" فيس بوك" هذا الكائن الساحر الذى تسلل إلى كل منا ليفتح له آفاقا واسعة لا مثيل لها، دخل تاريخ السينما العالمية بفيلم هوليودى جديد يروى قصة إنشاء هذه الشبكة الاجتماعية التى وصل عدد مستخدميها فى جميع أنحاء العالم إلى نصف مليار شخص.
والغريب فى الأمر أن قصة إنشاء هذا الموقع وانتشاره لم يمض عليها سوى بضعة سنوات لكنه أصبح جزءا من حياة مستخدمى الإنترنت، الأمر الذى داعب خيال منتجى السينما العالمية ليحولوا هذه الفكرة العبقرية التى برزت فى عقل مبرمج الكمبيوتر مارك زوكربيرج إلى فيلم سينمائى يحمل عنوان "الشبكة الاجتماعية The Social Network" استطاع حتى الآن من احتلال قمة الأفلام الهوليودية من حيث الإيرادات.
وربما يعرف الكثيرون فيس بوك تمام المعرفة كموقع ساعدهم فى التواصل مع أصدقائهم وتبادل الملفات والصور وعرضها، لكنهم بالتأكيد لا يعرفون الصراعات التى دارت بين زوكربيرج وزملائه فى جامعة هارفارد حول الملكية الفكرية لهذه الشبكة.
يحكى الفيلم قصة تأسيس موقع فيس بوك على يد زوكربيرج عام 2004، ويتتبع تاريخه من كونه طالبا متعسرا فى جامعة هارفارد إلى أن يبزغ نجمه كمؤسس الشبكة الاجتماعية التى تغير من العالم ويرصد المعاناة التى عاشها عقب النجاح الأولى للموقع، بسبب الدعوى التى رفعها ضده ثلاثة من زملائه فى جامعة هارفارد كانوا قد أسسوا قبله بسنتين موقعاً للتواصل الاجتماعى بين طلبة هارفارد مُتهمين إياه بسرقة أفكارهم وإخلاله باتفاق شفهى جرى بينهم فى لحظات التأسيس.
ويرصد الفيلم الصراع النفسى الذى اجتاح شخصياته الرئيسية بعد النجاح الساحق الذى حققه الموقع ومحاولات كل منهم اقتطاع جزء من الكعكة الكبيرة.
وتمكن القائمون على الفيلم من تقديم ما هو أكثر من مجرد التوثيق الخاص لتاريخ الفيس بوك حيث تم "فرد" قصته لتحكى عن النجاح والفشل بشكل عام وفى قالب نفسى مثير.
وبالتأكيد لن يهتم زوكربيرج بالملايين القليلة التى حققها الفيلم كأرباح له خلال الأسابيع الأولى من عرضه "حقق فى أسبوعه الأول 22 مليون دولار" فهو أصغر ملياردير فى العالم "عمره 26 عاماً ويمتلك مؤسسة ناجحة قيمتها السوقية تقدر بحوالى 15 مليار دولار، لكنه يهتم بالتأكيد بأن يعرف جمهوره كفاحه من أجل الدفاع عن حقه فى أن يكون هو صاحب هذه الفكرة العبقرية التى ساهمت ولا تزال فى تغيير أوضاع سياسية واجتماعية فى كثير من الدول وليس فقط مجرد التواصل الاجتماعى.
زوكربيرج أعرب عن إعجابه الشديد بالفيلم رغم أنه كان معترضاً فى بداية الأمر على صناعة فيلم عنه وهو لا يزال شاباً، وكان يفضل أن يكون هذا الفيلم بعد وفاته.
وقد واجه الفيلم الذى قام ببطولته جيسى إيزينبرج وجوستين تيمبرلاك ومن إخراج ديفيد فيشر الذى أخرج فيلم براد بيت الشهير "حالة بنجامين بوتين الغريبة" ومن تأليف أرون سوركين مؤلف حلقات "ويست وينج"، صعوبة فى تصوير الفيلم فى أماكنه الحقيقية بجامعة هارفارد، حيث تمنع إدارة الجامعة التصوير فى أروقة الحرم ومبانيه بعد الأحداث المثيرة للجدل التى أعقبت تصوير فيلم "Love Story" فى السبعينيات من القرن الماضى.
ويستند الفيلم إلى كتاب "مليونيرات بالصدفة" وبعضه مبنى على حقائق والتى تصف زوكربيرج بأنه انطوائى وعبقرى مهووس والذى يتوجه لخلق نوع جديد من التفاعل الاجتماعى من خلال الإنترنت، على الرغم من أن هذا تسبب فى فقده أقرب أصدقائه فى حياته الواقعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة