قال الناقد الدكتور سيد البحراوى إن رواية "واحة الغروب" للروائى الكبير بهاء طاهر لا تتسم إلا ببنائها الروائى المحكم فقط، فهى رواية بلا روح، إضافة إلى أنها تنتصر للغرب على الشرق.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء أمس الجمعة بساقية الصاوى بقاعة الكلمة ضمن فعاليات نادى الساقية؛ لمناقشة رواية "واحة الغروب"، وناقشها د.سيد البحراوى، وحضرها عدد من شباب المثقفين.
وتتبع البحراوى فى مناقشته لــ"واحة الغروب" الأحداث والتعقيب عليها، من خلال قراءات متعددة لنصوص مشهدية وحوارية بين أبطال الرواية، وعرض لوجهة نظره ورؤيته النقدية.
وقال د.سيد البحراوى "لا أحتاج إلى أن أوضح طبيعة علاقتى ببهاء طاهر فهى لا تحتاج لتقييم، فأنا أحببت الأدب من خلال صوته حينما كان يقرأ فى الإذاعة، وقرأت كل كتابات بهاء طاهر ما عدا العملين الأخيرين، وهذا لا يمنعنى من تحليل العمل بصفتى كدارس، وأن أقدم النتائج التى توصلت لها".
وفى تناوله لشخصيات الرواية قال البحراوى، رغم ما يبدو من مبررات قوية قدمها بهاء طاهر لنهاية "محمود" إلا أننى لم أشعر باقتناع تام، فالرواية مبنية بناءً دراميًا محكمًا ولكنها رواية بلا روح، وتعتمد الرواية على تقنية مألوفة هى تقنية تعدد الأصوات، ومع ذلك فهى ليست رواية تعدد أصوات؛ لأن اللغة فيها هى لغة بهاء طاهر.
وأضاف البحراوى للأسف أن الأساطير الشعبية والتقاليد المصرية عادة ما تقدم لنا فى الأدب على أنها عادات متخلفة.
وانتقد البحراوى "واحة الغروب" فى أمرين، قائلاً: أولاهما أن قضية العلاقة بين الشرق والغرب لم يحسمها بهاء طاهر فى روايته، وكان بإمكانه أن يتدخل ويوضح رأيه، لكنه اكتفى بنص الإسكندر الأكبر، عندما قال (هناك تعلمت أن الخوف لا الحكمة هو أساس الملك لا بد من إخافة العامة، يجب أن يعبدونى فى الخوف وبالخوف) فهذا الكلام فيه تمييز غريب بين الشرقيين والغربيين، كما ولو أن الغربيين جبلوا على الكرامة، أما الشرقيون فجبلوا على الجبن والمهانة".
وأضاف البحراوى: يبدو فى الرواية أن هناك نوعًا من الانبهار والإعجاب بالثقافة الغربية على عكس الإعجاب بالتقاليد البالية والخيانة التى يعيشها المصريون بدءًا من الاحتلال الإنجليزى.
وتابع البحراوى، أما السبب الثانى، فهو أن "الحب فى المنفى وواحة الغروب" روايتان لا تقدمان تجربة شخصية لبهاء طاهر، فكل رواياته السابقة هى تجارب شخصية لبهاء طاهر، وكان واضحًا فيها، إلا أنه يمكننا أن نسقط ملامح شخصية محمود فى واحة الغروب على بهاء طاهر فمنذ أن عاد بهاء من جينف، ومسيرته حافلة بالإبداع حتى لحظة معينة وقاسية فى حياته، وهى عندما قال بهاء طاهر أصبحت عجوزًا لا أستطيع مقاومة هراوات الضباط فى المظاهرات، وبرأيى أن سوء الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فى مصر أصابت بهاء طاهر بالقنوط، وهذا ما أراده هو أن يؤكده لنا فى واحة الغروب أنه من الممكن أن نصاب بالقنوط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة