هى لوحة واحدة قد تراها أنت وصديقك فى آن واحد، تعبر عن برعم صغير نبت فى أرض رملية، يفسرها أحدكم بالأمل رغم الظروف الصعبة وإمكانية الحياة فى العدم، ويراها الآخر الموت الحتمى الذى ينتظر البرعم وما أسوأ الظروف التى جعلته ينبت فى مكان سيئ مقارنة ببراعم أخرى وسط البستان.
هى نظرة للحياة تختلف باختلاف صاحبها، فأنت ترى ما تريد أن تراه، اختر لون سيارة معين، ثم انظر من نافذتك سترى أن معظم السيارات بها ذلك اللون، ومن ذلك المنطلق قسم الناس ما بين متفائل ومتشائم رغم أن الشخصين يعيشان بنفس الظروف، وأتذكر تلك الأسطورة الصينية التى تحكى عن سيدة قدمت لحكيم تشكو من والدة زوجها وتحكى له ما تعانيه منها، فقدم لها الحكيم مشروبا وطلب منها أن تضع ملعقة واحدة منها على طعام تلك العجوز ولكن مفعول السم سيستغرق شهرا كاملا حتى يقضى عليها، ولكنه أمرها بأن تعاملها معاملة جيدة خلال ذلك الشهر حتى لا يشك بها أحد، ونفذت المرأة ما طلبه منها الحكيم، ولكنه قبل انتهاء الشهر قدمت له مسرعة ترجوه بإنهاء مفعول السم لأنها أحبت تلك العجوز لقد رأت فيها شخصا آخر خلال هذا الشهر لما أحسنت معاملتها، ربما تحملت منها الكثير ولكن رؤيتها كانت قد اختلفت لأنها كانت تنظر إليها بعين الرأفة والشفقة فتغيرت مشاعرها، وحينها أخبرها الحكيم أن المشروب لم يكن سما ولكنه عصى التوت البرى، وقد أراد أن تنظر لحماتها بنظرة أخرى تغير مشاعرها تجاهها.
وتذكر بأن قطرات الماء تثقب الصخر ليس بالقوة ولكن بالتواصل، فهى صفحة جديدة لحياتك أدعوك اليوم لتكتب فيها ما ستغير به معتقدات خاطئة عن الحياة والناس، نعم لنتصالح أولا مع أنفسنا قبل أن نتصالح مع الحياة، إن غربت الشمس اليوم فإنها حتما ستشرق من جديد، وأتذكر قصة الرجل الأمى الذى كان يتعلم الكتابة على يد صبى فقبل أن يضع القلم على الورقة سقطت نقطة حبر كبيرة فى وسط الورقة فقال الصبى لقد ظهر السواد فى صفحتك البيضاء، فأردف الرجل " لكن بياض الصفحة أكبر منه فهو لا يمثل شيئا يذكر أمامه:
وقد قرأت كتابا فيما مضى أعجبنى فيه تلك النصائح التى وجهها الكاتب لمن يعانون من خوف أو كره لبعض المواد الدراسية، فطلب منهم أن يكتبوا عبارات " أنا أحب اللغة الإنجليزية " أو " أنا سعيد بالدراسة"، فالطالب سينظر للورقة مرارا وهى معلقة على جدار غرفته، حتى تصبح جزءا من تفكيره، فيوقن العقل الباطن أنه يحب الدراسة وبالتالى تتغير وجهة نظره بها فينجح فيها.
د. آلاء عزت عبد الحميد تكتب: أنت ترى ما تريد أن تراه
الإثنين، 11 أكتوبر 2010 12:52 م