يقول الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة إن مضادات الأكسدة تحمى الجسم من شوارد أو شقوق الأكسجين الحرة داخل نواة الخلية فعندما يدخل الطعام جسم الإنسان كوقود يحترق من أجل توليد الطاقة اللازمة لحياته ونشاطه ويكون ناتج هذا الاحتراق تولد عادم عبارة عن ذرات حرة طليقة وشرهة من الأكسجين تهاجم الحامض النووى الموجود فى نواة الخلية ويسبب لها ما يمكن أن يسببه من أمراض ويسبب شيخوخة الخلية.
ولكى نقدر الضرر البالغ الذى تحدثه الشوارد أو الشقوق الحرة، علينا أن ندرك ـ كما قال د. "بروس إيمز" بجامعة كاليفورنيا بيركلى ـ أن الحامض النووى فى الخلية الواحدة DNA، يتلقى يومياً حوالى عشرة آلاف ضربة توجهها إليه هذه الشوارد الحرة، فإذا علمنا أن الجسم به ما يقرب من 150 – 200 تريليون خلية، لأدركنا مدى ما يحتاج إليه الجسم من مضادات الأكسدة، وعلى الرغم من أن أسلوب الغذاء السليم (فى غياب التلوث) يمكن أن يعادل ويصلح 99 % من الأضرار التى تسببها هذه الشوارد الحرة بالجسم والمخ، إلا أن هذه النسبة الضئيلة التى لا تتجاوز 1 % من الشوارد الحرة وما تحدثه من تلف، يتجمع عبر السنين ومع تقدم العمر بشكل تراكمى، مما يسبب شيخوخة الخلية بشكل مبكر، وما يصاحب ذلك من علل وأمراض، لذا ينبغى أن نهتم بتناول مضادات الأكسدة لحماية المخ والذاكرة من الشيخوخة المبكرة، حيث أن المخ من أوائل أعضاء الجسم التى تتأثر بتراكم الشوارد الحرة، لأنه يحتوى على أقل طاقة مضادة للتأكسد، لذا ينبغى أن نوفر له الإمداد الكافى من موانع الأكسدة لمساعدته وحمايته والمحافظة عليه.
ويشير دكتور عبد الهادى إلى أفضل ما يجب أن نتناوله من الأغذية والمشروبات التى تحتوى على مضادات الأكسدة وفقاً لقدراتها المضادة للأكسدة، فسوف نجد أن الفاكهة والخضراوات تعد من أهم مصادر موانع الأكسدة وقد تمكن العلماء من الوصول إلى تحاليل تبين كفاءة وسرعة عمل مضادات الأكسدة من خلال إبطال مفعول الشوارد الحرة مثل الهيدروكسيل، وهذا الاختبار يقيس مستويات كل مضادات الأكسدة التقليدية مثل فيتامينات هـ، ج، أ، والبيتاكاروتين، وغيرها كما يظهر قدرة الطعام بشكل عام كمضاد للأكسدة والتى تعرف بقدرة امتصاص الشارد الأكسجينى " ORAC " ومن خلال ذلك أدرك العلماء أن لكل طعام قيمة من وحدة ORAC الخاصة به تحدد قدرته كمضاد للأكسدة فى مواجهة الشوارد الحرة .
وعلى رأس هذه الأطعمة _ حسب ما أظهرته القياسات باختبار ORAC هى: القراصيا ـ الزبيب ـ التوت الأسود ـ العنب الأحمر ـ الثوم ـ اللفت ـ الفراولة ـ السبانخ ـ الطماطم ـ زيت السمك ـ قشور حبوب القمح ـ وبشكل عام فإن الفواكه والخضراوات ذات الألوان الداكنة تحتوى على قدر أكبر من موانع الأكسدة خاصة كلما زادت خضرتها أو حمرتها، لأن صبغة النبات الطبيعية تكون هى نفسها مضاد فعال للأكسدة.
ومن الجدير بالذكر أن الشاى يعد مصدر رائعاً لمضادات الأكسدة، وتعتمد قدرة الشاى كمضاد للأكسدة على فترة نقع الشاى فى الماء المغلى، ففى خلال 5 دقائق يتم إفراز ما يقرب من 85 % من الطاقة المضادة للأكسدة للشاى، ويفرز الباقى خلال الخمس دقائق التالية، وإضافة ملعقتين صغيرتين من اللبن إلى الشاى لمن يرغب فى ذلك ـ يساعد على إفراز محتواه من مضادات الأكسدة إلا أن إضافة المزيد من اللبن تفسد طاقة الشاى المؤكسدة من خلال معادلة ما به من مضادات للأكسدة، فلا يستفيد الجسم منه، والشاى الأخضر يحتوى على أربعة أضعاف ما يحتويه الشاى الأسود من أحد مضادات الأكسدة الهامة للمخ.
وبصفة عامة فإن الإسراف فى أكل اللحوم الحمراء يجعل الإنسان أكثر تعرضا للإصابة بكل مضاعفات وأمراض الشوارد الحرة، وتناول اللحوم البيضاء أقل خطرا، والأفضل بالطبع هو تناول البروتينات من أصل نباتى مثل فول الصويا ـ العدس الخ.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة