا أو أكثر يعوض المفتاح لأرتاح، آتيك سبيا ولو تبع المباح والمستباح، يقول الباب ادحرينى بقدرة على الإبداع والإيضاح، أو قولى هذرا يأتيك خدرا فى صورة إنسان، تقول أريد أنام أو أفهم سر بكائى وضحكى النعسان، ماذا عملت ليكون جزائى قلق أرق بل أحزان، يأتيها الرد من وراء باب النوم المردود، الملطخ بالزرقة والحنة والزعفران، محروسا بساحرة جذلى وخصيان سمان، لم تعملى شيئا لذا استعصى عبورك إلى جرف النسيان، الرد فى سؤالك حذار يخدعك البيان.

تأمرنى ومفتاحى غائب بالهذر وتبشر بالهذيان، مَن الهاذر يا ليل ومَن النعسان.

تتقلب على جمر الفكر ورماد الأوثان، تتمتم ها بدأ هذرى وتتالت صورى، تتطاير كالغربان، رائحة الفجر أخيرا وفدت، مصراع باب النوم أشرعة احترقت، زقزقة العصفور انهمرت، يلقط قلقى، يتفتت، والبقية تكنسه الريح على وجهى الذابل إلى ليل فات.. وآخر آت.. وفُتق الفجر ِبدوِّى ضرب النافذة، أثار العجاج وهز الزجاج.

نهضت وأطلت على الحديقة من إطار النافذة العارى، إبراهيم ليس فى فراشه فى غرفة الأشباح، خرج منها، أهو وشك عودة من حاجة أو أمر لا تعرفه، أو يتمشى تحت الأشجار، أو قرب السور، أو يصلى الفجر على الممشى، فى الغرفة انزوى مع حسباته، لم تعرف ما يجرى فى الحال، لعل الانفجار فى الرأس من الصور الغريبة، من الطرق القريبة، الزجاج المحطم أنبأ بدأتِ تخرفين كجدتك تلك تتمتم:
ـ لا عليكِ بما هناك، نامى، توقظنا طائرات الأمريكان وجنودهم بعد قليل.

باقات ورد أو شرر فى السماء، جونى مرة أخرى؟ إليها يرميها أيضا أو لأخرى فى فلوريدا السعيدة، مع خالتها البعيدة، لا تسقط فى الحديقة، انطفأت غائرة فى غياهب مقفرة من سماء عميقة، صاح أحدهم من البيت، لعله حامد أو خالد:
ـ عودى فرح فى الحال إلى مكانك.

الطريق المقابل خال، لا بشر لا سيارات، لم يحن دوام تلاميذ المدرسة، العصافير تشرب حليب الفجر، سيارة عسكرية مقلوبة على الشارع الطويل محاذاة القناة الخضراء، دخان، نيران، جنود، بعضهم على الإسفلت تلوى، غيره تلفت وتموضع، ذهبت إليهم بطيئا، أطفال أطلوا من بوابات، ساروا نحو موقع الانفجار.

جونى على الطريق، تأكدت أصيب، تراجعت إلى البيت. حامد يهدأ أهله فى الحديقة، خالد على شرفة البيت الجديد فى نعاس، المشهد دخان، صياح، وألم.

اختطفت صندوق الإسعاف من المطبخ، جرّت شرائط نظيفة من الدولاب، عادت إلى الطريق، جابهتها عينا الجدة غاضبة:
ـ تريدين إسعاف المحتل بربوك، إلى فراشك وإلاّ أنزلت فيك سكين المطبخ.

واصلت دربها، نحّت جدتها، أزاحتها. تداركت الجدة نفسها وهوت بضربة على وجهها، اشتبكا فى صراع على صندوق الإسعاف. أمها حالت بينهما جزعة:
ـ ما عليك ابنتى، عندهم إسعافهم، مضاعفات تحدث بعد قليل.

وظهر خالد بينهم يهدئهم:
ـ خلوها تمارس آدميتها، ما عليكم بها..
بصقت الجدة على وجه السليطة، وصلت الرشقة خالد أيضا..
ـ أنت قوادها وقوادهم، واضحة الشمس، خائن وعاهرة يحكم بيتى اليوم.

ـ لو ما كنت أمى يا جاهلة وصلك ردى، لى كلام معك يرجع عقلك.
بسط حامد أيضا ذراعيه بينهم، صاح بأمه:
ـ البيت للكل، لا تحكمينا بوطنية الخمسينات، الوضع مكهرب، اذكروا الرحمن قلعتنا الأخيرة.
ـ هى الغيرة قطرة أو جرة؟ أعطوهم الإصبع يجرون الفخذ.
ـ أنتِ غير مجبورة على شيء فلا تجبرينا. شيمتنا المساعدة، والجريح غير العدو.

تخلصت فرح من الأيدى حولها، جرت مع صندوق الإسعاف إلى الحديقة، إلى الطريق، خالد وراءها، أمريكيان اثنان مشطا جرف القناة، مضروبة الفؤاد تداوى طريح الحشيش، أشاروا برشاشاتهم ليبتعد، أومأ خالد إلى ابنة أخته، صياح، الأجساد المبعثرة تتلوى. لوّحوا له للاقتراب.. ماذا تريد؟
خفض خالد ذراعيه وسار إليهم:
ـ ابنة أختى تساعدكم.. أريد مرافقتها..
ـ Who send after you, who asked you to do this?
ـ المجروحون أخوة.
ـ better, tell us who did all that damage!
جندى آخر تكلم باللاسلكى مع مركزه، هدير مروحية بعيد.
ـ لا نخرج من بيتنا غالبا، المنطقة هادئة عموما، حادثة فقط قبل أيام، جنديكم هذا يعلم، من يومها هدوء.
المترجم تكلم وسط شاشة حمراء:
ـ هدوء؟ أمامك تفجير عبوة، جرحى، مَن وراءه؟
ـ أغراب من خارج المنطقة حتما.
على الشريط الأخضر، بين مجرى القناة وإسفلت الطريق، الشاب الذى أسمته جونى، مصابا بين يديها، شاحبا، خائر القوى، مبتسما، هى فى ذروة توتر، مضمدة بارعة تحاول إيقاف نزيفه، قطن، ضماد حول فخذه، دورة الدفاع المدنى نفعتها على غير توقع تماما، بتلات وردة حمراء فى حضن الشاب، قطرات نزيفه، أو من زملائه المطروحين، تزايدت صيحات الهواتف، أطلقوا نارا نحو الجسر والمنعطف القريب، صاح خالد متمنيا كبحها.
ـ ما هذا، نحن نساعدكم، أهلنا هناك!..
Shut up! before my darling close your mouth with here song!
جونى أيضا فى هذيان، لست جونى غيتار، ولا جونى ديب، أنا نادر فريدمان، لا أحد يصدق أنا لبنانى، لم تحملى وصديقاتك الورود ولو اصطناعية عند مرورنا، قلت تأخذها منى، أعرف، الورد يأتى زوجيا مع الموت، فرديا مع الحب، العكس أفضل، المحبون رقم زوجى، أوكى، استحق هذا.. ضحك نادر فريدمان، أغمض، الحب يقتل، تحبين وتخافين، أحب وأخاف، كلنا نخاف.

ـ أسكت رجاء، أنت تنزف!
ـ الخدمة وراء البحار جنون، ما أسهل الموت، روميو وجوليت صرنا فلماذا يتعجل اللورد موتي!
انتقلت فى دموع وابتسامة عصبية إلى جريح آخر، وضاع كل شيء بضجيج الهليكوبتر المقتربة. رفعها أحدهم من زندها آمرا لعودتها مع قريبها إلى بيتهم.

*

لا، لم يكن كابوسا، رائحة الحرق والدمار ما زالت آتية من هناك.
مسترخية على كرسى الحديقة صمتت حتى أواخر المساء.
تحت القمر فى زاوية الحمضيات تداخلت الصور، أو هى فى مصح بوعكة عميقة، ذلك المكان، آثار الانفجار، هبوط الطيار، الدم المسفوك، وتسقط الأمطار.

تختفى الآثار، تواصل الشجيرة الصعود، الدم سماد، والشر.. رفيق الخير، ويعقب نوبة البكاء ضحك سقام. على حدود عته لئيم. ليلة أخرى، قمر، لا ينيم.

سأل الجنود عمّن فى البيت، حامد تكلم، وذهبوا إلى الجيران لاستكمال التحقيق.
بعد ذلك بدأ خالد يغلى:
ـ ولو عرفوا إبراهيم معنا ولم تذكر اسمه؟
ـ غير موجود حاليا، يأتى نقول له يعودون قريبا للتحقيق معك عن التفجير، يهرب.
ـ ورطة، لا أفهم أين اختفى ضحى وعصرا، لماذا غاب عن البيت يوم التفجير!
مساء عاد إبراهيم، سلّمَ ومضى إلى بيت الأشباح. استوقفه خالد قرب البوابة:
ـ أين كنت؟
ـ شأنى ما شأنك؟!
ـ نزيل فندق بهالظرف يوضح أين كان، شأنى إذن، لا نريد بلوى من ورائك.
ـ البلوى منكم، أجنبى يدخل ويخرج عندكم، تظنون الناس عميان!
ـ غبتَ وقت التفجير، ما السبب؟ لا أريد العراك ولا الاستغفال، الخطر عليك.
ـ كنت مع جماعة فى الجامع القريب.
انضم حامد إلى مساءلة أخيه لإبراهيم:
ـ جامع شيعة وأنت سنى منذ متى تصلى معهم؟
ـ منذ دخل المحتل أرضنا.
ـ محتمل يداهمون بيتنا فى أية لحظة لاعتقالك.
ـ ليكن، عندى أكثر من شاهد صليت وبعدها فى المقهى.
تطلع حامد إلى أخيه ثم إلى إبراهيم وأنهى:
ـ حتى تثبت براءتك تسلخ شمس المعتقل جلدك.
أيكون ابن عمها وراء إصابة نادر فريدمان؟ الكل يعرف، العبوات المتفجرة والقنابل تصنع فى بيوت وتباع مع الحلويات فى السوق القريب، تصادر بين وقت وآخر ويعودون لصنعها وبيعها. مَن فى يده المال يدور على الأسواق والمحلات يبحث عن زبائن تفجير، العمولة حسب الهدف والسلاح، فما العمل لو إبراهيم منهم ولا تعرف، كيف تعرف، ولو عرفت كيف تسلم المعتادة على أنا وابن عمى على الغريب لغريب، ولو أهملت ضرَبَ ديفيد، استدار لضربها هى، خالها، زوارهم، فى حرب بيتية قالوا عنها أهلية!

حياتها خطر، من هنا احتلال، من هنا ابن عم يتوعدها، انتهى ذلك، حلّ التنفيذ. النوم العصى، الرغبة فى الضحك المجنون والبكاء المكنون، صحو ورقاد وغياب، يضرب الناتئ والحميم ضرب الموج الثائر دهاليز الشطآن، يعزف لتسليم ابن عمها للغريب قبل أن ينزل فيها حكمه الشنيع.

أما من طريق لفض النزاع معه غير الممتد من حديقة إلى مسلخ!

صعدت إلى غرفة خالها خالد، جلست جواره على حافة السرير مضطربة:
ـ ألومك وألوم نفسى لمجاملتهم وأنا أساعد الجريح، تبا للازدواجية، أبوح أكثر لو انتظرت.
يده حانية على رأسها، خرج عن صمته:
ـ مَن هذه المختضة فيك، الريفية المستسلمة أو الشاعرة الثائرة؟
ـ الشاعرة إذا بكت أو ضحكت فمن شِعرها، أنا مهزومة هذه الأيام.

انفعالها ليس صافيا، ينبوع يفرز معه معادن. يده على فمه، ابتسم يشد أزرها:
ـ هيا نلعب كتابته.. ضوء الزاوية ينوس.. غائب يرقص حول الفانوس.. أكملى..
مجهدة، فى عينيها لآلئ أو قافية.. ابتسمت أخيرا:
ـ يبحث فى العتمة عن ناموس.. ويضيع المحسوس ويطغى الملموس؟
ـ أكملى.
ـ ما أقدر.
ـ حقك، خيارات وانفعالات سحارة، فى شركها أكثر من رجل، كثيرة متشابكة.
قاومت البكاء وسخريته، تطلعت إلى مستحيل فى شبه ظلام، وبصوت متكسر:
ـ خيارات من خارج كيانى يا خال، أية خيارات هذه.
تحاشى الاقتراب إلى روحها أكثر خشية تحيد أبعد. قال هاربا من أفكاره أيضا:
ـ لا تخافى على أحد، خافى على نفسك، الآدمى قوى، لا يموت من جرح خفيف.
ـ خوفى الحقيقى إبراهيم، يجبرنى على العودة إلى الديرة، السلاح مكوم كالزبالة فى كل مكان، أخشى استعماله ضدى توعدنى بقتل، صبرى خلص.
ـ يريد العفة وصون الأهل من تشتت.
ـ ما عليك بحجج بيبى، لا تدافع عنه، الحل بتوفيق بين صالح وصالح، لا بين صالح وطالح. ضجرتُ من عالم عجزة، نشّف أوردتى
نهض خالد وطلع إلى الشرفة:
ـ مجرى الدم فى الأوردة يضطرب بلا نظام منها لصالحه.
بعناد أعقبت من الغرفة:
ـ نظام أكبر جاء بى من الديرة إلى الولاية.
ـ قريبكِ شاب قوى محب للعمل يحبك ولا تريدين الارتباط معه حسب العرف!
تبعته إلى الشرفة:
ـ أنت فى خندقه أو تختبرنى؟
ـ ولماذا اختبارك!
ـ لتعرف أفضل. هو شاب بمظهره، داخله مؤثث من قرون مضت، أحلامى يؤممها بزواج منى مصادرة حلم أسوأ من القتل، بذلك تصنع ماكينة عنف.
ـ كفى الكلام عن القتل. خلينا فى الحياة، أمك ترى انفعاليتك لتأخرك عن الزواج. حان وقت توديعك مراهقتك، خطابة أمامك، عليك الاختيار.
ـ أختار مَن والموجود غير المطلوب!
ـ طلب المستحيل مخاطرة.
نظرت إلى شفتيه مفكرة، متضايقة من ضيقها، تمتمت مبتسمة:
ـ بدأتَ تشيخ يا خالى التفكير الجرىء يطيل الشباب.

تفاقم ضيقها منذ إصابة نادر واعتزال خالها خالد فى غرفة الطابق الثانى مع كتاب، سائحا بين نشرات الأخبار براديو صغير، أو نزل إلى ساحة باب المعظم وحيدا رغم اعتراض أخته أمل، تمشى حتى الباب الشرقى كما فعل مع زملائه حين كان طالبا. يعود متعبا، يغتسل، يلجأ إلى فراشه صامتا أيضا، لم تشأ إزعاجه بكلام، عن الماضى أو المستقبل، كلاهما غائم، مكفهر.

*

خابرته نسرين عدة مرات حين دفأ التلفون. لم تأت إلى البيت لمراجعة بروفات الكتاب. وجاء ديفيد والمصور من غير إنذار، فتحت الباب ومزح ديفيد بالعراقي: شاكو.. ماكو..؟ لم ترد. أضاف: لا تخبرى خالك خالد جئنا نصور، هذه المرة نريد تصويره على الطبيعة، ماذا يفعل، ماذا يقول، فى الدشداشة هو دائما؟ كانت مفاجأة، كان يحلق فى الحمام، هكذا صوروه. سأله ديفيد عن حياته هنا، من غير أدب وسياسة، ماذا تتمنى للمستقبل؟ فكرت فى الاستقرار والعمل هنا؟ مَن زرت من أصدقائك القدامى أو ترغب فى زيارته؟ رد خالد بلا انفعال: البطة عادت إلى غديرها اليابس.
شربوا الشاى مع التمر فى الصالة، كشف ديفيد وعيناه على فرح قبل مغادرتها نيته للعودة إلى ستوكهولم، له سفرة أخرى فى الربيع إلى بغداد، استأجرا من مكتب خدمة الصحافيين الأجانب بفندق فلسطين سيارة دفع رباعى إلى عمان، الرحلة خطرة، ثم بالطائرة إلى السويد.. إلى أن سأل عن نية خالد، العودة معهما أو البقاء فى بغداد. رد: كأنى وظلى هنا مع زوجة قديمة، كلام لا ينتهى وعتاب.
ديفيد سلّمه تذكرة الإياب: صالحة مدة عام، لو قررت الاستقرار هنا تنفع لعودتك وتصفية الشقة. فيلمنا يعرض قبل نهاية العام، نسخة تصلك إلى بغداد عبر ضرغام، تريد أن تسأل أو تقول شيئا؟

المصور هناك، بين المدخل والحديقة، دخن أول مرة منذ وصل بغداد. قال ديفيد:
ـ أود إيضاح مسألة بحضور ابنة أختك لو سمحتَ.
ـ قل وأنقل لها، مزاج البيت ثقيل، لا يحتمل إثارة.
ابتسم ديفيد بصعوبة، ورغم تكلمه السويدية أفضل من خالد طبعا اعترف متعثرا:
ـ تكلمت مع ابنة أختك فى طلب يدها ولم أحصل على رد..
أومأ خالد برأسه بمعنى أعلم. واصل ضيفه:
ـ عنوانى وتلفونى عندكم حين تقرر. سفرة أخرى لى إلى هنا فى الربيع ذكرت، حتى ذلك الوقت لعل ردها ينضج. تمنيت الإفراج عن والدها، لنرى ما نفعل لاحقا. الحظ عاند. ما كنت أريد السفر دون إطلاعك على ذلك. هصل خير؟
ـ أنت أيضا تراجع نفسك، القرار لكما برأيى أولا، لكن ليس أخيرا برأى تجربة سابقة. الإنجازات العظيمة تتم فى السر أعلَم، وللإخفاء حكمة أحيانا، عن جدتها، قريبها ذاك..
ابتسم ديفيد، ولم يتأخر فى التفلسف:
ـ لكل منا، حتى الورد والنحل سره الصغير، أو الكبير.
ـ منطقى هذا ومقبول، حين يكون غير مؤذ لأحد.


............................................................................................

ــ فصل من رواية تصدر قريبا






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة