تصدر دار صفصافة قريبا، ترجمة كتاب "أسرى فى المتوسط" للمؤلف الفرنسى فرانسوا مورو، أستاذ الأدب الفرنسى بجامعة السوربون.
قام بترجمة الكتاب محمد السباعى، الذى أوضح أن الكتاب يتناول طبيعة العلاقة بين جنوب أوروبا وشمال أفريقيا فى الفترة ما بين سقوط الإمبراطورية البيزنطية فى القسطنطينية على يد محمد الفاتح فى عام 1453 ميلاديا.
وكذلك الحملة الفرنسية على مصر، التى سبقها استيلاء نابليون بونابرت على مالطا فى عام 1798 ميلاديا، حيث كان التنافس شرسًا على القرصنة فى مياه البحر الأبيض المتوسط، وهو ما أبرز العلاقة بين ضفتى المتوسط كشمال مسيحى وجنوب مسلم.
وأشار المترجم إلى أن وقوع بعض المسيحيين أسرى لدى المسلمين كان سببًا فى ظهور ما عرف "بأدب الخلاص" للأديب الإسبانى ميجويل دى سرفانتس، صاحب رواية "دون كيشوت".
ويوضح المترجم أن تخليص المسيحيين من الأسر كانت تقوم به جمعيات دينية مسيحية متخصصة، فى حين أن المسلمين لم تكن لديهم هيئات أو جمعيات تسعى لتخليص الأسرى المسلمين من أيدى المسيحيين، الأمر الذى نتج عنه حسبما يؤكد المؤلف أن المسلمين حذفوا العديد من وقائع أسر المسيحيين لهم ولم يذكروها فى التاريخ الإسلامى اعتقادًا منهم بأن وقوعهم أسرى فى أيدى المسيحيين عار عليهم.
وأشار مترجم الكتاب، إلى أنه من بين هذه الوقائع، حادثة الشاعر المغربى أحمد القاضى، الذى وقع أسيرًا فى أيدى المسيحيين خلال القرن السادس عشر بمالطا، وكان يستنجد فى شعره بالسلطان المغربى أحمد المنصور حاكم المغرب، فى الفترة من 1578 وحتى 1603.
وأضاف المترجم، أن الكتاب يعد خلاصة دراسة مستفيضة لتاريخ العلاقات بين الجانبين فى الفترة سالفة الذكر، وتعتمد على الوثائق التاريخية لعدة بلدان فى القارة العجوز، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الأدبية بلغات أوروبية مختلفة نتجت عن المواجهة بين العالمين الإسلامى والمسيحى.