معتز نادى يكتب: لحظة خاطفة

الجمعة، 15 أكتوبر 2010 02:26 م
معتز نادى يكتب: لحظة خاطفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خرجت من تحت الأنقاض بعد صراع طويل مع الموت، وقتها لم أعرف هل ستذهب حياتى إلى الممات أم أن الحياة مازالت ترحب بى كضيف عزيز؟

تناثرت الحجارة فى كل مكان وأصبحت الأعمدة فى خبر كان
والحديد أصبح ملتويًا كثعبان والبيت أصبح ترابًا ولا يهم حال البيت فالأهم أهل البيت.
لا أعرف إن كانوا على قيد الحياة أم أنهم مفقودون؟ لكننى أخشى أن تضيع الإجابة منى بل تمتنع الكلمات عن الرد على السؤال فربما جاء الكتاب مسطرًا فى صفحاته أن هذا أجلهم.
إحساس غريب بل ومدهش حين تعيش بين الأنقاض أنت بلا طعام والظلام من حولك والماء يتصبب عرقاً.. لكنك لا تستطيع أن تروى به ظمأك.

فى لحظة خاطفة كانت المرآة تذيع صورتى مثل التليفزيون
ورأيت فى أعلاها أهل البيت يجلسون فى الغرفة الخارجية على مائدة الطعام وكانت الصورة الأخيرة هى صورتنا جميعًا على المرآة.

ودارت الأسئلة بعد أن صحوت من غفلتى تحت الأنقاض هل أراهم من جديد؟ وإذا لم أجدهم ونجوت بحياتى هل تكون ذات فائدة؟
أن تعيش مع من تحب من أهلك وناسك وشوارع تشتاق قدماك إليها وصور تريد عيناك ألا تفارقها كصورة مسجد الحسين
والأهرامات والقناطر الخيرية بعطر نسيمها فى الصباح الباكر
وليل القاهرة الساهرة، هل هذا أفضل فى وجودهم أم باختفائهم فى زلزال تنجو منه، بينما هم يسبقونك سواء كانوا بشرًا أو بناء؟

لا تتسرع فى الإجابة فربما كان الزلزال قد أبقاك وحدك على ظهر الأرض فتصبح أنت امتداداً لأبيك آدم فتعمرها على مزاجك (الأرض ولا شىء آخر لا سمح الله) وقتها تكون أنت ملك الأرض كبشر وتمشى وحدك والخير من مياه وأراض رغم أن الزلزال المدمر موجود.

الخير موجود والأهل ذهبوا والأحبة تركونا والمعالم غابت عنا بينما أنت بمفردك ماذا تفعل؟

تخيل أن هذه الأفكار طافت بذهنك فى زلزال 12 أكتوبر1992 ربما وقتها لم تكن كبيرًا تعى بعقلك ما يحدث لكن إجابتك كيف ستكون بعد أن كبرت وترعرعت وتعيش الآن هذه الذكرى؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة