3 رسائل سياسية وراء غضب واشنطن من تطورات العلاقات المصرية الإيرانية

الخميس، 14 أكتوبر 2010 08:10 م
3 رسائل سياسية وراء غضب واشنطن من تطورات العلاقات المصرية الإيرانية أحمد أبوالغيط
أحمد براء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ خبراء: مصر تتعامل مع إيران بمنطق مصالحها وليس المصالح الأمريكية فى المنطقة
حدث ما توقعته «اليوم السابع» فى الأسبوع الماضى وجاءت غضبة الإدارة الأمريكية عنيفة وأكثر من المتوقع تجاه التطورات فى العلاقات المصرية الإيرانية.. فلم تكن تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولى وتأكيده استياء وزيرة خارجيته هيلارى كلينتون من مجرد التوقيع على اتفاقية لتبادل رحلات الطيران بين القاهرة وطهران، بل تجاوز غضب كلينتون إلى ما هو أعمق من هذا، بما فهم منه توجيه 3 رسائل سياسية للإدارة الأمريكية.

الرسالة الأولى كما يراها السفير نبيل فهمى سفير مصر السابق لدى الولايات المتحدة أنّ العلاقات المصرية الإيرانية تحكمها مجموعة عوامل منها بعض الملفات الأمنية المفتوحة بين البلدين، مضيفاً أنّ العلاقة المصرية الإيرانية علاقة معقدة بعض الشىء، وبالتالى سيتم تحديد العلاقة وتشكيلها بناءً على هذا التعقيد.. فهناك مصالح وهناك مشاكل فى وقت واحد خاصة تجاه أمن الخليج والعراق.

الرسالة الثانية.. يشير إليها السفير حسين هريدى المستشار السابق بوزارة الخارجية، حيث يقول إنّ مصر وإيران تتبادلان مواقع مشتركة فى منظمات إقليمية ودولية، مثل حركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامى، واتحاد البرلمانات الإسلامية.. لذلك فإن العلاقات الاقتصادية هى الأقرب لتعميق تلك المصالح.

وأضاف هريدى أنّ مصر لديها الحق فى توقيع اتفاقية للنقل الجوى مع إيران.. وهذه المسألة لا تنتهك التزامات القاهرة أمام مجلس الأمن.. مؤكداً أنّ مصر لديها الحق فى عقد أية اتفاقية مع أى دولة.. وأنّ واشنطن ليس لديها الحق فى التدخل فى إقرار علاقات العالم الإسلامى.
الرسالة الثالثة كما يراها السفير «محمود فرج» القائم بالأعمال المصرى بإيران سابقاً أنّ الإدارة المصرية تتعامل بمنطق جديد وهو السيادة وانتهاء حقبة الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش التى كانت ترفع شعار «من ليس معنا فهو علينا» فلذلك أرادت الحكومة المصرية التأكيد على أنّ مصالحها قد لا تتقاطع مع المصالح الأمريكية فى المنطقة.
وأضاف فرج أنّ الخارجية الأمريكية بمطالبتها مصر بعدم عقد أية اتفاقيات اقتصادية مع إيران تمثل نوعاً من الضغوط على القاهرة لحصار إيران بسبب برنامجها النووى.
وأشار فرج إلى أنّ هذه المطالب الأمريكية صعب تحقيقها.. وذلك لكونها مجرد تصريحات لمضايقة الحكومة المصرية التى تحاول تأكيد مبدأ سيادة الدولة فضلاً عن أنّ الرئيس مبارك لا يمكنه التراجع عن هذا القرار المصيرى.

وحول إعادة خطوط الطيران بين القاهرة وطهران تساءل فرج: «لماذا لا تريد الإدارة الأمريكية تنشيط الاقتصاد المصرى الإيرانى بداية من عودة الطيران بين البلدين؟ فى حين أنّ مطاراتنا مكتظة بشركات الطيران الأمريكية».

وأوضح القائم بالأعمال المصرى بإيران سابقاً أنّ الاتفاق بين القاهرة وطهران أخذ فترة إعداد طويلة حتى يستوعبها الشعبان اللذان انقطعا عن بعضهما لفترة طويلة.. وفى هذه الحالة فإن الضغوط الأمريكية لن تأتى بثمارها مع الإدارة المصرية.. متسائلاً: «لماذا تريد واشنطن تنفيذ ضغوطها على القاهرة فى حين لم يتم تنفيذ مثيلتها مع إسرائيل فى وقف بناء المستوطنات لإكمال المحادثات المباشرة بين تل أبيب والفلسطينيين وضُرب بها عرض الحائط وكأنها لم تكن؟».

وفى هذه الحالة وبعد هذه التساؤلات أكد فرج أنّ واشنطن موقفها ضعيف ولن تحرك هذه المطالبات والضغوط الإدارة المصرية أو تكون سبباً فى رجوعها عن قرارها، موضحاً إنّ إيران دولة إسلامية وتوجد مصالح مشتركة بينها وبين مصر مثل مكافحة الإرهاب، ولا يمكننا أنّ نتراجع عن قرار سيدفع بالبلد إلى الأمام اقتصادياً بسبب إرادة أمريكا وإسرائيل فى حصار إيران بسبب برنامجها النووى التى تحاول كل من واشنطن وتل أبيب محاربته بجميع الطرق.

كما اعتبر الدكتور جمال سلامة، المحلل السياسى ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة السويس، أنّ تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بشأن الاتفاق الأخير بين القاهرة وطهران مرفوضة، قائلاً: «موتوا بحقدكم وغضبكم، لا يوجد أى قرار دولى يقتضى منع الرحلات الجوية مع إيران».

وأضاف الدكتور سلامة أنّ اتفاق القاهرة وطهران يعد خطوة هامة لتحسين العلاقات المصرية الإيرانية، مشيراً إلى أنّه توجد رحلات طيران بين دول الخليج وطهران.

المثير أنّ وكالة أنباء «إرنا» الإيرانية اعتبرت أنّ عودة تسيير الخطوط الجوية بين مصر وإيران «انتصاراً دبلوماسياً» موضحة أنّ هذه المكاسب محاطة بمحاولات واشنطن لعزل طهران من خلال المؤامرات التى تحيكها ضد الجمهورية الإسلامية.. مشيرة إلى أنّ الأيام أثبتت أنّ جميع المخططات الأمريكية الخبيثة ضد إيران مصيرها الفشل، على حد قول الوكالة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة