جمال العاصى

المزايدات والانبطاح والتطرف فى أزمة الترجى!

الأربعاء، 13 أكتوبر 2010 04:17 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيرا سقط منتخب المنتفخين الذين باتوا لا يبحثون عن كرة القدم ونتائجها ولم تعد الجماهير تمثل لهم أى غاية، ولكنهم جميعا يريدون أن يكونوا ضمن الصفوف الأولى للمنتخب دون أحقية ولكنهم يتمتعون بشكل كبير لتوفيق أوضاعهم مع المدير الفنى وأعوانه بما يملكون من آليات النفاق بكل أشكاله.. وبات هذا المنتخب أشبه بتكوين عصابى لا يستطيع أحد اختراقه.. وبات هؤلاء الفشلة يتحكمون فى الاختبارات.. فهم الذين قالوا عن بعض اللاعبين وانصاع لهم المدير الفنى بأنهم من «الأنجاس» الذين سيفقدون ثوب المنتخب طهارته.. وسوف يلوثون أيضا ثوب «الساجدين» ولذا فكان الاستبعاد مثلا من نصيب النجم شيكابالا.. ومن قبله ظلت الشائعات تطارد أحمد حسام «ميدو» المحترف الوحيد الحقيقى فى مصر بعد العودة المخيبة للآمال للجميع.. ولأن شحاتة وأعوانه يجيدون فنون التبريرات ويملكون تقديم حيثيات الهزيمة سابقة التجهيز دائما فكان واضحا من تصريحات المدير الفنى وأعوانه قبل المباراة بـ48 ساعة وبمجرد وصولهم إلى النيجر وانطلقت حكايات وخزعبلات عن السحر وكيفية ترويضه والتصدى له وانشغل اللاعبون والجهاز الفنى بعمل مصدات لهذا السحر وإذا كان أهل النيجر يملكون التحكم فى الأداء والمهارات والنتائج بهذا السحر فلماذا إذن لم نجدهم فى كأس العالم أو لم يحصدوا كأس الأمم الأفريقية ولكنه العجز وقلة الحيلة والضعف الذى لف أجساد الجهاز الفنى ولاعبيه فقدموا لنا أوهاما قبل المباراة ولم يسكتوا وذهبوا أيضا يبررون مقدما أرضية الملعب السيئة ودرجات الحرارة غير المريحة.. ونسى هؤلاء أنهم بدأوا المباراة بتشكيل كاذب خادع لا يلبى آمال وطموحات الفوز والانتصار.. فبالله عليكم كيف يلعب المدير الفنى بتشكيل 3/5/2 وهو يعلم أن الفوز فقط هو الطريق الوحيد لاستمراره فى تصفيات كأس الأمم الأفريقية بعد حالة الهزيان وخيبة الأمل بالتعادل فى أولى مبارياته أمام سيراليون الضعيف بالقاهرة.. وماذا فعلت هذه الطريقة العظيمة التى يقودها عواجيز أصابهم تصلب الشرايين الكروية وباتت تحركاتهم لا تقدم ولا تؤخر شيئا فهل يلعب وائل جمعة وشريف عبدالفضيل وفتح الله فى مركز واحد دون تحركات للزيادة العددية فى وسط الملعب وإذا كان مركز الليبرو مهما فلماذا أحرز مهاجم النيجر هدف فريقه بسهولة وأين كان هذا الثالوث تاركين عبدالشافى البطىء.

هناك أسباب كثيرة وراء خروجنا المخزى والمحزن من تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس الأمم ليست فقط الأفكار الفنية العقيمة وعدم التجديدات فى صفوف المنتخب ولا التكاسل والاهتمام الزائد بالمشروعات والصفقات والسمسرة وجلب المنافع الشخصية فقط.. بل هناك أيضا حالة مضيعة للوقت طوال الشهور الماضية لم يعط المسؤولون فى هذا المنتخب وقتا للتجهيزات والاستعدادات.. لأنهم من الآخر.. ظلوا يتناحرون ويتشاجرون ويبحثون عن سبوبة المباريات الدولية الودية.. ويبحثون عن حصتهم وعمولاتهم وإذا تم فتح هذا الملف.. فسنطالب الجميع برد ملايين إلى خزينة الدولة لهفوها وأخذوها دون وجه حق ويكفى أن نقول إن المنتخب الوطنى استهلك 33 مليون جنيه فى سنة واحدة وإذا فندنا هذا الرقم ربما نعود مرة أخرى إلى الأموال العامة لنجرى تحقيقا جديدا سوف يطال أسماء وشخصيات على كراسى الاتحاد وآخرين داخل الأجهزة الفنية.
> أكثر ما أثار دهشتى عقب فوز الأهلى على الترجى التونسى فى مباراة دور قبل النهائى لبطولة أفريقيا للأندية الأبطال.. هو حالة الرغى المجانى الذى لم ينته حتى الآن فى أزمة شغب جماهير الترجى فى استاد القاهرة.. وأسباب دهشتى وتعجبى هى الحالة الملائكية التى أحاطت بالسادة مقدمى البرامج الفضائية ليست الرياضية فقط ولكن كل برامج «التوك شو».. ولم يبخل الجميع بالمزايدة والجهر بدور الشرطة المصرية الهادئة التى تركت جماهير الترجى تضرب وتبطش وتكسر كما تشاء دون تدخلات.. واستطاعت أن ترسخ المثل الشعبى وأكدت أن «خدها.. مداس» طبقا لواجبات الضيافة.. وظل أهل الفضائيات يزايدون ويؤكدون على أدب التوانسة حكومة وشعبا.. وظل أهل الفضائيات يعلون نعرة الأفراح لأن التوانسة بكل اتجاهاتهم قدموا الاعتذارات.. وكأننا لم نصدق أن هناك أحداً يعرف ثقافة الاعتذار أو يبدو أننا هانت علينا أنفسنا ولم نعد نصدق أننا نستحق الاعتذار.. وعلى ما يبدو أننا نعيش بعقدة ما فعلناه من تناول متطرف عقب مباراة الجزائر الشهيرة التى قدمت الفضائيات فيها كل ألوان المزايدات والشتائم واللعب فى التاريخ، وتركنا منتخب مصر والجزائر «فريسة» للجهلاء واستطاعوا بنجاح منقطع النظير مرمطة تاريخ الدولتين، وأرى أن التدقيق الزائد فى مسألة الاعتذار التونسى تطرف سلبى ودعوة للانبطاح بشكل غير طبيعى مثلما كنا متطرفين فى علو الأصوات والحناجر فى الجزائر.. وكنت أتعشم أن يتم تناول تلك المباراة وشغب الترجى على قدر الحكاية فقط دون دخول تونس ومصر طرفاً.. ونكتفى بالطرفين الأصليين وهما مسؤولو الأهلى والترجى ويكون العقاب والاعتذارات فى هذا النطاق فقط، ولكن تعالوا نتساءل ما سر حالة الغضب التى فجرها جماهير الترجى باستاد القاهرة؟ ولماذا باتت الجماهير العربية تبث لهيب نيرانها فى المباريات؟ فهل تفجر تلك الجماهير نفسها بعدما ضاعت أحلامها العربية ولم تعد تملك مشروعا قوميا يجمعها؟ وأزعم أن آخر المشروعات كان حرب أكتوبر المجيدة عام 73 حينما التقت الأمة العربية كلها وقدمت نموذجاً شعبياً طيباً فى المساندة والحشد، وقدمت أيضاً نموذجاً جديداً فى مقاطعة البترول الذى هز أوروبا كلها وجعل الجميع يرضخ للطلبات العربية.. أم هل فقدت هذه الجماهير الثقة فى أنفسها وباتت تكسر فى عظامها.. بعد أن ضاع حلم القضية الفلسطينية وتحول إلى كابوس لا أحد يعلم نهايته وبعدما كنا ننتظر عودة الأرض الفلسطينية والجولان السورية.. تاهت وضاعت العراق بعد أن تركها الغزو الأمريكى تتوجع بين أنياب التمزق الطائفى.. نعم هناك هزة وحالة انتقامية تنتاب جماهير كرة القدم وتحتاج منا جميعا أن نبحث عن حلول قاطعة لأننى أرى أن تلك الجماهير ستكون كرات النار التى ربما تشعل ثورة الفوضى فى البلدان العربية وبالتحديد فى البلدان التى تتشابه فيها صور وأشكال الحكام.. وأوكد أن تلك التجمعات الكروية هى الأكثر عدداً وإذا لم نقدم لها وجبات علاجية سريعة فلن تنفع معها عصا الشرطة الغليظة أو حتى حالة «الطناش» الشرطى الذى مارسته فى استاد القاهرة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة