أحمد مصطفى الغـر يكتب: لا خلاف على الاختلاف

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010 12:05 ص
أحمد مصطفى الغـر يكتب: لا خلاف على الاختلاف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سنوات طويلة تمر فى أعمارنا وأعمار أوطاننا العربية، لا يوجد فرق كبير بينها، سوى أن الأحوال تزداد من سيىء إلى أسوأ.. وفى خضم هذا الزخم من الأحداث، تطل علينا فى كل عام قمة للقادة والزعماء العرب، ومن المفترض أن لقاءات القمة فى أى منظمة أو حتى مؤسسة أو شركة متعددة الفروع، تعنى أن يتم رسم خريطة عمل مشتركة، والاتفاق على العديد من نقط الاختلاف، وتقريب وجهات النظر المختلفة بين الحاضرين.. هذا كلام صحيح وينطبق على كل أو معظم القمم والاجتماعات.

إلا أن القمة العربية استثناء من هذا كله، فهى ملتقى للخلاف والاختلاف، موعد سنوى لتفجير النزاعات بين الأشقاء وتفريقهم بدلا من توحيدهم، هى بمثابة إسفين يتشارك الزعماء العرب كى تزداد الفرقة بينهم.

والمتأمل فى القمم السابقة، سيجد أن الخلافات تبدأ منذ أول يوم تبدأ فيه الدولة المستضيفة للقمة فى توزيع دعوات المشاركة والحضور، وأحيانا من قبل ذلك بكثير، خصوصا عندما يكون الخلاف على مكان انعقاد القمة، ثم تظهر مشكلة من يقابل الوفود المشاركة عند وصولها فى المطار؟، ودرجة المسئولين المشاركين نيابة على رؤسائهم وتمثيلا لدولهم، وتتوالى الخلافات مع استمرار انعقاد القمة، فتزداد الأمور سوءاً أكثر مما هى عليه بالأساس.

وبنظرة سريعة على القمة ـ الاستثنائية ـ المقبلة ستجد:
خلافات بين مصر وقطر (خلافات فى وجهات النظر أثناء حرب غزة)، وبين مصر والجزائر(مباراة كرة قدم)، وبين ليبيا والسعودية (خلاف بين العقيد وخادم الحرمين فى قمة عربية سابقة)، وبين ليبيا ولبنان (اختفاء الإمام موسى الصدر واتهام النظام الليبى)، وبين الفلسطينين أنفسهم (فتح وحماس)، توتر فى العلاقات مؤخراً بين ليبيا والعراق، وبين سوريا ولبنان (مذكرات التوقيف فى قضية شهود الزور)، هذا إلى جانب فتور فى العلاقات بين دول الخليج ودول المغرب العربى عامةً.. وغيرها من الخلافات، مضافا إليها خلافات جديدة سوف تستجد خلال القمة القادمة، كى تضاف إلى الرصيد العربى من الخلافات.

لقد أثبتنا على مر عقود طويلة أننا قد اختلفنا على كل شىء، باستثناء شىء واحد اتفقنا عليه وهو، الاختلاف!





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة