وصف محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة تجربته فى السجن بأنها تجربة مريرة شعر فيها بالظلم والقهر، ففى أحد الليالى كاد أن يصاب بالشلل أثناء حجزه بقسم الدقى، يفكر فى مليون سؤال عما حدث له، وعن تاريخه ومستقبله وحال أسرته فى غيابه، ولم يخرجه من هذه الحالة غير الرسم الذى استطاع من خلاله تفريغ شحنة الغضب والضغط الذى بداخله – خاصة أن الفن لا يحتاج لقرار من أى مسئول – وبالفعل تمكن من رسم حوالى 50 لوحة يستعد لعرضهم فى معرض بعنوان مبدئى "القط الأسود.. تجربة سجن" وهى لوحات تعكس إحساسه بالظلم والاكتئاب، وتدور أغلب هذه اللوحات عن قطط سوداء تهاجمه وتتربص له، وهو ما يعكس إحساسه الداخلى بكل المحيطين به.
واستطرد شعلان، فى أول حوار له بعد خروجه من السجن ببرنامج "الحياة اليوم" وعبر الهاتف، قائلا "هذه التجربة غيرت شكل شغلى ونظرتى لأمور كثيرة"، وضرب المثل بآخر معرض له كان به لوحة عبارة عن مجموعة كرافتات تخنق شخص، قائلا "كنت وقتها أفسرها بأن الوظيفة والإدارة تخنق الفنان بداخلى، ولكننى اليوم أفسرها بأنها الوظيفة التى كادت تضيعنى".
وانتقل شعلان للحديث عن قضيته قائلا "قضية الخشخاش معركة فرضت على، فمن سؤال استدلالى بحكم موقعى لحكم وإدانة فى القضية، بل حاول البعض يستغل الأزمة "ويطلعوا بلاوى الوزارة علشان أشيلها"، ومعى من الأوراق والمستندات ما يؤكد أننى لم أتقاعس عن أداء واجبى".
وتساءل "كيف يدان رئيس قطاع الفنون التشكيلية فى الوزارة فى الوقت الذى لم تدن فيه مديرة متحف أو مدير الأمن أو مدير الإدارة الهندسية بمتحف محمود خليل؟، وهل من مهامى متابعة كاميرات المراقبة والتأكد من أمن وسلامة المتحف؟ أم وضع إستراتيجية وخطة تطوير لــ28 متحفا فى مصر؟!".
وأضاف "النيابة الإدارية أثناء التحقيقات كشفت عن أوراق كتبت فى هوامشها تعليمات بتوفير 38 فرد أمن، فقامت مديرة المتحف بتوفير 38 إداريا بدلا من الأمن، وفى الوقت الذى كنت أعطى فيه التعليمات بشراء كاميرات ومزيد من تطوير المتحف، كانت المديرة تعيد الأموال للوزارة لزيادتها عن حاجة المتحف".
وتحدث شعلان عن علاقته بالوزير الفنان فاروق حسنى، مؤكدا أنها علاقة صداقة وزمالة بدأت قبل تولية الوزارة، قائلا "بينا تاريخ، ولو اتصل بى سأرد على مكالمته من باب الزمالة والصداقة ولو اتصلت به يبقى بعامله معاملة الوزير، وحتى لو لم يتصل مش زعلان منه، لأن فيه زملاء مكلمونيش ولم يقفوا بجانبى فى هذه الأزمة".
ونفى الشائعة التى أطلقتها أحد البرامج الفضائية، عن رفض حسنى لمقابلته، وهو ما تسبب له فى أزمة نفسية جعلته يأخذ أسرته ويسافر إلى مكان بعيد عن القاهرة.
وانتقد شعلان تصريحات فاروق عبد السلام مستشار وزير الثقافة، ووصفها بالعنجهية، مؤكدا أنه يرفض العودة لعمله ليس تعاليا منه أو لأنه فى غنى عنها، ولكن لأنه ليس من السهل الإخلاص فى عمل يشعر فيه بالتهديد، خاصة وأنه كان يحاول وضع منظومة لتنمية وعى وثقافة المجتمع المصرى بدليل مكتبة الإسكندرية وغيرها من الأعمال التى تمت فى عهده.
وتحدث عن لوحة الخشخاش مؤكد أنها أصلية مليون المائة وذلك على مسئوليته الشخصية، مدللا على ذلك بأن اللوحة كانت معروضة فى أهم معارض إيطاليا، وعادت فى شهر يونيو بعد أن مرت على العديد من الاختبارات وكشف عليها كبار الفنانين والخبراء، أما أهميتها فهى مستمدة من أهمية راسمها الفنان العالمى فان جوخ، فهو رائد الفن التشكيلى، كما أن اللوحة بداية لمرحلة جديدة فى تاريخه الفنى.
وأنهى محسن شعلان حديثه للبرنامج، مؤكدا أن أهم ما فى هذه الأزمة هى مشاعر الناس المقتنعة ببراءته، والذين وقفوا بجانبه، ومنهم جيران وزملاء لا يعرفهم معرفة شخصية، ومع ذلك عرضوا على أسرته المساعدة المالية حتى يخرج من محبسه.
وأضاف أنه لا يزال هناك أمل فى كشف حقيقية سرقة لوحة الخشخاش والقبض على سارقها، فالنيابة الإدارية لديها الكثير من التفاصيل التى لم تعلن عنها بعد، وستشهد الفترة القادمة جولة جديدة من التحقيقات تكشف عن الكثير من التفاصيل.
والرسم فرغ شحنة الغضب والانفعال بداخلى
شعلان بعد الإفراج عنه لـ"الحياة اليوم": السجن تجربة مريرة
الأحد، 17 أكتوبر 2010 12:26 م