يسأل أحد القراء: هل سنحتاج إلى تطعيم ضد الأنفلونزا هذا العام مثلما حدث فى العام الماضى؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة قائلا: لا شك أن الهلع الذى اجتاح العالم فى العام الماضى نتيجة إعلان منظمة الصحة العالمية الدخول إلى المرحلة السادسة من وباء أنفلونزا الخنازير، وما أعقب ذلك من تحقيقات أدت إلى الاعتراف بأن المسئولين فى المنظمة قد تسرعوا وخلقوا حالة من الرعب على مستوى العالم، قد خلق ذلك نوعاً من الغضب والحنق فى نفوس الكثيرين الذين يحق لهم الظن – وبعض الظن إثم – أن هناك مصالح مشتركة بين نشر هذا الرعب ومصالح شركات الأدوية، التى باعت بعضها أدوية ولقاحات بمليارات الدولارات، ومع ذلك فما حدث كرد فعل تجاه الوباء فى مصر كان جيداً فى حينه، وعلى ضوء ما كان متوفرًا من معلومات فى ذلك الحين، ففى مثل هذه الحالات ينبغى الأخذ بجانب الحيطة والحذر أفضل من التهاون واللامبالاة، خاصة مع الخبرات السابقة والسخيفة لأوبئة الأنفلونزا المتغيرة التى حدثت فى أعوام 1918، 1957، 1968، والتحور المستمر الذى يحدث فى التركيب الجينى للفيروس.
ونستطيع أن نقول إن فيروس الأنفلونزا الموسمية بشكل عام فيروس خداع ويمكن أن يكون قاتلاً فى بعض الأحيان، ومع بعض الناس، ومع ظهور أنفلونزا الطيور وتوطنها فى بعض البلاد – ومنها مصر وإندونيسيا وفيتنام – كانت هناك مبررات منطقية وعلمية للخوف والرعب من حدوث طفرة تجمع ما بين أنفلونزا الخنازير التى تميزت بسرعة الانتشار، وأنفلونزا الطيور التى تتميز بحدة الأعراض وخطورتها، وارتفاع نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بها.
ويضيف مصباح: أعتقد أن الخطة التى اتبعتها وزارة الصحة فى التركيز على السلوكيات الوقائية والنظافة، مع توفير الأدوية المضادة للفيروس، والشفافية فى إعلان عدد المصابين والوفيات، كان لها أبلغ الأثر فى تحجيم المضاعفات الناتجة عن الإصابة، وبث الطمأنينة فى نفوس الناس باستثناء ما دار من جدل فيما يخص اللقاح أو التطعيم، حيث تم تصنيع اللقاح الخاص بأنفلونزا الخنازير منفرداً، وكان يجب أن يؤخذ بالإضافة إلى لقاح الأنفلونزا الموسمية الذى كان قد تم تحضيره قبل ظهور سلالة أنفلونزا الخنازير H1N1 آنذاك.
ولذلك فهناك الكثير الذى ينبغى عمله من الآن من أجل الوقاية من هذا الفيروس الذى يتسبب فى دخول 200 ألف مواطن بالولايات المتحدة للمسشفيات، ويموت منهم ما يقرب من 25 ألف كل عام بسبب مضاعفات الأنفلونزا.
ومع موسم دخول المدراس، وبداية فصل الشتاء، والزحام الذى يتسبب فى انتشار الأمراض الفيروسية المختلفة - ومنها فيروس الأنفلونزا - الذى يبدأ موسمه حسب السجلات الصحية العالمية فى نصف الكرة الأرضية الشمالى من شهر نوفمبر وحتى شهر مايو، يتساءل كثير من الناس: ماذا عن الأنفلونزا هذا العام؟
لقد تم تحضير اللقاح الخاص بفيروس الإنفلونزا هذا العام وأصبح متاحًا فى الأسواق، حيث ينبغى تناوله بدءاً من شهر سبتمبر حتى نصل إلى الوقاية المرجوة فى خلال شهر من تناوله، ويمكن لمن يتناوله أن يأخذه حتى شهر ديسمبر، حيث تبلغ الإصابة بالأنفلونزا أقصاها فى شهرى يناير وفبراير، وقبل أن تنتشر عدوى الفيروس فى موسم الشتاء ومع انخفاض درجات الحرارة.
ولقاح هذا العام 2010 – 2011 يحتوى على كل من سلالة أنفلونزا الخنازير A/H1N1/2009 وكذلك سلالتان من الأنفلونزا الموسمية وهما A/H3N2، والسلالة B، وكذلك فهو يعطى المناعة ضد العدوى بكلتا السلالتين، ولا داعى لأخذ نوعين من التطعيم مثلما حدث فى العام الماضى مما أثار جدلاً واسعاً .
فالحقنة الواحدة تقى من الأنفلونزا الموسمية ومن أنفلونزا الخنازير فى نفس الوقت بعد تناولها بحوالى 2-4 أسابيع ولمدة عام كامل، وهو مصنع بنفس التقنية، التى كان يصنع بها منذ عشرات السنين، حيث تناوله مئات الملايين حول العالم ،
وعلى الرغم من التوصية بضرورة تناول التطعيم أو اللقاح لكل الاعمار بدءا من سن 6 شهور فأكبر، إلا إن هناك بعض الفئات التى ينبغى أن تكون لها أولوية فى أخذ هذا التطعيم وهى: الأطفال من سن 6 شهور وحتى 5 سنوات - كبار السن
(فوق 65 عاماً) – الأمهات الحوامل بدءاً من الشهر الرابع – الأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة سواء فى القلب أو الصدر أو الكبد أو الكلى أو الدم – الأشخاص الذين لديهم حساسية مزمنة فى الصدر أو من سوف يجرون عمليات جراحية كبرى – الأشخاص الذين لديهم نقص فى المناعة مثل الإيدز أو الذين يعالجون من الأورام، أو الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة باستمرار مثل الكورتيزون وغيره – الأطباء والممرضات الذين لهم احتكاك مباشر بالمرضى حتى لا ينقلوا العدوى لمرضاهم،
ولا يمنع من تناول التطعيم إلا من لديه حساسية من تناول البيض فقط، أو من حدث له أية مضاعفات أو حساسية عند تناوله من قبل.
وهناك نوعان من اللقاحات: أولها الذى يحتوى على جزئيات الفيروس المقتول، ويتم أخذه على شكل حقن فى العضل، أما الثانى فيحتوى على جزئيات الفيروس الحى ولكن فى صورة مضاعفة، ويؤخذ على شكل سبراى بالأنف، وله استخدامات خاصة، ويستخدم فى الولايات المتحدة، وهو غير مستخدم فى مصر.
والتطعيم يؤخذ على شكل حقنة مرة واحدة فى العضل، إلا أن هناك استثناءً واحداً حسب توصيات منظمة الصحة العالمية الأخيرة، وهى تطعيم الأطفال من سن 6 شهور وحتى 8 سنوات باللقاح مرتين بينهما شهر واحد، وذلك فى حالة ما إذا لم يكن الطفل قد تناول لقاح أنفلونزا الخنازير والأنفلونزا الموسمية فى العام الماضى، أما من أخذ اللقاحين معاً فى العام الماضى فيأخذ لقاح 2010 – 2011 مرة واحدة فقط .
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على health@youm7.com
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة