محمد حمدى

الحاسة السادسة

الأحد، 17 أكتوبر 2010 12:54 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم 13 فبراير 1999 شاهدت فيما يشبه أحلام اليقظة وزير الإعلام البحرينى الأسبق طارق المؤيد وهو يرحل عن الحياة، كانت الرؤية غريبة بعض الشىء، فلم يسبق لى معرفة طارق المؤيد، ولم ألتقيه من قبل، صحيح أننى التقيت خلفه محمد المطوع فى القاهرة عدة مرات عن طريق الصديق الصحفى الجميل أسامة الغزولى الذى كان مستشارا لرئيس وزراء البحرين قبل أن يعود إلى القاهرة ويستقر فيها، لكن رؤية المؤيد كانت غريبة جدا على.

فى اليوم التالى، وحيث لم تكن شبكة الإنترنت على هذا الاتساع قرأت فى جريدة الشرق الأوسط اللندنية خبر وفاة طارق المؤيد فى لندن حيث كان يخضع للعلاج، وقد دعانى هذا الحادث الغريب إلى محاولة تفسيره، فبدأت علاقاتى بما يعرف بالتخاطر، وإن كان ابن خلدون يذكر فى مقدمته أن هذا التواصل الغريب بين البشر عبر الأفكار هو نوع من الكرامات التى يمنحها الله لبعض عباده لغرض لا يعلمه إلا هو سبحانه وتعالى.

والتخاطرهو مصطلح صاغه فريدرك مايرز ويشير إلى المقدرة على التواصل ونقل المعلومات من عقل إنسان لآخر، وقد تكون هذه المعلومات أفكار أو مشاعر، ويعد التخاطر أحد مظاهر الحاسة السادسة أو الإدراك فوق الحسى، وللحاسة السادسة مظاهر أخرى مثل الاستبصار، والمعرفة المسبقة.

ويقول المختصون فى علم النفس إن الإنسان يعيش فى عالمين الأول حسى تهيمن عليه الإدراكات الحسية، كالسمع والبصر والذوق واللمس والشم، والآخر روحى والبعض يربطه باللاوعى داخل الإنسان، حيث تتجمع الذكريات ويتم تخزينها فى غرف سوداء محكمة غلق لكن بعض الأفكار تفلح فى التخلص من القيود وتظهر على السطح عبر الأحلام.

ولأن كل الظواهر لا تصلح للتفسير وفقا للعقل والمنطق والإدراكات الحسية فقد طور العلماء الغربيون ما يعرف بالبارسيكولوجى الذى يختص بدراسة القدرات فوق الحسية أو الخارقة، فى محاولة لإخضاعها لشروط العلم مثل الملاحظة العلمية والتجريب والقياس وغيرها.

وفى حين لا يزال الكثيرون هنا يعتقدون أن هذه القدرات غير العادية لا يجوز تفسيرها إلا فى إطار الكرامات، تعتقد المراكز البحثية المتخصصة فى دراسة الباراسيكولوجى أنه يمكن لكل إنسان تطوير مهاراته فوق الحسية بالتدريب، لكن الغريب أننى بعد أن بدأت قراءة معظم ما يكتب عن هذا العلم الغريب فقدت قدرتى على الاستبصار ولم أعد أتواصل عبر الأفكار مع الآخرين، لذلك اكتفيت بالتواصل عبر الكتابة!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة