يبدأ "عيد السياحة" بواحة سيوة هذا العام يوم 19 أكتوبر الجارى، ويستمر ثلاثة أيام حتى وتتعدد خلاله الفعاليات والتفاصيل المدهشة للأنشطة التى تشعر كل من يشارك فيها بأنه داخل إحدى الأساطير القديمة.
يحرص أهالى سيوة على هذا الطقس السنوى الذى يعد بمثابة مؤتمر عام للسلام بين أهل الواحة يعقد فى الليالى القمرية من شهر أكتوبر كل عام، عقب موسم حصاد البلح والزيتون لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد.
فمع بداية الأيام الثلاثة للاحتفال يترك جميع رجال سيوة منازلهم وأعمالهم ولصعود إلى جبل الدكرور، حيث مدينة "شالى" أو سيوة القديمة والإقامة فى البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال، ويندمج الكل مع الكل لا فرق بين غنى وفقير ولا قوى وضعيف وتصفى الخلافات ويتصالح المتخاصمون حتى لا يكون هناك ضغينة أو خلاف مهما عظم أو صغر بين أهل الواحة.
تعود بداية هذه الحدث لحوالى 160 عاما عندما كانت المعارك والحروب على أشدها بين قبائل سيوة الغربيين ذوى الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوة الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور، بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيية والعربية وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها، وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل.
ومع اشتداد النزاعات نزل بالواحة أحد العارفين بالله منذ حوالى 160 عاما، كما تجمع الروايات وهو الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية فى سيوة والذى تعود أصوله إلى مدينة إسطنبول فى تركيا، وأقام فيها واستطاع المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة فى حب الله وذكره سبحانه وتعالى، ومن هنا جاء مسمى عيد السياحة والجميع يجلسون على الأرض يتناولون الطعام معا والمصالحة، وحل المشاكل وما زال هذا النظام بكل تفاصيله الأخرى مستمرا حتى الآن.
وقد أعدت المحافظة هذا العام برنامجا للاحتفال بهذه المناسبة يشتمل البرنامج على عرض أفلام تسجيلية سياحية، بالإضافة إلى تنظيم مسابقات ترويحية وسباق جرى بجبل الدكرور، وكذلك تنظيم مهرجان للدراجات بين الأجانب وأهل سيوة، إلى جانب تنظيم حفل تحييه فرقتا مطروح وسيوة للفنون الشعبية يقدمان خلالها نخبة من أجمل التبلوهات الفنية المستوحاة من البيئة المطروحية والسيوية والتى تلقى إقبالاً شديداً من السياح الأجانب، كما سيتم على هامش الاحتفال تكريم أحسن منتج زيتون وبلح من حيث الكمية والجودة وفى نهاية الاحتفال سوف يتم توزيع الجوائز على الفائزين بكافة المسابقات المنظمة خلال الاحتفال.
