د. أشرف بلبع

التحايل والتزوير والقهر

الجمعة، 01 أكتوبر 2010 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يلجأ نظام الحكم فى مصر لثلاثة أساليب على التوالى حسب أهمية التحدى الذى يواجهه، ليس بينها ما نسميه الشفافية.

تأسس النظام منذ بدايته على تأليه الحاكم وإعلاء مشيئة واحدة فى دولة مصر وهى المشيئة الرئاسية، بالرغم من الظروف المواتية فى أول هذا العهد لأخذ القرار التاريخى بالتحول بمصر إلى الديمقراطية الحقة.

عندما حول النظام الحاكم وجهة عن الحكم الديمقراطى أصبحت أدواته تنحصر حسب أهمية الموقف فى التحايل على الشعب، أو فى تزوير إرادته وإقرار ما يراه النظام.

يأتى القهر كأسلوب الحسم فى المواقف الصعبة ليعلى مبدأ "البلد بلدنا وسننفذ ما نريد".

أصبح التحايل منذ زمن هو الطريق الذى يمهد وعى المصريين لتقبل المشيئة الرئاسية أيا كانت، ومع الأيام استشرى إلى الدرجة التى رأينا معها الإعلام المملوك للشعب والمسمى زورا القومى، وقد تحول من شبه حكومى إلى إعلام مسخر بالكامل لخدمة النظام. رأينا صحفا اعتبرناها فى السابق مدرسة وقد تحولت إلى نشرات موجهة لخلق وعى يخدم النظام، أصبحنا نسمع كلمات تثير الرثاء مثل التعبير والتكوين من أجل تزييف الوعى العام لخدمة الهدف الأسمى وهو تأليه الرئيس.

زور النظام كل انتخابات جرت على أرض مصر وقابل الشعب هذا بالعزوف عن المشاركة الذى أصبح إحدى عقد هذا النظام. لم يستحى كهنة هذا النظام وتمادوا فى هذا الغى الفاسد حتى وصل إلى دركه الأسفل فى انتخابات مجلس الشورى السابقة.

يقهر النظام كل من يهدده قاعدة لا مفاوضة بشأنها، نرى ذلك ويعرفه كل صاحب بصيرة. يعتمد النظام فى بقائه على هذا الحاجز من الخوف الدفين داخل كل مصرى قادر على المعارضة.

لم يحسب النظام أن تفاعل الجماهير مع ظروفها الصعبة قد يهدم أعتى الجدران وأن الإرادة فى هذا الشد والجذب لا يحتكرها النظام وحده، للجماهير إرادتها التى تصهرها ظروف لا يستطيع أى نظام التحكم فى شدتها و لا تأثيرها.

لقد بدأت الجماهير فى الالتفات لجذور معاناتها وتوالت الأمثلة الكاشفة لترنح النظام الذى أصبح بالرغم من تعسفه مثل المركب الذى تتقاذفه الأمواج.

أدعو الله أن نفيق جميعا لجذور معاناتنا وأن يتفاعل الشعب مع النخبة فى مطالبتها بالإصلاح السياسى الشامل الذى يهدم ظاهرة تأليه الحكام ويقيم التوازن بين السلطات. ندعو الله أيضا أن يتقيه كل من يوظف نفسه محللا ومبررا للنظام فى قمعه لحقوق الشعب فى الديمقراطية الحقة، وأن يستحيى من يدعون أن تزييف وعى الجماهير بالتعبير والتكوين فى صور فوتوغرافية يتلقاها القارئ العادى بتصديق تلقائى هو شىء عادى.

• أستاذ بطب القاهرة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة