قال عبد اللـه كمال، رئيس تحرير روز اليوسف إن كل صحيفة تصدر اليوم لتقول يسقط النظام فهى تقول تسقط الجريدة، لأنه من المفترض أننا نصدر الصحف لتبقى وتصدر إلى الأبد ولا تنتهى حين يقرر مالكها.
وأضاف عبد اللـه كمال، خلال حواره مع الزميل جابر القرموطى فى برنامجه "مانشيت" على أون تى فى، أمس الأربعاء، إن إبراهيم عيسى فى يوم إقالته قال إن هذا اليوم هو نهاية الدستور، ولكن الدستور انتهت فعلا وقت صدورها لأن هناك أطراً قانونية للصحف تصدر بها نابعة من القانون، الذى ينظمه المجلس الأعلى للصحافة، وكل جريدة تصدر هى جزء من شرعية هذا النظام وتتمتع بحمايته، وعليها أن تتبع مجموعة واجبات وحقوق.
وأشار كمال إلى أنه سبق وقال إنه فى نوفمبر 2010 – موعد انتخابات البرلمان - ستكون مواقف عدد من الإعلاميين مختلفة برمتها عما كانت عليه فى نوفمبر 2005، وأن هذا بسبب عوامل عدة منها المطامع السياسية، التى تستدعى تغيير معادلات البعض، وتولى بعض الشخصيات مواقع تجعلها لا تمارس نفس أدائها إلى جانب بعض التفاعلات فى الساحة الإعلامية التى ستؤدى إلى توقع معين فى 2012، مشدداً على أن عام 2011، سيحدد العديد من هوامش المستقبل.
وعاد رئيس تحرير روز اليوسف ليكرر أن جريدة هشام قاسم لن تصدر، رغم إعداده لها، وذلك بسبب تعلقها بشخص وليست مؤسسة، قائلا إن وسائل الإعلام مثل الملعب الأخضر، وفى مساحة السياسة مسموح بمناورات والتسلل لا يعد سوى مخالفة للقانون يحاسب عليها.
وأضاف كمال "ما حدث منذ 2005، هو وجود العديد من الصحف الخاصة التى نسيت قواعد كثيرة فى إطار فهم القانون والتحرك السياسى فى الساحة وحقائق المجتمع وطبيعتها المؤسسية واستمرأت فى الشهوة ولم تتطور أو يتم الإنفاق عليها بشكل مؤسسى لتنتهى إلى دكاكين وليست مدارس لأن المدارس نتاج سنوات وخبرات ومراحل وأجيال وضعت بصمات واتجاهات".
ورداً على سؤال عن مدى تأثير الصحف الخاصة على الرأى العام ساق كمال مثالا بأن البطاطس المقرمشة تباع فى كل مكان، ولذا فاختفاؤها فى أى وقت لن يشعر به أحد كونها ليست جوهرية ولن يحدث تأثير على المجتمع بسبب اختفائها.
وأكد كمال أن الصحف القومية ليست مسئوليتها الدفاع عن الحكومة التى تدافع عن نفسها فى الأساس، لكن دورها الدفاع عن المجتمع لذا سوف تثبت هذه الصحف أنها تعبر عن مصالح قطاعات أصيلة فى المجتمع.
وقال إن روز اليوسف كتبت أن حكومة نظيف ذات اليد البيضاء لا تعلم بأحوال الناس، مؤكدا أن الصحافة القومية هدفها الأساسى الدفاع عن ثوابت المجتمع فلم تدع للفتنة أو تفتت جذور المجتمع أو تنشر صوراً لبدوى يحمل أسلحة على كتفه، لأنها صحافة تعرف مصالح المجتمع وترعاها.
وأكد كمال أن وجود الدكتور محمد البرادعى لم يكن سبب الحراك السياسى لأنه ظاهرة وينهار من حوله بالتدريج، مؤكدا أنه أكثر من كتب عن البرادعى لكن كان ينبغى لبعض الصحف القومية أن تتعامل بشكل مختلف مع وجوده فى مصر وكان يمكن للبرادعى أن يأخذ حقه بالشكل القانونى.. لكنه استغل هذا بالادعاء بالاضطهاد إضافة إلى أنه بلا جذور وغريب عن المجتمع المصرى، ولكن بعض الأشخاص أخذته واجهة تعبر بها عن اتجاهات معينة وليس المطلوب تأييده خاصة أنه يقول كلاماً يسعى من خلاله إلى إسقاط الدولة ويقول كلاماً متناقضاً، ووظيفة الصحيفة القومية أن تبرز ذلك وأن تقول إنه كان السبب فى موت الأبرياء فى العراق ومواقفه من النووى الإسرائيلى ومطالباته الدول العربية بأن تراجع إدانتها لإسرائيل، ولكن هذا لا يمنع الاعتراض على نشر صور خاصة بابنته فهذا كلام لا يستخدم سياسياً أو أن صحيفة خاصة تنشر هذه الصحف فهو أمر لا يليق بالحياة السياسية.
كما أكد كمال أن غالبية الصحفيين تربوا فى المؤسسات القومية التى يسبونها حالياً، والطبيعى أن كل جريدة لها نسقها السياسى، لكن الصحافة القومية لا تسمح بمقالات تضرب فى الشأن العام، وتثير الفتن وتهيج الرأى العام لأسباب خاصة، ورمز إلى مثال لكاتب كبير اتفقت معه صحيفة خاصة على نشر مقالاته بمبلغ مالى كبير وبعدها خضعت لابتزازات خاصة ومنعته من الكتابة تماماً وهو الآن يكتب فى روز اليوسف.
وقال كمال إن عمرو أديب عقد اتفاقا مع بداية العام مع قناة الحياة ببنود غريبة، على أن يتم التنفيذ فى أكتوبر 2010، وهو ما يعطى شكوكا فى معنى العقود، معرباً عن ميله لتسريب الخبر الآن لنفى ما يتردد أن البدوى يجهض الأصوات المعارضة، ولكن الخبر كان تنفيذ العقد فى يناير المقبل أى بعد 3 شهور ثم صرح البدوى أن التنفيذ لن يكون إلا حين يقرر عمرو أديب الظهور، ثم تكتمل المنظومة بتصريح أديب أنه انضم للوفد لكن مشروع البرنامج لا يزال مؤجلا، وهو ما يجيز أنها ليست سوى ترضية، معرباً عن شكوك حول تنفيذ هذا البرنامج خاصة أن الإعلامى يفترض أن يكون مستقلا وليس منضماً لحزب، ولكن شخصاً مثل مصطفى شردى إعلامى وعضو بالوفد ولكنه لم يصرح يوما أنه مستقل كما يفعل أديب كإعلامى فهو يغير صفته وهذا التغيير له مؤشرات.
وأكد كمال أن المواطن الذى لا يملك ثمن الطماطم لا يعلم أن أبطاله الإعلاميين يبيعونه لوكالات الإعلانات، مشيراً إلى أن الرئيس مبارك هو الضمانة الحقيقية لحرية التعبير فى مصر، وفى نفس الوقت فالإعلام المصرى لا يزال يحصد حصيلة 5 سنوات من الممارسات الإعلامية غير المسئولة.
وشدد على أن أحداث سبتمبر عام 1981 لن تعود وانتفاضة الأسعار عام 1977 لن تعود أيضاً، وأن هناك إنجازاً حقيقياً فى البلاد وعلى الجميع استيعاب التغيير المطلوب فى ضوء مصلحة الوطن.
عبد اللـه كمال لـ "مانشيت": مبارك الضمانة الحقيقية لحرية التعبير
الخميس، 14 أكتوبر 2010 02:09 م
عبد اللـه كمال رئيس تحرير روز اليوسف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة