ألقت أزمة الأسعار الأخيرة بظلالها على المواطن المصرى، وأرهقت ميزانية الأسر المصرية، وخاصةً محدودة الدخل، وجاءت تصريحات الدكتور عثمان محمد عثمان، وزير التنمية الاقتصادية بتغيير عاداتهم والاتجاه إلى المنتجات المجمدة وعدم الاعتماد على الطازج لتحقيق التوازن فى الأسواق، لتستفز المواطنين وخبراء الاقتصاد أكثر- كالعادة – فيرى الخبراء أن استخدام المجمد لا يحل مشكلة الأسعار بأى طريقة.
وقال الخبراء إن الطلب على المجمد فى السوق المحلية تراجع كثيرا فى الفترة الأخيرة، بسبب ارتفاع الأسعار وهو ما يفسره تراجع استيراد هذه المادة، إن سعر اللحم المجمد من نوع البقرى الأكثر استهلاكا قفز فى البرازيل من ألفى دولار للطن العام الماضي، إلى 4200 دولار حاليا وهو ما يفسر ارتفاع سعره و، كذلك وصل سعر كيلو الدواجن المجمد 22 جنيه فى حين يبلغ سعر الدواجن الحية 20 جنيه بمعنى ان الفرق قليل جدا .
فقد قال عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية إن مواجهة موجات غلاء أسعار الخضروات والفاكهة التى اجتاحت السوق مؤخرا تتطلب تغيير ثقافة المجتمع، باتجاه تناول المنتجات المجمدة وعدم الاعتماد على الطازج، فقط لتحقيق التوازن فى الأسواق، وأشار إلى وجود خلل فى توزيع الدعم، حيث إن أفقر 20 % من السكان المستحقين للدعم لا يحصلون إلا على 16 % منه، بينما تحصل الشريحة الأعلى دخلا فى المجتمع على 28 % من الدعم.
وشدد أن الغلاء يعود لأسباب مؤقتة موسمية، منها تغير الطقس وليست لأسباب هيكلية فى الاقتصاد، لافتا إلى أن الاقتصاد المصرى تمكن من تجاوز الأزمة المالية العالمية، وعاد إلى مستويات نمو معقولة تصل إلى 5.7 % خلال الربع الأول للعام المالى 2010/ 2011 على خلفية التطور الذى حدث خلال الربع الأخير من العام المالى السابق مقارنة بدول مناظرة فى العالم النامى.
وحول تصريحات وزير التنمية الاقتصادية ودعوته المواطنين إلى مقاطعة اللحوم والخضروات الحية واللجوء إلى المنتجات المجمدة والخضر والفاكهة واللحوم، ينتقد الدكتور إبراهيم العيسوى (مستشار بمعهد التخطيط القومى) سياسات الحكومة فى التعامل مع الأزمة، والمتمثلة فى وزير التنمية الاقتصادية قائلا " لابد أن يسيطر على الأزمة أو يرسم سياسات لحلِّها "، مشيرًا إلى أزمة الأسعار القائمة منذ سنوات طويلة وتزداد كل يوم عن الآخر بشكل مبالغ فيه.
ومن جانبه قال دكتور رشاد عبده أستاذ التمويل والتجارة بجامعة القاهرة، إن كلام وزير التنمية غير مقنع بالمرة قائلا " إنه لو كان الحل فى استخدام المجمد بدلا من الطازج كانت هانت"، مشيرا إلى أن أسعار الطعام المجمدة ترتفع بارتفاع السلع الطازجة، لأنها بكل بساطة هى المادة الخام بها، مضيفا أن المربين والمستوردين يرفعون الأسعار حسب أمزجتهم، وذكر أن المنتجين يسيطرون على الأسواق عن طريق البيع لأنفسهم من خلال العاملين لديهم، وضرب مثلا على ذلك أن بعض المنتجين الذين يمتلكون مزارع كبيرة تصل سعتها إلى 3 آلاف عجل فأكثر، يقومون بالبيع لأنفسهم أو الشراء من غير بسعر مرتفع، ويخسرون بضعة آلاف مقابل مكاسب مهولة يحققونها بعد رفع السعر.
وزير التنمية الاقتصادية يدعو إلى تغيير ثقافة المصريين بتناول المنتجات المجمدة بدلاً من الطازجة.. وخبراء يردون: الطلب على المجمد تراجع بسبب ارتفاع الأسعار
الأربعاء، 13 أكتوبر 2010 08:04 ص
الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة