اختتمت أمس فعاليات ندوة "الإنتاج المشترك" والتى تقام على هامش مؤتمر"ذا سيركل" ضمن مبادرات لجنة أبو ظبى للأفلام، والتى ناقشت طرق استكشاف صناعة الأفلام والمواد التلفزيونية فى المنطقة، والقدرة على الإنتاج المشترك بين البلدان وفرص الوصول بها إلى الجمهور الدولى.
وقامت الإعلامية نشوى الروينى، المدير التنفيذى لشركة "بيراميديا" بإدارة حلقة النقاش الخاصة بالتحديات التى تواجه صناعة المنوعات بالعالم العربى، واستهلت الندوة بتقديم المشاركين بالحلقة، وهم المخرج والمنتج اللبنانى، جاد أبى خليل، والذى يمثل الرابطة الثقافية للسينما العربية، كما يحمل درجة الماجستير فى الإخراج السينمائى من جامعة "سانت جوزيف" ببيروت فى عام 2002.
وكذلك المخرج الكويتى وليد العوضى، والذى شغل الرأى العام العالمى عام 1995 عندما ناقش قضية احتلال الكويت فى فيلمه "لحظات من الزمن" والذى نال جائزة أحسن فيلم دولى بمهرجان "هيوستن"، كما أخرج للسينما إنتاجات لا مثيل لها، كفيلمه الوثائقى "9/11"، وفيلم "أحلام بدون نوم" والذى عُرض فى مهرجان كان السينمائى، كما شارك فى الندوة عادل أديب، الرئيس التنفيذى لمجموعة "جود نيوز فور سينما"، وعضو نادى المنتجين فى أوروبا، ويحسب له أنه استطاع فتح أسواقا جديدة لصناعة السينما المصرية.
كما شاركت المخرجة السورية رشا شربتجى، والتى قدمت العديد من الأعمال الدرامية المصرية والسورية مثل "قانون ولكن"، "أشواك ناعمة"، "غزلان فى غابة الذئاب"، "شرف فتح الباب" و"ابن الأرندلى"، وحصلت بعض أعمالها على العديد من الجوائز.
وتطرقت جلسة الحوار فى البداية، عن قرب المحاولات المتنامية لإيجاد حلقة لصناعة سينما عربية مشتركة وقطاع إعلامى قوى، حيث أكدت نشوة الروينى على أن مبادرات "لجنة أبوظبى للأفلام" فرصة للاجتماع بخبراء من مختلف أطياف عالم السينما والاستثمار، بهدف إيجاد فرص جديدة لأولئك الجادين فى التقدم بمسيرة صناعة الأفلام، ولنشكل فضاء تعاون وتنسيق، وتبادل الخبرات والأفكار والرؤى بين المشاركين، وصولاً إلى تحقيق ما نصبو إليه من تميز فى صناعة السينما، وقالت: إن ندوة الإنتاج المشترك، تشكل فرصة رائعة للحوار بين الشخصيات المرموقة فى مجتمع الإعلام حول القضايا التى تشكل صناعة السينما، وما تلعبه تلك الشخصيات من دور حيوى عبر خبراتهم العالمية.
وأضافت، من الضرورى التأكيد على أهمية التقاء النخبة المتميزة من شتى أنحاء العالم، لتسليط الضوء على الطاقات الإخراجية والتمثيلية الإماراتية والعربية، والسعى نحو تكاملها، حتى تصل لمستوى التميز السينمائى العالمى، من خلال الاطلاع على تجربة الآخر والاستفادة من مهاراته المكتسبة، وتذليل العقبات أمام صنّاع الأفلام، خاصة مع تزايد الدول العربية التى باتت توظف رأس المال والطاقات البشرية فى إنتاج كيانات تلفزيونية كبيرة مثل شبكة الجزيرة الإخبارية، وقنوات أوربيت أو دخول بعض هذه الدول فى مجال صناعة السينما من خلال المهرجانات السينمائية أو غرف صناعة السينما أو صناديق الدعم مثل صندوق "سند" لتمويل الأفلام.
وأكد المنتج عادل أديب، أن دول المنطقة تمتلك فنانين على قدر كبير من الاحتراف، وكذلك مخرجين سينمائيين ودراما من الطراز الثقيل، ووصول بعضهم للعالمية أكبر دليل على ذلك، وقال: صناعة الإنتاج المشترك بين الدول تتطلب "خلطة" معينة ولكن مشكلة "الأنا" بين شركات الإنتاج العربية والتى أصابت الدراما العربية، هى المشكلة التى ستقف عائقاً أمام هذه المسيرة.. وضرب على ذلك مثال اعتراض بعض فنانى مصر على اشتراك فنانى سوريا فى الدراما المصرية.
وأضاف "أديب"، هناك شقان فى الموضوع، الأول يشير إلى التعاون بين الهيئات السينمائية والأشخاص مثلما يحدث فى مصر وسوريا ودول الخليج، والشق الثانى والذى لا نستطيع التحكم فيه، وهو شق الحكومات التى تسن قوانين صناعة السينما مثلما تفعل الدول الأوروبية مع الفرق الكبير فى هذه القوانين، حيث يقف الإنتاج المشترك فى أوروبا على قوانين وقواعد تحكم أجور التصوير وأجور فريق العمل، إضافة إلى "الضرائب" التى تحقق الكثير لهذه الدول.
وأضاف، ميزانية الفيلم الأمريكى تتجاوز الـ200 مليون دولار، بل أن الحلقة الواحدة من مسلسل csi تكلف خمسة ملايين دولار، وميزانية الفيلم الصينى 60 مليون دولار، أما أضخم إنتاج عربى وصل إلى 5 ملايين دولار وهو إنتاج رمضان من الدراما، ومن الصعب تطبيق الروح والفكر الأمريكى عند العرب لأن البنية التحتية تمثل عائق كبير إضافة إلى وجود خطة عمل مسبقة عند صناع السينما الأمريكية، فى حين لو أراد مخرج عربى تطبيق فكرة إنتاج مشترك فى دولة مجاورة، سيجد 90% من لا يستوعبون هذه الفكرة.
وأشاد "العوضى" بتجربة أبوظبى والتى يرى أنها تستحق الدراسة، من حيث إنشاء لجنة للأفلام وهيئة المنطقة الإعلامية التى تهتم بتطبيق الفكر المتطور على عناصر الإبداع العربية.
واستطرد عادل أديب، بأن السوق فى العالم العربى لا يستوعب هذه الأفكار وقال: أمريكا تصدر 3000 نسخة من الفيلم فى حين الوطن العربى لا يشترى سوى 120 نسخة من الفيلم، فالسينما عند الدول المتقدمة مادة تاريخية تدرس للأحفاد.
فى حين قالت المخرجة رشا الشربتجى، أن الدولة تدعم الدراما من قبيل الصدفة، وهذا يرجع بنا إلى فكرة الهدف وهو دعم الدول والحكومات أو بنية تحتية.
وفى نهاية الندوة سألت نشوة الروينى عن رغبات المشاركين لخلق سوق إنتاج مشترك؟.. وأجاب "العوضى"، أطالب صناع السينما بالنظر إلى تجربة أبوظبى لأن بها روح التفاؤل والصدق، فى حين أشارت المخرجة رشا الشربتجى، إلى مشكلة التسويق التى تواجه صناعة الدراما فى سوريا خاصة مع ضخامة الإنتاج الدرامى وتضخم سوق التلفزيون المصرى.
وقال عادل أديب، إنه من الضرورى النظر للموضوع من منظور "بيزنس"، مع ضرورة النظر للقوانين العربية، واختتم جاد أبى خليل، الحديث قائلاً: من السهل تطبيق الإنتاج المشترك فى الدراما ولكن يصعب ذلك فى أمور السينما، حيث تظهر مشكلة هوية الفيلم، فلمن تعود.. للمنتج أم للمخرج؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة