قالت مجلة الإيكونومست البريطانية إنه على الرغم من أن السعوديين قد حصلوا على مزيد من الحريات خلال السنوات الأخيرة، إلا أنهم لا يزالون فى انتظار التغيير الجذرى.
وأشارت المجلة إلى أنه بعد فترة قصيرة من تولى الملك عبد الله عرش السعودية قبل خمس سنوات، جعل الاحتفال بذكرى توحيد المملكة فى 1932 عطلة رسمية.
وتلقى السعوديون العاديون هذه الخطوة بتأييد ليس فقط لأنها منحتهم سبباً نادراً لفعل أشياء سخيفة علانية مثل الطوف بالسيارات بالعلم السعودى الأخضر الشهير، ولكن لأن المحافظين طالما كانوا يحظرون الاحتفال بالأعياد العلمانية مثل أعياد الميلاد، ويصرون على أن الإسلام يحرم أى احتفالات فيما عدا الدينية. ويبدو أن تحدى الملك عبد الله لوجهة هذه النظر قد كسرت عقوداً من إذعان آل سعود للمتشددين.
وتحدثت الصحيفة عن الإصلاحات التى شهدتها المملكة فى عهد الملك عبد الله فى التعليم والإدارة والقانون، وتنحية بعض المتشددين من رجال الدين عن مناصبهم ومنع إصدار الفتاوى الظلامية، ونيل المرأة المزيد من الحقوق، كما أن الأقلية الشيعية أصبحت تشعر بأنها أقل اضطهاداً عما كان عليه الوضع فى ظل الملوك السابقين، وخفت القيود التى كانت مفروضة على الصحافة قليلاً.
واعتبرت الإيكونمست أن هذه التغيرات مناسبة وتعكس التغييرات فى المجتمع وكذلك فى السياسة، غير أنها تظل فى جوانب كثيرة مجرد تغييرات تجميلية، فعلى سبيل المثال، دافع الملك عبد الله عن الحوار الدولى بين الأديان، لكن مع بدء الدراسة فى السعودية أصيب أولياء الأمور فى المملكة بالدهشة عندما وجدوا أنه فى كتب مادة الدين التى يفترض أن تكون إصلاحية، لا تزال تحمل قدرا من التعصب كأن تحظر مثلاً إلقاء التحية على غير المسلمين.
وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" قد أصدرت هذا الأسبوع تقريراً عن الحريات فى السعودية قالت فيه إنه على الرغم من أن التغييرات التدريجية التى شهدتها المملكة موضع ترحيب إلا أن هناك مخاطر من الانزلاق مرة أخرى إلى الوراء كما حدث عدة مرات من قبل.
وأوضح التقرير أن الحريات المكتسبة حديثاً ليست كبيرة كما أنها تفتقد الأساس الراسخ.
الإيكونومست: السعودية لا تزال فى انتظار التغيير الجذرى
الجمعة، 01 أكتوبر 2010 03:28 م