تعقد المهرجانات وتننتهى ولكن تبقى الأفلام فى الذاكرة، فيلما من هنا أوهنالك ، بشر وقصص إنسانية وحياتية ،تأخذك لعوالم وحالات مختلفة، لذلك بات السؤال عن التنظيم والمطبوعات الصحفية سؤالا أقرب إلى اللامعنى فالمهم والذى يبقى هى ما اختزنته الذاكرة من أفلام بعد حالة من اللاهاث من دار عرض الى أخرى، ومراجعة لجدول العروض لتحدد اختياراتك يوميا.
هذا المعنى يتجسد بعد العرض المبهر للنسخة الـ35 من فيلم "المومياء" للمخرج الراحل والمبدع شادى عبد السلام وهى النسخة التى عرضت بعد ترميمها من قبل مؤسسة المخرج الأمريكى مارتن سكورسيزى والذى وجد أن "المومياء" واحد من أهم الأفلام التى تعد "ماستر بيس" أو نسخة أصلية من الإبداع"، والعرض الذى أقيم أمس بمسرح أبو ظبى وأصر المدير التنفيذى للمهرجان بيتر سكارليت على تقديم الفيلم بنفسه وفى حضور الناقد السينمائى على أبو شادى وخالد عبد الجليل رئيس المركز القومى للسينما واللذان يمثلان وزارة الثقافة المصرية والدكتور صلاح مرعى مهندس المناظر بالعمل والدكتورة رحمة منتصر والتى عملت كمساعد مونتير مع المبدع كمال أبو العلا.
وتم تقديم المومياء بحفاوة شديدة كواحد من أهم مائة فيلم فى السينما العالمية، والنسخة بعد ترميمها وعودتها لحالتها الفنية تؤكد ما سبق ماقلته ذهب كل شئ وبقى الإبداع ،وأجمل شئ يحدث بعد مشاهدة الفيلم هواعادة الاكتشاف التى تصاحبك بعد كل لقطة ، وتكوين الكادر
وشكل الإضاءة وتلك الحركة المتأملة للكاميرا ، والحوار المكثف البديع والاداء المختلف من الممثلين والموسيقى التصويرية والتى تبقى فى أذنيك وتصاحبك لفترة طويلة بعد انتهاء العرض، وقيام مهرجان أبوظبى بعرض النسخ المرممة من الكلاسيكيات من الأشياء الجيدة التى تحسب للمهرجان.
وإذا كان المهرجان قد شهد عرض المومياء أمس، فإنه ومن خلال التظاهرات والفعاليات المختلفة سواء فى المسابقة الرسمية أو تظاهرة أفاق عرضت أيضا العديد من الأعمال الجيدة أهمها العرض الأول للفيلم الفرنسى "potiche" أو مزهرية للنجمة الفرنسية المتألقة "كاترين دى نيف"، والنجم جيرار دو باررديو و وللمخرج فرنسوا أوزون والمعروف بأفلامه الصعبة والتى تميل إلى المعالجات الدرامية النفسية إلا أنه فى هذا الفيلم قدم فيلما شديد الرقة يناقش تلك الفكرة المتعلقة بتصورات الآخرين عنا، وتصوراتنا نحن عن أنفسنا وكيف نعيد اكتشاف أنفسنا ولا نغير وذلك من خلال دراما اجتماعية تحمل حسا كوميديا وتدور الأحداث فى السبعينيات من القرن الماضى حول زوجة، تجسدها كاترين دو نيف فى واحد من أجمل أدوارها ، تبدأ مشاهدها كزوجة برجوازية تمارس الرياضة تهمس للكائنات الرقيقة التى تصادفها وهى تمارس رياضتها اليومية، وتسجل ملاحظات ويوميات وزوج رجل أعمال يمتلكان مصنع لتصنيع الشماشى، وهو زوج متعجرف
ذكورى يتعامل معها دائما بمنطق انها أقل شأنا ويجب أن تركز فقط فى منزلها وابنها وبنتها وحفيديها، كل هذا فى خضم الإضرابات العمالية وصعود اليسار ومطالبات العمال بحقوقهم ،لدرجة احتجازهم زوجها كرهينة وتتولى هى مسئولية الأمور بعد إصابة الزوج بأزمة قلبية
وتنجز الكثير من الأشياء وتعيد اكتشاف نفسها وأبنائها، إلى أن تترشح كنائب برلمانى ، والفيلم يقدم إيقاعا خاصا وحالة فنية شديدة التالق والعمق رغم بساطتها .
كما عرض أمس العديد من الأفلام الهامة أيضا أهمها الفيلم الروسى أرواح صامتة للمخرج أليكسى فيدورتشنكو والذى سبق عرضه بمسابقة افاق فى مهرجان فينسيا بدورته الماضية وهو من إجمالى الأفلام والذى يناقش فلسفة الحب والموت من خلال قصة شديدة الرومانسية والقتامة فى آن واحد ومن خلال حوار مكثف وشاعرى حول ابن الشاعر الذى توفى من شدة الحزن بعد وفاة زوجته، ويمنع نفسه من الانتحار لأن المريان "ناس يعيشون فى مدينة صغيرة بروسيا ويملكون طقوسا خاصة" لا يؤمنون بالموت قبل الأوان وتجبر الظروف هذا الابن على مرافقة رب عمله فى رحله لحرق جثة زوجته التى توفيت، وإذا كان الفيلم شاعريا فى حواره ويؤكد أن الحب لا يموت حتى بعد الفناء فإن الشاعرية تلك انعكست أيضا على الصورة
البصرية فى الفيلم والتى جاءت فى أحيان كثيرة أقرب الى لوحات الفن التشكيلى ـ"المشهد الذى التقى فيه الزوج فتاة ليل بعد حرق زوجته ولم يستطع الاقتراب منها وأعطى ظهره لها وبينهما جسرا طويل تمرق من عليه السيارات ..وتتواصل عرض وأفلام المهرجان حتى 23 من أكتوبر الجارى بقصر الإمارات ومارينا مول ومسرح أبوظبى.
كواليس
يعقد اليوم مؤتمرا صحفيا للنجمة المصرية لبلبلة والتى يتم الاحتفاء بها وتكريمها.
يقام غدا العرض الأول للفيلم المصرى "رسائل البحر" بحضور مخرج الفيلم داود عبد السيد وبطليه آسر ياسين وبسمة.
التقت الدكتورة هالة سرحان بعدد من المنتجين والفنانين المصريين ومنهم المنتج هشام عبد الخالق ومحمد حفظى الدكتورة هالة شاركت فى ذى سيركل وهو البرنامج الذى يمنح دعما للعديد من المشروعات السينمائية كما شاركت ايضا فى حلقة نقاشية عن المرأة فى السينما وكيفية تفعيل دورها أكثر.
يعقد اليوم مؤتمرا صحفيا للنجم الفرنسى جيرار دو باردو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة