جاءت تحفظات الأسرة على تسليم متعلقات الأديب العالمى خوفا من تعرضها للسرقة، وقالوا إنها من الممكن أن تلاقى نفس مصير لوحة " زهرة الخشخاش " والتى سرقت فى أغسطس الماضى من متحف محمود خليل بالدقى.
التقت "اليوم السابع" مع أسرة الأديب العالمى نجيب محفوظ، بمناسبة ذكرى حصوله على جائزة " نوبل " وكشف اللقاء عن العديد من الأسرار المتعلقة بحياة الأديب الراحل، حيث قالت ابنتاه، فاطمة وأم كلثوم إن الراحل عندما علم بخبر حصوله على الجائزة رفض السفر لتسلمها بسبب عدم رغبته فى الخروج من مصر فقد سافر فى حياته ثلاث مرات فقط، منها مرتان بتكليف من رئاسة الجمهورية والثالثة عندما سافر للعلاج.
ولذلك قرر أن يختار من يتسلم الجائزة عنه، وفى البداية طلب منا السفر لكننا رفضنا ذلك لأن جائزتنا كانت أن نكون معه وهو يتسلم الجائزة، لذا رفضنا السفر بدونه، فطلب من رئاسة الجمهورية أن تكلف أحدًا للسفر فرفضت الرئاسة لأن الجائزة أدبية لا علاقة لها بالحكومات، وكان وقتها محمد سلماوى بمنصب جديد بقطاع العلاقات الثقافية الخارجية فاختاره أبى فرفضت كذلك وزارة الثقافة، لأنه لا يجب على ممثل من الحكومة تسلم الجائزة فاقترح محفوظ أن يسافر سلماوى بصفته كاتبا وليس ممثلا من وزارة الثقافة، وعن اختيار سلماوى لتسلم الجائزة، قالتا إنه لم يكن له علاقة بوالده واختياره كان بالصدفة البحتة، فوالدى أحرج من اختيار كاتب كبير لتسلم الجائزة عنه، فاختار شاباً صغيراً غير معروف لتسلمها عنه، وبعد تسلم الجائزة لم تكن تنشأ أية علاقة بين والدى وسلماوى، إلا بعد حادثة الاغتيال بعد 1995 عندما توقف أبى عن الكتابة لجريدة الأهرام بسبب مرض يده، وهنا اعتذر للجريدة عن كتابة مقاله الثابت كل يوم السبت من الأسبوع، وأخبرهم بقرار اعتذاره عن الكتابة لأنه لا يحب تقاضى مرتب دون عمل، فعرضت عليه الجريدة طريقة الإملاء فرفضها، لإيمانه الدائم بأنه يفكر بالقلم، ثم عرضوا عليه عمل حوارات للأهرام، وكان هناك اثنان من الأهرام يتنافسان على ذلك منهما سلماوى، ورفض أبى الاختيار منهما لأنه لا يعرفهما، كما أنه لا يحب أن يحرج أحداً، فترك الاختيار لهما وتم اختيار سلماوى، وكان الحوار معه كل يوم السبت، كما كان يحدد المواعيد لوالدى لكن فى الحقيقة لم تربطه بوالدى أية علاقة إنسانية من أى نوع، وللأسف بعد وفاة والدى قام بنشر العديد من الحوارات معه، والتى بها غلطات كثيرة وكلام لم يقله والدى له وهو لا يمتلك تسجيلات لما ينشره.
العديد من الطقوس كان يمارسها الراحل أثناء الكتابة وعنها تقول ابنتاه إنها اختلفت حسب المراحل التى بها، ويمكن تقسيم مراحل حياته لثلاث مراحل الأولى أثناء شبابه وهو موظف يبدأ كتاباته منذ الساعة الرابعة عصراً حتى التاسعة مساء ووسط ذلك يقوم بقراءة عدد من الكتب، وبعد خروجه على المعاش يبدأ الكتابة وقراءة الجرائد والشعر ويمارس رياضة السويدى صباحا ويقرأ الكتب بعد الظهر، وكان أثناء الكتابة يفضل سماع الراديو أو التليفزيون وذلك قبل ضعف سمعه، كما كان يمارس الرياضة يوميًا، ويحافظ على قراءة القرآن الكريم لدرجة أنه بعد ضعف بصره طلب منا شراء مصحف كبير الحجم حتى يتمكن من القراءة وكان يعشق صورة الإخلاص ويرددها دائمًا، وكانت هى آخر ما قرأ فى حياته، وكان والدى لا يحتفظ بالمسودات التى يكتبها فيلاقيها فى سلة المهملات وفى يوم وجد والدتى تجمع هذه المسودات من السلة، فسألها ماذا تفعل فقالت له إنه يجب ألا يكون مصير ما يكتبه القمامة، ومن يومها احتفظ بكل المسودات لها، وكان من طقوس حياته أيضا هو قضاء أشهر الصيف بالكامل فى الإسكندرية، فكان بمجرد بدء الإجازة السنوية للمدارس يذهب بنا إلى هناك ولا نعود إلا بعودة الدراسة.
وعن مكتبته قالت ابنتاه إنه كان يرتبها بنفسه وكان يقسمها ويضع الكتب فى أماكن محددة ولو سألناه عن كتاب يحدد لنا مكانه بالضبط ويقول عليكم إعادته إلى نفس المكان، وكان مكتبه غير خاص فكانت حجرة مكتبه هى حجرة المعيشة الخاصة بنا، نجلس فيها ونذاكر دروسنا، وحتى بعد ضعف سمعه وضعنا فيها جهاز التليفزيون، فكانت غرفة غير خاصة لكنها كانت هادئة وساكنة دوما.







