قال الروائى محمد صلاح العزب إن ما يحدث فى أيامنا هذه فى القاهرة لا يمكننا أن نجده فى روايات كثيرة مثل أعمال الروائى الكبير نجيب محفوظ، ولذا فإن مشروعى الجديد سيكون عن العشوائيات بالقاهرة وما جدَّ عليها من ظواهر مثل الـــ(توك توك، ومحلات للعطور وسنترالات، وأطفال على الأرصفة، ومظاهر جديدة متولدة من العشوائيات).
جاء ذلك خلال الأمسية التى أقامتها مكتبة ألف بالزمالك لمناقشة وتوقيع رواية "سيدى برَّانى" للكاتب محمد صلاح العزب والصادرة مؤخرًا عن دار الشروق، وحضره عدد كبير من الأدباء والمثقفين الشباب والإعلاميين، حيث حضر كل من الروائى مكاوى سعيد، والروائى وجدى الكومى وطارق إمام، والصحفى سيد محمود، والشاعرة نجاة على وجيهان عمر، وبشير عيَّاد، والناشرة سوسن بشير، والكُتَّاب يوسف رخا، ومحمد الفخرانى، ومحمد أبو زيد، وأحمد حسن رئيس مركز التكعيبة الثقافى، ونهى محمود، وأسماء ياسين، ومى أبو زيد، والفنان التشكيلى علاء عبد الحميد، ومصممة الأزياء ياسمين حاكم، والمخرج محمد عبده، وأدار الندوة عماد عدلى.
وأوضح العزب ردًا على سؤال عماد عدلى له حول اختيار "سيدى برانى" عالمًا لروايته خاصة وأنها بعيدة عن القاهرة قائلاً "سيدى برانى مدينة تقع على الحدود الشمالية لمصر مع ليبيا، ومكثت فيها ثلاثة أشهر من حياتى، منذ أن كنت فى الصف الثانى الابتدائى، وبعدما انفصل جدى عن جدتى وقرر أن يعيش فيها، فكان مسئولاً عن توريد المواد الغذائية للجيش، وقرر والدى أن نترك القاهرة لتكدسها وزحمتها الشديدة ونذهب لسيدى براني، وبالنسبة للقاهريين كانت الحياة فى سيدى برانى صعبة جدًا، ومن خلال حياتى فيها فلقد أثرت على مشاهد كثيرة جدًا سيطرة على عندما بدأت كتابتى للرواية عام 2003، إلى أن انتهيت منها فى عام 2010.
وأضاف العزب قائلاً ولهذا فإن كتابتى لــ"سيدى برانى" جاءت كنوع من الواجب تجاه الذاكرة بداخلى المفروض علىّ، وكتابى لها غيرت تصوراتى عن الكتابة، فقبل كتابتها كنت أظن أننى أصبحت كاتبًا بما أننى سبق وأن صدر لى روايات ومجموعة قصصية، ولكن بعد "سيدى برانى" تأكدت أننى مازلت اكتشف الكتابة وأشعر أنها أعطتنى نضح وفهم لإشكالية الكتابة، ولذا فمن الممكن أن أكتب ما لا يرضينى، وجعلتنى أسأل عن سبب نجاحى ككاتب.
وردًا على سؤال وجه إليه حول انتصاره للرواية على المجموعة القصصية بصدور أربعة روايات له مقابل مجموعة قصصية واحدة، أكد محمد صلاح العزب قائلاً "طوال الوقت وأنا أكتب القصص القصيرة، ولكننى أؤجل نشرها نظرًا للظروف التى تتعلق بنشر القصة القصيرة، وحاليًا فإن الرواية هى التى تتسيد المشهد الإبداعى، فى بداية 2010 صدر عدد كبير من الرواية، إضافة لأن الرواية قادرة أن تخطف المشهد من القصة القصيرة، ولذا فأنا أنتظر ظروفا أفضل لأنشر ما القصص القصيرة التى انتهيت منها.
وحول اتجاهه فى سيدى برانى للمنحى الأسطورى، أوضح العزب قائلاً "أعتقد أننى فى بداية كتابتى لسيدى برانى كنت مشبعًا بالأسطورة، أو الواقعية السحرية، وطوال الوقت وأنا اعمل على خط الواقعية والأسطورة، ولسيدى برانى حكايتين، أخذت منهما واحدة، فالأولى مرويةٌ بالكتب، والأخرى أسطورة شعبية، أرهقت كثيرًا حتى أعرفها من الأهالى الأصليين لسيدى برانى، وذلك لأنهم لا يرونها لأحد إيمانًا ويقيناً منهم بأنها "عيب"، وهى تقول بأنه رجل متصوف ليبي، أخطئ مع امرأة، وفضح أمره، وتم طرده، وهى التى حكيتها فى الرواية، والرواية تلخص فكرة تولد الحياة من وجود الإنسان بالمكان.
ومن جانبه قال طارق إمام إن العزب دائمًا ما كان يشتغل فى كتاباته السابقة على سؤال القاص أو الراوى، وتوالد الحكايات الممتدة من بعضها البعض، ومدَّ خط السرد بخط آخر والعمل على تطويره، وهو ما لا يقدر عليه الكثير من المبدعين، وأضاف إمام "وهذا ما يجعلنا نشعر بأن ثمة اتجاه جديد فى إبداع العزب".
وعقب العزب على حديث طارق إمام قائلاً: فكرة القصة كانت مسيطرة على طوال مرحلة الكتابة، وتحديدا كنت استخدم تقنية التكثيف، فبدلا من أن أذكر الحيوات الـ13 للجد، حكيت 4 منها فقط، أما بالنسبة للحكايات المتوالدة ،فحجم الرواية والمدة الزمنية لم تكن تسمح بالخط الواحد ، لذلك كنت أغير دائما فى ترتيب الرواية والعب مع الزمن الفنى، وظللت أمارس فكرة الترتيب حتى لا يصبح الموضع مربك للقارئ، وهذا ما أرهقنى كثيرًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة