مجدى العدوى يكتب: خواطر حمار.. كمان وكمان

السبت، 16 أكتوبر 2010 05:33 م
مجدى العدوى يكتب: خواطر حمار.. كمان وكمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عودة مرة ثانية إلى تأملاتى وخواطرى .. أقصد تأملات الحمار فقد انتقدنى ابنى الأصغر لاختيارى هذا الحيوان وقال لى "لماذا الحمار.. ألم تجد أفضل منه؟" فعلا لماذا الحمار وقد كنت وأنا فى مثل سنك يا بنى وأكبر منك معجبًا بالأسد لأنه ملك الغابة وأفيض إجلالا واحتراما للنمر لقوته الجبارة والفيل لتميزه وتفرده بهذا الحجم الهائل الذى يحميه من بطش أقوياء الغابة وسادتها، ولكن كل تلك الحيوانات لها ما يشغلها فى الحياة من اصطياد للفريسة وإثبات الوجود وفرد العضلات ومُلْك السطوة والجاه والسلطان، وكذلك الصراع على (التكويش) على ممتلكات المملكة – أقصد مملكة الغابة لحد يفهمنى غلط – فتلك كلها أمور تشغلهم عن التأمل وتمسح من أذهانهم كل الخواطر، أما الحمار فهو كائن متأمل محدق منتظر متفرج يظل واقفاً فى مكانه لساعات طويلة فى حالة انتظار فيسلى نفسه بالتأمل والفرجة على الأحوال فى الخارج والداخل، فيتفرج على ذلك الرئيس ذى الكاريزما الجبارة التى جذبت إليه شعبه وأتت به إلى الحكم، ويُسِر الحمار فى نفسه "ليته لم يمتلك هذه الكاريزما الخادعة وكانت لديه القوة التى تفرض تنفيذ أفكاره وسياسته" ويتفرج على بلاد الحرية التى يتشدقون فيها بالحرية والديمقراطية ولديهم أفظع المعتقلات فى التاريخ وعندهم نماذج فاجعة لكبت الحريات وتكميم الأفواه.. فيا ويله من يسوقه حظه العاثر للوجود داخل إحدى مؤسساتهم أو هيئاتهم أو حتى مدارسهم فينتقد أى وضع فاسد فيها، سيكون مصيره الغضب على كل المستويات وتقنين خروجه سالمًا أو غير سالم – هو وحظه – ها هو Rick Sanchez مقدم أحد البرامج الشهيرة المهمة Rick's Listفى محطة CNN قد انتقد إدارة المحطة وألمح أن اليهود يقودون الإعلام الأمريكى المتعصب فما كان من CNN إلا أن أطاحت به فى لحظة وخرجت ببيان فورى (بأسلوب أنيق جدًا ودبلوماسى) تشكره فيه على خدماته الجليلة وأنه قدم ساعات رائعة على القناة ولكن (خلاص فينيتو) مع السلامة .. مافيش Rick .. اختفى Rick .. ركب الوزة وما أشبه الليلة بالبارحة فأسبرطة القديمة مثل أسبرطة الحديثة يختفى فيها المذيعون والصحفيون فى يوم وليلة ولا حس ولا خبر، وليس كما يعتقد الكثيرون أن البلدان العريقة ديمقراطيًا لا ينكسر فيها قلم ولا يكمم فيها فم – كذبة كبيرة وصدقناها – فهناك عندهم أيضًا ساحر يظهر على ساحة الأحداث يشقلب الأوضاع- أقصد يرتب الأوضاع كما يريد، ويكون وراء ركوبهم (الوزة) مثل إبراهيم عيسى وعمرو أديب وأيضًا Rick Sanchez .. والبقية تأتى، اعذرونى لاقتباس الألفاظ من الكبير أحمد رجب ومن عمرو أديب وإبراهيم عيسى لأنى كما قلت كائن حمارى متأمل.

أصْدِقـَكم القول أن التأمل فى حال الكرة والتفكير فى نتيجة مباراة الأهلى والترجى التونسى هو التأمل (الآمن) الذى لا يجلب الصداع المزمن ولكن الحمار متعجب من حال هذا الزمان الذى يكون فيه ثمن (شيكابالا) 24 مليون جنيه وأستاذ الجامعة يبحث عن مائة جنيه زيادة فى مرتبه ليشترى بها 10 كيلو طماطم.

فعذرًا يا بنى الحبيب لن أستطيع إلا أن أكون حمارًا .. وأن تكون أنت ابن الحمار أفضل من أن تكون ابن "......" !
حكمة اليوم: أن تصدق ما يعـِدُك به الناس لكى تعطيهم قبل أن تأخذ منهم فأنت حمار.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة