فوت علينا بكرة، أشهر عبارة فى تاريخ المصالح الحكومية رمز وشعار الروتين والبيروقراطية جملة لم نحرم من سماعها أبدًا جملة لها التأثير الأكبر فى حياة المواطنين.
هل تعلمون كم غيرت هذه العبارة فى حياة المواطنين ومستقبلهم هل تتخيلون كم من شاب استسلم لليأس من سماعها.. وكم من مشاريع تم تعطيلها من أجل استخراج أوراق مهمة أو الحصول على تأشيرة لازمة أو حتى تغيير بيان فى مستند رسمى ويكون الرد فوت علينا بكره يا سيد.
وكم شابًا فى مقتبل العمر مقبل على الحياة يأمل فى الحصول على عمل وكم من طالب متفوق حاصل على أعلى الدرجات حاصدًا لأحد المراكز الأولى، طامحًا فى التعيين فى الجامعة، ولكنه لا يملك الواسطة ولا المحسوبية فلا يلقى من رد غير فوت علينا بكره.
هل تعلمون كم زهرة من شباب مصر لم يلقوا أى رعاية فى بلدهم ولم يعترف بهم كمواطنين لهم حق الحياة والعمل والرزق
والعيش الكريم على أرضهم أو رفضت مشاريعهم ونبذت أفكارهم فغلبتهم الظروف وأجبرتهم على السفر للخارج أو للهجرة والسبب فوت علينا بكره يا سيد
لماذا نضحى بأولادنا بمنتهى السهولة هكذا لماذا نلقى بهم فى أحضان الغربة كالأم التى تعير ابنها لجارتها ثم تحزن إذا ما منح خيره للجارة.
هل نسير على غرار الأسطورة القديمة عند الفراعنة، حين كانوا يلقون بأجمل بناتهم فى النيل قربانًا له هل تلقى مصر الآن بزهرة شبابها للدول الأخرى باحثين عن الذات والمال والمستقبل على أرض غير أرضهم وتحت سماء غير سمائهم مانحين خيرهم وعلمهم وجهدهم لأم ليست أمهم ولبلد ليس لهم، والسبب الواضح هو عدم منح أى فرص حقيقية لهم.
لماذا نعلم أولادنا إذا ما دمنا سنتركهم فريسة للبطالة بعد ذلك ولماذا نشجع الموهوبين منهم ونرعى المبتكرين ذوى المهارات الخاصة ذوى القدرة على الابتكار والإبداع ما دمنا لن نحافظ عليهم ولن نحتضنهم ولن نعترف بهم ما دمنا سنلقى بهم للغربة للهجرة ثم نعود ونبكى على الانتماء المفقود والولاء الضائع
هل يصدق العقل أن مستقبل إنسان يتوقف على ورقة أو ختم أو تأشيرة هل أصبحنا مجرد أوراق هل أصبح المواطن فى مصر مجرد أوراق فما بالك إذن لو تحكم الروتين بهذه الأوراق وقال لك الموظف فى شمخ وكبرياء فوت علينا بكره ؟
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة