عاصفة من الجدل أثارتها تصريحات المفكر الإسلامى محمد سليم العوا، حيث تباينت ردود أفعال عدد من رجال الدين تجاه تصريحات الأمين العام للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، والتى أدلى بها خلال لقائه بمكتبة ألف مساء أمس الأول الأربعاء، وجاء فيها أن من يسب الصحابة "قليل الأدب" وليس بكافر، حيث اتفق البعض معه مؤكدين على أنها كبيرة من الكبائر ولكن لا يجوز تكفير صاحبها، فيما رأى البعض الآخر أن الذى يسب الصحابة مرتد لابد أن يقام عليه الحد، داعين العوا للرجوع إلى "رشده" ومراجعة نفسه فيما ينطق به.
قال الشيخ يوسف البدرى إن الذى يسب الصحابة مرتد، ويجب أن يقام عليه حد الردة، وذلك لأن الله عز وجل سماهم أولياءه، فهم الذين حملوا لواء الدين ودافعوا عنه وماتوا فى سبيله، وبالتالى لا يجوز لأحد أن يسبهم أو يعيب فيهم ومن يفعل ذلك فهو كافر.
وأكد البدرى على أن سب الصحابة معصية لا تغتفر وكبيرة من الكبائر، قائلا : فى وقتنا الحالى يتم محاسبة كل من يسب أحدا فما بالنا بسب صحابة الرسول.
ورأى البدرى أن من يسب الصحابة ويصر على ذلك فهو كافر، لأن ذلك معناه أنه يعترض على اصطفاء الله عز وجل وتكريمه لهم، وتعجب البدرى من تصريحات العوا ناصحا إياه بالعودة إلى رشده والتفكير فيما ينطق به، قائلا : كيف استطاع رجل بقامة العوا أن ينطق بهذا الكلام، فهذا رأى خطير يفتح الباب على مصراعيه أمام أعداء الله ورسوله وصحابته ويسمح لأى أحد أن يسبهم.
وأضاف: كيف استطاع العوا أن يهون ويقلل من شأن الصحابة، وأقول له اتق الله يا أخى فأنت رجل قدوة وعالم والناس تنساق وراءك، ومازلت عند موقفى أن السابب مرتد والحاكم وحده هو الذى بيده عقابه مادام لم يرجع عما فعله ويتوب.
واتفق معه الشيخ على أبو الحسن رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف، مستشهدا فى ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " لا تسبوا أصحابى فمن سب أصحابى فقد سبنى ومن سبنى فقد سب الله "، مؤكدا على أن من يسب الصحابة كأنه سب الله ورسوله وبالتالى فهو كافر لا شك.
وفيما يتعلق بتصريحات العوا التى قال فيها "إننا لسنا بحاجة لبناء مساجد جديدة ومن الأولى أن يتم إنفاق أموال زكاة المسلمين على الفقراء والمساكين"، قال أبو الحسن: الزكاة نوعان عامة وفريضة، العامة يتم إنفاقها على كل ما ينفع المسلمين وكل ما يمكن أن يستفيد به المجتمع، أما الفريضة فلها مصارف ثمانية محددة وهم " الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفى الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل ".
وأضاف: لا مانع من إنفاق أموال الزكاة على بناء المساجد إذا تكلفت الدولة تجهيز الجيش وتسليحه، وأصبح هناك فائض، خاصة وأن بناء المساجد وتسليح الجيش يدخلان ضمن مصرف سبيل الله، وهنا يكون من الأولى أن تذهب أموال الزكاة لقضاء حاجة الجيش أولا وبناء المساجد والمستشفيات.
أما الدكتور مبروك عطية، رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، فأشاد بتصريحات العوا، مؤكدا على أن تكفير المسلم أمر ليس سهلا، وأن سب الصحابة كبيرة من الكبائر لا تستدعى إخراج المرء عن دينه ويمكن الرجوع عنها بالتوبة.
وأشار عطية إلى أن واقعة سب الصحابة أهون بكثير من الزنا والقتل، لأنها قد تحدث عن دون قصد أثناء لحظات الغضب، وأدلى عطية برأيه فى تصريحات العوا المتعلقة ببناء المساجد الفقراء والمساكين، فقال عطية إن مصارف الزكاة محددة وهم ثمانية مصارف بدأهم الله عز وجل بالفقراء والمساكين وأنهاهم بالإنفاق فى سبيله.
وقال الدكتور عبد المعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية : من يسب الصحابة عن عمد وهو يعلم بمدى تكريم الله والقرآن الكريم لهم فهو كافر، أما إذا كان لايدرى ذلك وحدث هذا منه فى لحظة غضب ودون قصد فلا ذنب عليه ويمكن أن يرجع عن ذلك بالتوبة. وفيما يتعلق ببناء المساجد قال بيومى : بناء المساجد يرجع إلى الضروريات ولابد من ترتيب أولويات إنفاق أموال الزكاة وفقا للحاجة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة