حمدى رسلان يكتب: اغلقوا هذا الباب يرحمكم الله

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010 01:29 م
حمدى رسلان يكتب: اغلقوا هذا الباب يرحمكم الله  مسلسل (يوسف الصديق)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن أعظم ما خلق الله من البشر هم الأنبياء، فالله سبحانه وتعالى اصطفاهم من بين خلقه أجمعين، وحباهم بصفات تميزهم عن باقى صفات خلقهِ الآخرين، وكذلك أخبرنا بقصصهم حتى تكون لنا عبرة.

ويدور هذه الأيام جدال بين بعض الناس حول قضية تجسيد الأنبياء خصوصاً بعد ظهور مسلسل (يوسف الصديق) ومن قبله تجسيد إحدى الممثلات للسيدة مريم العذراء من خلال مسلسل آخر.
وسأتناول معكم هذه القضية من منطلق آخر غير المنطلق الدينى والتشريعى، فأنا لا أمتلك من الفقه مايمكننى أن أقول رأيي مستنداً لأحاديث وآيات وآراء العلماء المختلفة حول هذا الموضوع،
ولكنى أردت أن أتناوله من زاوية أخرى وهى تعلق قلوب المشاهدين بالشخص الذى يجسد دور نبى من أنبياء الله كما حدث فى مسلسل (يوسف الصديق).

وبالتحديد الأطفال التى تلتبس لديهم الأمور ولايفرقون بين خيال وحقيقة أو ربما تكون هذه هى أول مرة يعلمون فيها بقصة سيدنا يوسف وتفاصيلها من خلال هذا المسلسل الذى تنتجه قناة
الكوثر !!

فقد يتعلق فى ذهن صغارنا أن هذا الشخص الذى يقوم بتجسيد دور نبى الله يوسف هو سيدنا يوسف نفسه، فما بالكم عندما يجسد نفس هذا الممثل دورًا عاطفيًا ملتهبًا فى أحد أفلامه القادمة أو مسلسلاته، أو يرونه مثلاً يتناول الخمر فى مسلسل آخر وهو بالأمس كان نبياً معصوماً من الخطأ.

كيف نفك هذا الالتباس لديهم، وكيف نقنعهم فيما بعد أن هذا مجرد ممثل وليس هو نبى الله يوسف، فالطفل تلتصق فى ذهنه الانطباعات الأولى للمعلومات التى يكتسبها من الوسط المحيط بهِ ومن الوسائل المتاحة أمامه.
فقد يصعب تغيير مفهومه فيما بعد أو قد تهتز عقيدته بثوابت دينية يجب أن تكون ثابتة عند المسلمين وغيرهم.

ثانياً القصة المذاعة لمسلسل (يوسف الصديق)، كما يوجد بها حقائق كثيرة ذكرت فى القرآن الكريم يوجد بها أيضاً الكثير من الإسرائيليات التى أفتى فيها جميع علمائنا بعدم تصديقها أو تكذيبها

وبهذا قد يختلط الأمر على العامة، وبما أن مستوى ثقافة الشباب والأطفال هذه الأيام ضعيفة جداً خصوصاً فى الجزء الدينى والفقهى للإسلام، فقد يصدق ويؤمن بأن هذه هى قصة سيدنا يوسف الحقيقية بحذافيرها ولا يقبل أن يجادله فيها أحد، لأنه حصل عليها من أسهل الوسائل الإعلامية وأكثرها شيوعاً وتأثيراُ وهى الدراما التليفزيونية وبإنتاج ضخم وبأسلوب شيق يجبره على متابعة هذا المسلسل والتعلق بهِ.

وما جذبنى أكثر للكتابة فى هذا الموضوع هو أننى عندما كنت صغيراً كنت أتابع بلهفة شديدة جداً فيلم ( عمر المختار ) المجاهد الليبى الكبير، الذى قام بتجسيد دوره الممثل ( أنطونى كوين ) فأنا إلى الآن عندما يأتى أمامى اسم المجاهد العظيم ( عمر المختار ) أول ما تتبادر فى ذهنى هى صورة الممثل ( أنطونى كوين ) رغم إدراكى فيما بعد أن هذا ليس أكثر من ممثل جسد شخصية الراحل (عمر المختار) ورغم أن لدي صورًا ومعلومات ( لعمر المختار ) الحقيقى على جهاز الكمبيوتر الخاص بى.

ولكن الصورة الأوليّة التى انطبعت فى ذهنى وأنا صغير مازالت بداخلى كما هى، مع فرق بسيط وهو إدراك أن هذا كان فيلمًا سينمائيًا مقتبسًا من قصة حقيقية، حتى وصل بى الأمر أننى لم أستطع أن أشاهد (أنطونى كوين) فى أيّ من أعماله الأخرى حتى لا تهتز صورة ( عمر المختار ) الذى جسده بداخلى.

فما بالكم بقصة نبى من أنبياء الله، نتلهف جميعاً لمعرفة تفاصيل حياتهِ بدون عناء القراءة أو البحث، كما عودنا هذا الزمان فى الحصول على المعلومات من أقصر الطرق وأسهلها.

كيف نقنع فيما بعد أطفالنا بأن هذا الممثل ليس هو سيدنا يوسف الحقيقى، وكيف نعلّمهم قصة سيدنا يوسف الحقيقية دون أن نذكر فيها الكثير من الإسرائيليات؟!

ولو تركنا الباب أمام هذا الأمر مفتوحاً لخرج علينا فى يوم من الأيام من يجسّد شخصية نبينا محمد صلى الله وعليه وسلم أومن يجسّد آدم أومن يجسّد إبراهيم وغيرهم من الأنبياء.

هذا غير أمر آخر لفت نظرى ألا وهو أن الجهة المنتجة للمسلسل هى إحدى القنوات الشيعية، وهو فى تفسيرى شكل جديد من أشكال المد الشيعى فى المنطقة العربية وجذب المسلمين من عامة السنّة نحوهم ونحو فضائياتهم وما ينتجونه وهذا هو الخطر الأعظم .






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة