قالت السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات أنها لا تمانع ترشيح جمال مبارك أمين "السياسات" بالحزب الوطنى الديمقراطى على مقعد رئاسة الجمهورية، كونه مواطناً مصرياًَ له حق الترشيح، رافضة ما يثار عن التوريث، ومؤكدة أن الرئيس مبارك رفض فكرة التوريث.
وأضافت السادات بأن البرادعى شخصية مهمة ومحترمة، لذلك قام الرئيس بتكريمه وإعطائه قلادة النيل، إلا أنها أبدت تحفظها عليه كمرشح للرئاسة، قائلة إنه ناجح فى مجال الطاقة، بالإضافة إلى أنه قضى كل عمره فى الخارج فلا يعلم الكثير عن مصر.
وتابعت جيهان الحديث عما تتمناه من حاكم مصر ورئيسها القادم، معربة عن آمالها فى أن يكون لديه إحساس بالفقر الذى يعانى منه الشعب فى ظل ارتفاع الأسعار.
واستكملت جيهان حديثها حول حياتها مع الرئيس السادات، حيث ذكرت أنها لم تكن تعلم أن هناك ثورة، ففى ليلة الثورة كانت مستيقظة طوال الليل فى انتظار عودة السادات للمنزل، ومن ثم الذهاب إلى السينما، إلا أنها فوجئت به يتصل بها ويقول لها أن تستمع إلى الراديو، فاعتقدت أنه سيلقى خطبة للجيش.
كما أكدت أن السادات فى الأيام الأولى للثورة كان يبيت مع زملائه ولا يعود إلى البيت إلا عندما خرج الملك فاروق، وقال لها السادات إنه مر بأيام عصيبة حتى خرج الملك وقامت الثورة دون نقطة دم.
وقالت جيهان إن الزعيم جمال عبد الناصر كانت ثقته كبيرة فى السادات، بدليل اختياره نائباً له، ولذا كان السادات يحب عبد الناصر جداً، ولذلك قاموا بتسمية أحد أبنائهم جمال.
وتابعت حديثها عن سبب تعيين السادات نائباً للرئيس عبد الناصر قائلة "الرئيس جمال عبد الناصر كان ذاهباً إلى المغرب، وجاءت إليه معلومات عن مؤامرة ما تدبر ضده، فقام بمهاتفة السادات، طالباً منه أن يأتى ليحلف اليمين ليصبح نائبه، فرفض السادات وطلب الذهاب معه لكن عبد الناصر رفض، حتى حلف اليمين وذهب الرئيس إلى المغرب وعاد سالماً".
وعن وفاة الزعيم جمال عبد الناصر، أكدت أنه كان فى اجتماع القمة العربية لمصالحة الفلسطينيين، وأخبرها السادات أن الاجتماع انتهى وسوف يودعهم عبدالناصر وسيأتى للعشاء فى بيتهم، ثم عاد السادات للبيت لأخذ قسط من الراحة لاستقبال عبد الناصر فى المساء.
وتابعت "ولكن جاء له تليفون من سامى شرف، فذهب السادات لبيت عبد الناصر واتصل بى من هناك، وكان صوته غير طبيعى، ولم يقل لى شيئاً سوى أنه يريد أن أكون بجوار تحية عبد الناصر، فذهبت ووجدت شعراوى جمعة جالساً على الأرض، وعلمت أن هناك حالة وفاة، ولكن لم يخطر على بالى أنه الرئيس عبد الناصر، فصعدت للدور الثانى للقاء تحية ووجدت أمامى خالد عبد الناصر الذى أخبرنى أن والدته نائمة، بعد حقنة مخدرة، فنزلت لا أرى ما أمامى، وعدت للمنزل وأنا أبكى بكاء شديداً، وفتحت التليفزيون فوجدت قرآناً وكان يوماً من أشد الأيام حزناً فى حياتى".
وحول ما يثار من اتهامات من قبل هدى عبد الناصر بأن الرئيس السادات قتل والدها، قالت "وهدى مهما قالت عمرى ما هارفع عليها قضية، مهما حصل منها، لأنى أعتبر أولاد عبد الناصر أولادى، مهما غلطوا وهم غلطوا كتير لكن عمرى ما أتصور إنى أرفع عليهم قضية أو أقوم بإيذائهم".
ونفت جيهان السادات ما تقوله الدكتورة هدى بأن الرئيس السادات كان يأخذ راتباً شهرياً من المخابرات الأمريكية، مؤكدة أن كل هذا كذب وافتراءات، ومعللة ذلك بأن من قال هذا حسين الشافعى، مشيرة إلى غيرته من السادات لتقلده منصب النائب بدلا منه.
وعن اعتقالات أبريل 1981 قالت إنها عارضت السادات فى وضعه 1500 شاب داخل المعتقلات، ولكنه برر ذلك بأنهم يمثلون خطراً فى تلك الفترة لأنه كان يريد استلام سيناء من الإسرائيليين دون أى مشاكل، فاعتقلهم حتى يمر 25 أبريل.
وذكرت جيهان إن أصعب يوم فى حياتها كان يوم 6 أكتوبر 1981 "يوم اغتال المتطرفون السادات فى المنصة أمام عينى، ويومها أدركت أن القتلة لم يريدوا تغيير النظام بل قتل السادات فقط".
جيهان السادات لـ "واحد من الناس": جمال مبارك من حقه الترشح كمواطن.. والبرادعى ناجح فى مجاله لكنه بعيد عن مشاكل المصريين.. وأتمنى من الرئيس القادم الإحساس بمعاناة الفقراء
الجمعة، 15 أكتوبر 2010 02:38 م
السيدة جيهان السادات