"ماذا يمكن أن يقال بعد ما حدث، وما كان ممكنا أن نستمر فى انتظار شكة الدبوس التى كانت تفعلها بنا "الدستور" كل صباح كى نفيق دون أن ننتظر معها إبرة البنج التى من شأنها مسح كل الآلام وإخفاء مواطن الوجع.
الحرب بين شكة الدبوس وإبرة البنج هى شأن ما يحدث فى بلدنا منذ عصور طويلة مضت، وفيما أعتقد أن إبرة البنج تنتصر دائما، فمن شأن إبرة البنج أن تريح الأعصاب وتشل الحركة وتمنح سكينة مزيفة نعرفها لأوقات محدودة ثم يعود الألم من جديد وهو الذى ما برح أعضاء الجسد المتهالك، ولكنها إبرة البنج الساحرة الزائفة المزيفة، توهمنا بزوال الألم والمرض من الجسد المسكون بهما دوماً، ولكن فجأة يعصر الألم جانبنا ويعود متجددا فى أماكن أخرى.
أما "شكة الدبوس" فهى وصل ربانى من السماء، يحيل إليك فكرة أن هناك مرضا ما، تعب ما، بعضو ما، لابد من علاجه بعلاج ما.
تفيق، تخشى، تبحث عن السبب فى هذا الألم وكيفية تخلصك منه، تسأل، تفهم، تعرف، توقن أن هناك أملا ما فى يوم ما وستشفى الجراح، تتخلص من ألمك إلى الأبد دون رجوع، ولا تعد فيها بحاجة إلى "إبرة البنج" الزائفة لعنها الله.
"الدستور" شكة الدبوس الجميلة، كانت تدافع عن كل ما هو جميل أمام كل ما هو قبيح، كانت تدافع عنا ضد "إبرة البنج"، وكل ما هو زائف.
لا شك أنكم جميعا كنتم على علم بتلك الحرب التى نعيشها سويا على تلك الأرض، لا شك أنكم قدمتم كل ما تستطيع أيديكم، انتصرت إبرة البنج، لكن هناك دائما أملا بأن تعود شكة الدبوس أو شكة أكبر تجعلنا نصيح من الألم، ونصرخ كى يخرج من أجسادنا ذلك الألم اللعين إلى الأبد.. دون إبرة بنج واحدة.
شريف أحمد تمام يكتب: الحرب بين "شكة الدبوس" و"إبرة البنج"
الأحد، 17 أكتوبر 2010 11:01 ص