أسرار القمة العربية التى أجلت عودة الدفء بين القاهرة ودمشق وحملت مخاوف من ضم إسرائيل إلى الجامعة العربية

الخميس، 14 أكتوبر 2010 08:10 م
أسرار القمة العربية التى أجلت عودة الدفء بين القاهرة ودمشق وحملت مخاوف من ضم إسرائيل إلى الجامعة العربية الرئيس مبارك والعقيد معمر القذافى وصورة جماعية مع قادة قمة سرت
رسالة سرت - يوسف أيوب وآمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر ما كانت اللقاءات العلنية بين القادة العرب فى قمة سرت الطارئة تستهدف بعث رسالة إلى العالم تحمل وجهة نظر حول المشاكل العربية المزمنة، فإن كواليس القمة التى جمعت بعض القادة العرب حملت حلولا لبعض المشاكل التى استجدت على الساحة، وكان فى صدارة هذه اللقاءات تلـك التى عقدها الرئيس محمد حسنى مبارك مع قادة قطر وتونس والسودان، وكان لقاء الرئيس مبارك مع الرئيس التونسى زين العابدين بن على هو الذى أسفر عن قرار رئاسى بالإفراج عن مشجعى نادى الترجى التونسى المتهمين بالشغب فى استاد القاهرة خلال مباراة الفريق مع النادى الأهلى فى الدور قبل النهائى لبطولة أفريقيا، واتفاق الزعيمين على ضرورة أن تكون الرياضة عاملا إضافيا لمزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين.

موقف العلاقات المصرية السورية كان محط ترقب من زاوية ما إذا كانت هناك خطوات سيتم اتخاذها من أجل دفع العلاقات بين البلدين، وفى هذا السياق عبر الرئيس السورى بشار الأسد على هامش القمة بأن العلاقات المصرية السورية جيدة، وأرجع عدم زيارته للقاهرة إلى أنه لم يتلق دعوة مصرية حتى الآن.

وإذا كانت الخطوات السابقة يمكن وضعها فى خانة تصفية الأجواء فيما يتعلق بالمشاكل الطارئة، فإن القضايا الجوهرية الخاصة بالقضية الفلسطينية والاستفتاء فى السودان وكذلك وضع ضم دول الجوار إلى الجامعة وظهور إسرائيل فى الصورة كدولة جوار هى التى شهدت فى بعضها خلافات بين بعض الأطراف، لكن القراءة النهائية فى تلك القضايا تسفر عن أن القضية السودانية هى الأكثر حضورا.

وإذا تتبعنا الموقف للتدليل على وجهة النظر القائلة بأن القضية السودانية كانت الأكثر حضورا، سنجد أن استمرار التفاوض مع إسرائيل برعاية أمريكية اكتفى القادة العرب بشأنه بقرارات لجنة المتابعة العربية التى أعلنت دعم الموقف الفلسطينى الرافض لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل ما لم يتم وقف الاستيطان، كما قررت مباشرة البحث فى البدائل عن فشل المفاوضات المباشرة خلال شهر، ودعت الإدارة الأمريكية إلى الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الاستيطان، وفيما يتعلق بالتحذير من أنه سيتم البحث عن بدائل فى حالة فشل المفاوضات يأتى السؤال: ماذا ستكون هذه البدائل؟

السؤال وبقدر القول بأن الإجابة عنه مؤجلة، إلا أننا قد نشتم بعض روائحها من استبعاد وزير الخارجية أحمد أبوالغيط اللجوء إلى مجلس الأمن فى وقت قريب لإعلان قيام الدولة الفلسطينية فى حال العجز عن استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

الأجواء الخاصة بالقضية الفلسطينية أدت بوزير الخارجية السورى وليد المعلم إلى عدم المشاركة فى أعمال لجنة المتابعة العربية مع أن سوريا عضو فيها، وإذا كانت الشواهد السابقة هى ما توفر فى التدليل على أن السودان كانت هى الحاضر، فإن البيان الختامى كان هو الأكثر دليلا، حيث كان استفتاء الجنوب هو المحور الرئيسى للبيان، حيث أكد على التضامن مع السودان ،واحترام سيادته ووحدة أراضيه واستقلاله، ودعم المساعى الرامية إلى تحقيق السلام فى ربوعه، والرفض التام لأى محاولات تستهدف الانتقاص من سيادته ووحدته وأمنه واستقراره، والتزام الجامعة بالعمل والتعاون مع الاتحاد الأفريقى والأمم المتحدة فى مساعدة السودانيين لوضع الترتيبات اللازمة لإجراء الاستفتاء بما يضمن إجراءه فى مناخ سلمى وحر ونزيه وله مصداقية وشفافية، وفى الوقت المناسب بحيث يعكس إرادة مواطنى جنوب السودان وفى منطقة أبيى بعيدا عن أى ضغوط لاستباق نتائج الاستفتاء.

وقرر القادة العرب من خلال البيان تكثيف الاتصالات العربية والأفريقية مع القيادات السودانية لتشجيع طرفى السلام على القبول بنتائج الاستفتاء فى إطار تكاملى يضمن الاستقرار والسلام فى ربوع السودان كافة والمنطقة برمتها، وتأكيد استعداد جامعة الدول العربية للمساهمة الفعالة فى جهود إعادة البناء واتخاذ الخطوات العملية والعاجلة لدعم جهود التنمية وتقديم دعم فورى قيمته مليار دولار لجمهورية السودان فى هذا الشأن.

ومن القضيتين الفلسطينية والسودانية إلى رابطة الجوار العربى التى تضم تركيا وإيران، وهو الاقتراح الذى حمله عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية، فقد شهدت القمة خلافا حول الاقتراح رغم دفاع موسى عن اقتراحه قائلا: «فكرة الجوار العربى لم تنبع من فراغ ولا هى خاصة بتلك المنطقة، كما أنها ليست مبادرة شخصية، ولكنها وليدة متابعة ومشاهدة نقاش وتجارب خاضتها الأقاليم والمناطق الأخرى»، واقترح موسى الخروج من إطار الخلافات حول الفكرة بإطار جديد يقوم على أن تبدأ الدول العربية بمحفل بدلا من رابطة حتى يكون التحرك أكثر مرونة، مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك دولا مجاورة للعرب تنص فى دستورها على أن اللغة العربية لغة رسمية لها، فى إشارة لتشاد، معتبرا أن مثل هذه الدولة، أو الدول، يجدر دعوتها لعضوية الجامعة عضوية كاملة وليس مجرد عضوية فى رابطة أو محفل للجوار العربى.

لكن مقترحات موسى لم تكن كفيلة للخروج من مأزق الخلاف، فالرئيس السورى بشار الأسد قال ردا على سؤال لـ«اليوم السابع» إن فكرة إنشاء رابطة للجوار العربى هى فكرة جيدة، ولكنها تحتاج إلى إجماع عربى، مشيرا إلى وجود خلافات وحساسيات وأن هناك بعض الشكوك من جانب عدد من الدول العربية، وأضاف أن سوريا تفضل أن يكون هناك إجماع عربى على هذه الفكرة، لكنه أردف بقوله: «نستطيع أن نقوم بخطوات مرحلية، فهناك حوار سورى إيرانى، وحوار عربى تركى، وهذه خطة تتوافق مع هذه الفكرة، وليس بالضرورة أن تكون فكرة مؤسسية كاملة».

من ضمن التخوفات التى أثارها الرئيس السورى تلك المتعلقة بإسرائيل وإيران، إلا أن السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، نفى أن تكون هناك أفكار بضم إسرائيل لرابطة الجوار العربى، وقال: «إن هذا الأمر غير مطروح، وأن الأمين العام كان واضحاً منذ اللحظة الأولى عندما طرح هذه الفكرة»، وقال بشكل واضح: «إن إسرائيل ليست معنية بهذا الأمر، لأن لها وضعية مختلفة تماما و اسمها غير مطروح». وأوضح زكى أن هذا الموضوع كان محل ملاحظات عديدة من الوفود، ويحتاج إلى المزيد من التشاور والمناقشة، لأن الصيغة التى يتم الحديث عنها الآن تحتاج إلى مراجعات عديدة وتطرح بعض التساؤلات بدون إجابة، وهذا الأمر نحتاج إلى فهمه وهضمه بشكل أفضل، ربما تأخذه القمة بشكل حاسم من خلال اجتماعها.

اقتراح ضم دول الجوار انتهى إلى تكوين لجنة وزارية مفتوحة العضوية برئاسة القمة لمواصلة دراسة مقترح رابطة الجوار العربى من كل جوانبها وأهدافها والمدى الزمنى لإطلاقها بالاستعانة بفريق من الخبراء السياسيين والقانونيين والاقتصاديين، بالإضافة إلى طلب من الدول الأعضاء مواصلة تزويد الأمانة العامة باقتراحاتها حول هذه المبادرة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة