قال عصام كامل، رئيس تحرير صحيفة الأحرار، إن مباراة صحيفة الدستور الكل فيها خاسر وهو شىء مؤلم جدًا، فالدستور خسرت والقائمون عليها خسروا وإبراهيم عيسى والصحفيون بالجريدة خسروا، مضيفًا أن صلاح قبضايا، مؤسس الأحرار، سبق وحافظ على تجربته بعد أن أقاله الرئيس السادات وأشرف على إصدار الجريدة فى الخفاء، لكن فى الدستور قرار إقالة عيسى تم بشكل مهين ولا يرضاه أى صحفى، كما أن رد فعله على القرار كان خاطئا ورد فعل صحفيى الدستور خاطئ، ولا يمكن إنكار أن عيسى أسس تجربة لها شكل جيد فى السوق وكانت هناك طرق كثيرة لاسترداد حقوقه المعنوية والمادية أفضل من اعتصام صحفييه بالنقابة وكان عليه أن يحرص على تحذيرهم وإقناعهم العودة لممارسة عملهم بالجريدة للمحافظة على السياسة التحريرية، التى يخاف عليها.
وأضاف كامل، خلال حواره مع الزميل جابر القرموطى فى برنامج "مانشيت" على أون تى فى الخميس، أن صحفيى الدستور كان عليهم المطالبة بحقوقهم بطريقة أفضل والبعد عن الشروط الغريبة التى فرضها البعض على الملاك الجدد، وكان ضروريًا أن يبتعد الصحفيون عنها، وعليهم إدراك أن صحيفتهم كادت تغلق أبوابها، وجاءت صفقة البيع لتنقذها وكان بها صحفيون يتقاضون 300 جنيه شهريا والإدارة الجديدة ضاعفت المرتبات وشدد كامل على أن صحفيى الدستور عليهم أن يعودوا إلى مقر جريدتهم للعمل بعيدًا عن العصبية، التى شابت أداء كل الأطراف، وعلى الملاك الجدد معالجة الأمر بإيجابية.
وأكد كامل أن هناك فرقاً بين الحرية والخروج عن تلك الحرية لأن بعض الصحف تصورت أن نشر المعلومة هو حرية دون معرفة تأثيرها على الرأى العام، فالصحافة تأثيرها أقوى، وأشار إلى أنه جاءه العديد من الموضوعات التى رفض نشرها مثل قصة أنيس الدغيدى الخاصة بسيدنا محمد وفضل عدم نشرها رغم أنها أرسلت له قبل نشرها فى اليوم السابع بشهر تقريبًا وبمجرد إعلان اليوم السابع حدثت أزمة وعالجها الزميل خالد صلاح بحكمة وهو شىء جيد من الصحيفة ورئيس تحريرها أن تعترف بخطئها والاعتذار عنه.
وأوضح أن حرية الصحافة يحددها السياسية التحريرية، وفيما يخص الصحافة الحزبية فهى ترتبط ببرنامج الحزب وأدت دورًا كبيرًا فى قضايا الوطن، ثم جاءت الصحف الخاصة لتشارك فى هذا الدور، مطالبًا بضرورة إعطاء وقت للحكم على تجربة الصحافة الخاصة، مشيرًا إلى أنها ليست دكاكين كما وصفها الزميل عبدالله كمال، بل تقوم بدور متميز فى الشارع الصحفى، وستنتهى سلبياتها بالتدريج، مثلما انتهت مشاكل الصحافة الحزبية التى ساهمت فى توسيع هامش الحرية وسقطت كثيرًا فى مساحات بين الحرية والفوضى لترتبط أكثر بمصالح المجتمع، وقال إن الصحف الخاصة أمامها فرصة للتواجد أكثر فى ظل دعم المال الخاص لها.
وقال كامل إن الصحف الخاصة ليست متغيرة، لكن تجربتها قائمة طول الوقت حتى مع انهيارات متوترة تنافس الصحف القومية لكنها لا تتجاوزها، مضيفاً أن سقف الحريات زاد بشكل كبير فى الصحف القومية فى الآونة الأخيرة فرأينا أخبارا فى الأهرام كان من المستحيل نشرها قبل 10 سنوات وفى الجمهورية ترى أخباراً لم نتصور أن تنشر فى صحيفة قومية، وأضاف أن صانع القرار السياسى أدرك أن المجتمع والرأى العام يحتاج إلى معلومات وأفكار.
ولفت إلى ضرورة دراسة تجربة الصحف الحزبية بشكل كامل، بينما الصحف الخاصة لها رأس مال ضخم والإعلام يحتاج إلى رأسمال كبير حتى القومية دائمًا تحظى بدعم مادى من الدولة على اعتبار أنها تقوم بدور فى العملية التنموية بالمجتمع، لكن الحزبية الوحيدة التى لم تحظ بالدعم لأن الأحزاب نفسها محظور عليها ممارسة أى نشاطات تجارية.. ورأينا ما فعله الدكتور السيد البدوى فور فوزه بالتبرع بمبلغ 5 ملايين جنيه للصحيفة، لافتا إلى أنه والوفد هما الصحيفتان الحزبيتان الأكثر منافسة، وأضاف أن الصحف الخاصة قفزت فى مراحل سياسية معينة فى المجتمع كالمصرى اليوم، التى برزت فى انتخابات 2005، وتوليها منصب القيادة للصحافة الخاصة حاليًا بعد أن توفرت لها أسباب النجاح لعدة أسباب أنها لا ترث ميراث المؤسسات القومية بالديون والأعباء الفكرية والتحريرية والعمالة.. لكنها اعتمدت على تمليك الأدوات اللازمة لعملها.
وتعليقا على إعلان نجيب ساويرس اعتزاله البيزنس قال كامل "أطالب ساويرس بمواصلة العمل المتميز الذى عودنا عليه ..فالبلد بحاجة إلى 1000 من ساويرس يتمتعون بحس وطنى.. الأجيال القادمة ستكون فى أمس الحاجة إليه".
عصام كامل لـ"مانشيت": مباراة الدستور خسرها الجميع وعيسى أقيل بصورة مهينة
الجمعة، 15 أكتوبر 2010 03:03 م