هل توجد علاقة بين "الدمعة" بكسر الدال، ومآسى المصريين "المكسورين على طول"؟ السؤال ليس له علاقة بارتفاع أسعار الطماطم، وإنما محاولة للتأريخ لأوجاع المصريين، من خلال ثمرة الطماطم.
هل تملك ثمرة الطماطم أن تخفف من أوجاع المصريين؟ هل من الممكن أن تتنزل هذه المجنونة من عليائها الذى وصل إلى 12 جنيها حسبما تقوَّل البعض على سمعتها؟ والله أعلم، وتتفكر قليلا فى أحوال المصريين وبؤسهم.
هل تدرك هذه "الطمطماية" أن المصريين قبل أن يقاطعوها، قاطعوا أصنافا وألوانا كثيرة، وحرموها على أنفسهم، رغم أن الله لم يحرّمها عليهم، ولم ينزّل من لدنه سلطانا بتحريمها، لكن المصريين رغم أنوفهم، يحرمون أنفسهم منها، ويحرّمونها على أولادهم، الأطفال منهم والبالغين، وما أشقى أن تحرم طفلا أو طفلة من " قوطة " " قوطة " يا ماما.
الطماطم لا ذنب لها فيما يحدث، ولا يعرف أحد ذنب من أن يحرم المصريون أنفسهم من تناول طبق " السلطة" كاملا، بل ومن أهم مكوناته الأساسية. لكن يبقى شىء، أننا لم نقم بتربية وتأديب هذه الطماطم، ورغم أننا نعلم جيدا، أنها مجنونة، لكننا مثل كل أزمة، لم نتخذ احتياطاتنا، ولم نحبسها فى سراى المجانين، ولم نخزّن منها للأيام العجاف القادمة، فكان من الطبيعى أن تعبث بنا وبمقدراتنا، وتصل فى غيها وعبثها إلى هذا السعر الجنونى، وأن تصبح عزيزة، على الصغير منا قبل الكبير.
متى بدأ اختراع الطماطم؟ أم أنه ليس اختراعا، كما كان يقول الشاعر الكبير " نزار قبانى" لو لم يكن الحب لاخترعناه" ، من ظهر أولا ، الطماطم أم البذرة، ومن جرؤ على كسوتها بالحّمار؟ وهل تتأثر بارتفاع أسعارها وبقائها مهملة لدى "الخضرى" بينما يقبل الناس على باقى أخواتها من " الموالح".
هل من الممكن أن تنتقم الطماطم من الناس الغلابة؟ ولماذا تلجأ الطماطم لهذه الخطوة؟ هل ضايقها مثلا استخدام بعضهم لها فى قذف المطربين فيما مضى؟ رغم أن هذه العادة توقفت بعد ظهور " السى دى" و" شرائط الكاسيت" و" الميكروباص"؟
هل غضبت الطماطم عندما أقدم بعض المصريين على تحويلها إلى منتج زائف آخر اسمه " الصلصة" فقاموا بجمعها من السوق، واستغلالها، وخنقها فى " برطمانات" قيدت من حريتها، بعد أن كانت حرة فى اقفاصها عند الخضرى؟ وربما فعل هؤلاء خيرا، فلم يتبق الآن من الطماطم سوى هذه الصلصة، وصارت الأخرى " عزيزة" .
ويتصادف أن يجتمع القادة العرب الآن فى ليبيا المجاورة، ورغم متابعتى الجيدة لكل القرارات ولكل الجلسات العلنية لهذه القمة العربية الاستثنائية، لكنى لم ألمح أحدا "يجيب" سيرتها، أو يصدر بيانا يندد بها، أو حتى يطالب باستراتيجية لزرعها.
أتذكر جيدا أيام طفولتى ، أننى كنت أتسلل ليلا إلى الدرج السفلى من الثلاجة، مثل فأر صغير، أتناول الثمرات الناضجة التى كانت تبذل أمى الله يرحمها كل جهدها من أجل شرائها من السوق، أغسلها بالماء البارد، وأتلذذ بتناولها فى السرير، ولكن ذلك كان "عز وراح"، ولن يستطيع أن ينعم به أبنائى ، وأنا فى الحقيقة لا أعلم ما تبقى من الأشياء التى لن نأكلها كما تعودنا زمان، أنا لا أسأل عن " السيمون فيميه" أو " السموكد سلمون" أو " الكفيار" ، أنا لا أسأل عن هذه الأصناف عملا بالآية الكريمة " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"، إنما فقط أسأل عن الطماطم، الطماطم يا إخوانا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة