قال جيفرى فيلتمان مساعد وزير الخارجية الأمريكية لمكتب شئون الشرق الأدنى، إن المصريين وحدهم قادرون على اتخاذ قرارات لمصر، والولايات المتحدة لا تهتم بأخذ تلك المسئولية على عاتقها، مشددا على أنها مسئولية الناخبين المصريين، وأن الأمر متروك لهم لاختيار ممثلين لهم..
جاء ذلك خلال لقائه بعدد من رؤساء ومديرى تحرير الصحف المصرية اليوم، وهم: حمدى رزق رئيس تحرير مجلة المصور، وعبد الله كمال رئيس تحرير روزاليوسف، وأسامة عجاج مدير تحرير الأخبار، وأحمد شاهين مدير تحرير أكتوبر، ويحيى شاهين نائب رئيس تحرير الأهرام، وحنان فهمى نائب رئيس تحرير الوفد.
أضاف فيلتمان أن الولايات المتحدة تنظر للانتخابات على أنها جزء أساسى من الديمقراطية، وهناك ممثلون آخرون مثل الصحافة والإعلام، مؤكدا: "لن نفرض أى حلول مصنوعة فى الولايات المتحدة على أى دولة"، وأن كل دولة يجب أن تنظر لوضعها وتجد الحلول المناسبة، مضيفا أن هناك معايير عالمية لحقوق الإنسان تحاول الولايات المتحدة تطبيقها داخلها وخارجها أيضا.
وأشار إلى أن المجتمع المدنى يحتاج أن يكون له مجال ليعمل به، ومصر يجب أن تشعر بأهمية حرية التعبير عن الذات وحرية الصحافة والإعلام، وفى نهاية الأمر تأمل الولايات المتحدة أن تكون هناك انتخابات عادلة وواضحة ليختار الناخبين من يمثلونهم فى البرلمان، ولا يوجد أى مرشحين نؤيدهم، والحكومة المصرية أكدت لنظيرتها الأمريكية أن الانتخابات ستكون عادلة وشفافة "ونتمنى أن يكون هذا هو الوضع".
وفيما يتعلق بتعليقات الحكومة الأمريكية على ما يحدث من أوضاع داخلية مصرية، قال فيلتمان إنه لا يعتقد أن المصريين سيدعمون كافة بيانات وزارة الخارجية الأمريكية والعكس أيضا، والجميع له مصالحه ومنظور يختلف عن الدول الأخرى، وحكومة أوباما تحاول تطبيق بعض المعايير الإنسانية ومنها حقوق الإنسان، وعلى الدول تحقيقها، مؤكدا أن المجتمع يجب أن يشعر أن أصواته مسموعة، وأن ممثليه يعبرون عنه، حيث قال :"عندما نرى أنفسنا أو الدول الأخرى التى تخفق فى تطبيق معايير حقوق الإنسان يجب أن نوجه نظرها بذلك، ومصر دولة قائدة ولعبت دورا قياديا فى الشرق الأوسط والعالم، مصر دولة لها ثقل وتحظى بكثير من الانتباه، وقد تكون بعض التعليقات الأمريكية غير مرحب بها، ولكن عليكم أن تتوقعون أن أصدقاء مصر سيراقبونها وسيتمنون أن تكون مثلا يحتذى به للدول الأخرى فى الحصول على مجتمع مدنى صحى أو تطبيق السلام العام".
وأبدى فيلتمان إعجابه بالتعليقات التى وردت خلال المناقشة حول ما يراه عددا من المصريين تدخلا أمريكيا فى شئون مصر الداخلية، ولكنه أكد أن الخارجية الأمريكية عندما تصدر أى تصريحات فإنها لا تعتمد على مصدر واحد فى استقاء المعلومات، وعندما تقدم تحليلات أيضا ولكن لديها مصادر مختلفة، مضيفا أن الصحافة تقدم مصادر إضافية، وأشار إلى أنه يعلم جيدا أن الموضوعات التى تتحدث عنها الخارجية صعبة لأى دولة، وقال: "ما نتحدث عنه يعد جزءا مما نقوم به لحماية المعايير التى يجب احترامها فى كافة دول العالم.. حقوق الإنسان ليست مؤامرة حاكتها الولايات المتحدة ولكنها معايير اتفق عليها الجميع".
وأكد أنه لا يوجد ما يسمى بموسم الهجوم على مصر، مؤكدا أنه سينقل وجهة النظر تلك إلى الحكومة الأمريكية، وقال: "ما ترونه قد يعنى تدخلا هو أمر عادى نقوم به فى الولايات المتحدة"، مشيرا إلى أنه على سبيل المثال "نحن الولايات المتحدة تدعو المراقبين الدوليين لمراقبة الانتخابات هناك".
وردا على سؤال حول عدم وجود تصريحات أمريكية تدين التعذيب الذى تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين، قال إن الحكومة الأمريكية تصدر تقارير حول حقوق الإنسان حول العالم بأكمله، وتلك التقارير تثير رعب الحكومات!!
وحول ما إذا كانت تلك الزيارة لها علاقة بالتطور فى العلاقات بين إيران ومصر، وإذا ما كان قد تمت مناقشة الأمر مع المسئولين المصريين، قال فيلتمان إن قضية إيران تتم مناقشتها مع الشركاء، ومن الطبيعى مناقشتها مع المسئولين المصريين لإيصال فكرة الولايات المتحدة عن التحدى الذى تمثله إيران، ولكنه أكد أن الاهتمام بإيران ليس اهتماما أمريكيا فقط ولكن يشاركها فيه عدد من الدول الأخرى، وهناك عدد من القرارات التى أصدرها مجلس الأمن وهو يضم عدد من الدول بخلاف الولايات المتحدة، وأشار إلى أن هناك حوار مستمر حول إيران وليس فقط مع مصر.
وأضاف أنه فيما يتعلق بالعلاقات الحالية والاتفاقيات التى تمت فى مجال الطيران المباشر بين القاهرة وطهران، خاصة وأن إيران تخضع لعقوبات اقتصادية، قال فيلتمان: "الأمر متروك للمسئولين المصريين ولكن أود أن أركز على السياسية الأمريكية ومخاوفها من إيران، وأثق أن مصر ملتزمة بتطبيق قرار مجلس الأمن".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لا يخصها من قريب أو بعيد الزيارة التى قام بها الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للبنان، مضيفا أنها تعد زيارة ثنائية عادية من رئيس دولة لرئيس دولة أخرى.
وفيما يتعلق بعملية السلام قال فيلتمان إن الجميع يعلم أن الحصول على السلام الفلسطينى – الإسرائيلى ليس أمرا سهلا، وبذلت الكثير من الجهود لتحقيقه وكان هناك عقود من المشكلات والمصاعب، مضيفا أن أوباما قال عن الوضع الحالى إنه لا يخدم أيا من الجانبين، وأضاف أنه يجب تحديد بعض الأهداف لحل تلك المشكلة.
وأوضح أن الموقف الأمريكى من المستوطنات واضح، ولكن نحن فى حاجة إلى اتفاقيات من خلال المفاوضات لتحديد الحدود لدولة فلسطين التى نهدف إلى تحقيقها، فمناقشات الحدود ستحل أزمة المستوطنات نهائيا، وهذا يعنى عملية يشارك فيها الجانبان ويحاولون حل المشكلات المستعصية واتخاذ القرارات.
وأكد أن السلام بالمنطقة يجب أن يشمل السلام بين سوريا وإسرائيل أيضا، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية تجرى عددا من المقابلات أملا فى أن تقوم سوريا بدور فى تحقيق السلام البناء وأن تساهم فى تغيير المناخ السياسى بشكل إيجابى للمساعدة لإيجاد السلام الشامل، مستدركا أن هناك الكثير من الاختلافات بين سوريا والولايات المتحدة الأمريكية، "وعندما نتحدث مع الجانب السورى نحاول التقليل من تلك الخلافات، ولكننى لا أحاول أن أقلل من حجم تلك الاختلافات"، وأضاف:"الفرصة أتيحت للجانب الأمريكى لتوضيح أن العلاقة مع سوريا من الممكن أن تستمر إذا كان أصدقاء سوريا فى لبنان لا يقلقون السيادة اللبنانية فى أراضيها".
واختتم فيلتمان حديثه لرؤساء التحرير بأنه يقدر عمل الصحافة بشدة وأن عملهم هو أساس لكل حرية فى المجتمع المدنى.
مساعد وزير الخارجية الأمريكية فى لقاء مع قيادات الصحف: لا نؤيد مرشحين بأعينهم.. والحكومة المصرية أكدت أن الانتخابات البرلمانية المقبلة ستكون عادلة وشفافة
الخميس، 14 أكتوبر 2010 08:36 م
فيلتمان خلال اللقاء مع رؤساء التحرير