عبير حجازى تكتب: الانتماء المفقود

الجمعة، 01 أكتوبر 2010 07:40 م
عبير حجازى تكتب: الانتماء المفقود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت انتباهى عبارة ترددت كثيرا على لسان كثير من المصريين العاملين بالخارج أثناء قضائهم للإجازة الصيفية فى مصر ( ده إحنا عندنا فى........ اسم الدولة التى يعملون بها) كذا وكذا ويظلون يعددون فى مزايا هذه الدولة وفى مدى التقدم العلمى والتكنولوجى الذى وصلت إليه، ويعقدون المقارنات بين هذه الدول وبين مصر من حيث الطرق والخدمات ونوعية الموظفين وكيفية التعامل مع الجمهور فى مختلف المصالح الحكومية والأهلية، وكذلك المقارنة فى مستوى المعيشة ونوعية الطعام والشراب، وكذلك الأسعار وللأسف الشديد تكون المقارنة فى صالح الدولة الأخرى ولا تكون فى صالح مصر على الإطلاق.

والمثير للانتباه أيضا أن أبناء هؤلاء العاملين بالخارج ليس لديهم أى نوع من الولاء ولا الانتماء لهذه الأرض ولا تمثل لهم أرض مصر إلا بضعة أيام من الإجازة يقضونها بصحبة الأقارب لا يلبثون إلا أن يشعروا بالملل والرغبة فى العودة مرة أخرى من حيث أتوا.

ولا أعرف ما المؤثرات والعوامل التى تبهرهم بهذه الدول إلى هذا الحد، وكيف يصل هذا الانبهار إلى حد فقدان الهوية وفقدان الاتزان، لماذا يتمسحون بهذه الدول إلى هذا الحد، لماذا يفقدون انتماءهم لمصر الدولة التى ولدوا على أرضها وشربوا من نيلها أكلوا من خيرها، كيف لإنسان أن يتناسى أصله كيف له أن يقتلع من جذوره، وإذا ما فعل فماذا يتبقى له سيصبح كورقة شجر فى فرع أعوج تسقطه أهزل عاصفة كيف له أن يكون بلا شخصية بلا هوية.

وسألت نفسى ترى ما هو سبب هذه الظاهرة هل أصبحت مصر قاسية على أبنائها إلى هذا الحد إلى درجة يفقد معها المواطن حبه وانتمائه لوطنه، أم أننا جيل لم نتعلم المعنى الحقيقى للولاء والانتماء للوطن لم تغرس فينا القيم الصحيحة، ولم نتعلم أن نحافظ على شخصيتنا ونتمسك بهويتنا مهما كانت الظروف هل السعى وراء لقمة العيش أنسانا الإيمان بوطننا.

وفى نفس الوقت وجدت أن هناك نوعا آخر من المصريين العاملين أو الدارسين بالخارج نوعية من المصريين ما زالوا متمسكين بحب الوطن ولم يزدهم البعد عن الوطن إلا شوقا إليه ولم تزدهم صعوبة الحياة إلا تمسكا بدينهم وقيمهم وانتمائهم للأرض للأم للوطن، ولا تجد فى حديثهم إلا الحنين والرغبة فى العودة ولا تسمع منهم إلا مدحا فى الوطن ودفاعا عنه ولا يقبلون بأى حال من الأحوال أن يسىء أى مخلوق إلى وطنهم وهؤلاء الناس هم خير سفير لمصر فى أى دولة يسافرون إليها، ويعجب الكثير بتمسكهم بجذورهم وحبهم وانتمائهم لأرضهم فهم يرون أنه على الرغم من التقدم الهائل الموجود فى هذه الدول إلا أن الناس فى هذه الدول قد تحولت إلى ماكينات، وأن الحب والتعاطف والإحساس بالغير قد اختفى من قلوب العديد منهم ولم يعد لهم هم إلا جنى الأموال وقضاء المصالح فقط، بينما يرون أن شعبنا مازال هو الشعب الطيب المتسامح الذى تزيده الأزمات تماسكا والتحاما الذى يفرح لأقل الأشياء ويرضيه أقل القليل.

على العكس من الفئة الأولى التى تحدثنا عنها التى ترى أننا شعب سلبى لا يطالب بحقوقه شعب فوضوى لا يتحلى بالنظام ولا يسعى للتقدم.

ولكنى ما زلت أرى بلدى أجمل بلاد الدنيا ما زلت أراها الأم والأرض والحب وكل شىء جميل، وعلى الرغم من أى صعوبات أو كبوات تتعرض لها إلا أنها العالية الشامخة حتى أن قسى قلبها يوما فسأظل طول عمرى أحبها، ولن يشغلنى إلا همها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة