قررت اليوم أن احكى لشباب اليوم قصة يوم عظيم وانتصار خالد يكتبه التاريخ بحروف من نور لهذا البلد العظيم برجاله وجنوده وشبابه وسيداته . قررت أن اكتب عنه بعد أن حزنت أشد الحزن لما رأيته من شباب اليوم بعدم معرفته أو الاعتزاز به لجهلهم به .حزنت عندما وجدت مراسل أحد البرامج وهو يسأل شباب الجامعة فى مصر وفى الدول العربية: هل تعرف حرب اكتوبر 73 كانت بين من؟ ومن؟ فيالهول ماسمعت بل إننى صعقت عندما وجدت بعض الشباب لا يدرون عنها شيئا.
لذلك قررت أن أحكى لكم هذه القصة، قصة كفاح شعب وبلد لإزالة آثار الهزيمة والنكسة، احكى لكم بدون أن اعتمد على مراجع وكتب حتى لا يكون شكل الموضوع أكاديميا جافا لذا سأحكى لكم من واقع ذاكرتى احكيها كحدوتة بسيطة وأسلوب بسيط حتى اقترب منكم ومن تفكيركم على اعتبار أن شباب اليوم يمل الإطالة والقوالب الجامدة، احكى من وحى ذاكرتى كطفل كان عمره عشرة سنوات فى الصف الرابع الابتدائى هيا بنا لنعيش عبق التاريخ ونزهو بنشوة منتصر عظيم.
فى شهر يونيو سنة1967 كانت هناك حرب بين الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى وهذه الحرب استمرت ستة أيام وكان أيامها الإعلام المصرى متمثلا فى الإذاعة يلقى علينا بيانات كانت أشبه بالأحلام والأوهام بأننا نتقدم ميدانيا على العدو، ولكن يالهول المفاجأة لقد كانت هزيمة واحتلت إسرائيل سيناء بأكملها وهجروا أهالى مدن القناة السويس وبورسعيد والإسماعيلية لتصبح مدنا يسكنها الأشباح. واصبح الشعب المصرى فى حالة حزن دائم وشعور بالمرارة والألم، وأطلق الجيش الإسرائيلى على نفسه اسم الجيش الذى لايقهر ويالعجرفة قواد هذا الكيان الصهيونى حيث كانت صورة قوادهم موشيه ديان وجولدا مائير وايريل شارون تظهر فى الإعلام العالمى على أنهم قوة عظمى لا تقهر بسبب هذه الحرب، التى استولوا فيها على أجزاء كبيرة من كل الدول العربية التى تجاورهم، فقد احتلوا الضفة الغربية لفلسطين وأجزاء من الأردن وهضبة الجولان وبحيرة طبرية من سوريا، أى أنها هزمت الجيوش العربية بأكملها.
بعدها تمكنت مصر والجيش المصرى من لملمة الشمل وتجهيز وإعداد الجيش من جديد لحرب الكرامة واسترداد أراضينا، فقام الجيش بعمليات رائعة كان يقودها الفريق أول عبدالمنعم رياض الذى استشهد فى إحدى العمليات الكبيرة التى كبدت العدو خسائر فادحة
خط بارليف والساتر الترابى.
وأقام العدو خطا حصنيا ليحتمى به كان ارتفاعه شاهقا وأمامه ساتر ترابى ارتفاعه عشرة أمتار، وخط بارليف كان عبارة عن كتل خرسانية هائلة حتى أن الخبراء العسكريين فى العالم كانوا يقولون صعب اختراق هذا الخط ولن يستطيع المصريون تحطيمه إلا بالقنبلة الذرية على أمل دب اليأس فى قلوب المصريين، وبالفعل أصبح هناك عقيدة بأن المصريين لن يحاربوا وإذا حاربوا سيهزمون، وظل الجيش المصرى يعمل فى صمت، إلى أن جاء يوم العاشر من رمضان السادس من أكتوبر 1973وكنت طفلا صغيرا فى العاشرة من عمرى صائما أشاهد المسلسل الدينى قبل الإفطار، وكان التليفزيون المصرى فى ذلك الوقت الثالثة عصرا يعرض مسلسلا دينيا طوال شهر رمضان، وفى اليوم العاشر من رمضان وانقطع الإرسال فجأة وظهر المذيع المصرى ذو الصوت الرخيم فجأة ولازلت اذكر نبرة صوته الرائعة وكأنها أجمل موسيقى فى التاريخ واليكم نص البيان وكما أذكره بالضبط ولن أنساه
بيان رقم واحد
"تمكنت قواتنا الباسلة من اقتحام خط بارليف الرهيب وعبور قناة السويس ودحر العدو الإسرائيلى"..
لا أبالغ أعزائى عندما أقول لكم ان الشعب المصرى بأكمله قد انتفض فى صوت واحد وكأن زلزالا يهز الأرض الله أكبر.
كيف تغلبنا على خط بارليف والساتر الترابى؟
لقد كان خط بارليف به توربينات عندما يقترب منه أحد تفتح حنفيات من مادة النابالم لتحرق من يقترب منها وهنا ظهرت مهارة سلاح المهندسين المصرى، الذى قام مهندسوه بعمل مادة اسمنتية قوية صلبة لسد فوهات النابالم الموجودة بخط بارليف ودك خط بارليف دكا لتتمكن قواتناالباسلة من اقتحامه.
أما الساتر الترابى فقد سلطت عليه خراطيم مياه ضخمة ضغط عالى لفتح طرق تمر منها آلاتنا العسكرية.
الجديد فى هذه الحرب وغيرالمعتاد أنه لأول مرة فى تاريخ الحروب الحديثة تبدأ الحرب فى فترة الظهيرة، وذلك لأن ذلك اليوم كان عيدا يهوديا وهو عيد كيبورأو يوم كيبور، وكان يترتب عليه سهر اليهود واحتفالهم بالعيد وعدم توقعهم أن المصريين سيحاربون خاصة وان هناك خدعة قامت بها مصر، أنها أعطت جنودها قبل الحرب إجازات ثم استدعتهم فى نفس يوم الحرب قبلها بساعات قليلة.
هذه هى ملحمة أكتوبر يا شباب اليوم.
محمد الحفناوى يكتب: ولهذا قررت احكى لكم عن معركة العبور
الإثنين، 11 أكتوبر 2010 01:05 ص
صورة أرشفيفة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة