خبراء: غياب الرقابة الأمنية وعدم الاهتمام بالصعيد وتهميشه أسباب أخرى للظاهرة

من الكشح مروراً بديروط وصولا لنجع حمادى.. جرائم الشرف كلمة السر فى اندلاع الفتن الطائفية بالصعيد

السبت، 09 يناير 2010 01:30 م
من الكشح مروراً بديروط وصولا لنجع حمادى.. جرائم الشرف كلمة السر فى اندلاع الفتن الطائفية بالصعيد آثار الأحداث الأخيرة بنجع حمادى - AFP
كتب إسلام النحراوى ومحمود عبد الراضى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فجر حادث نجع حمادى الأخير قضية الفتنة الطائفية القديمة الجديدة، والتى أصبحت ملفا ملتهبا تحول مع تكرار العنف بين الطرفين إلى نقطة سوداء على جبين مصر.. الأحداث والمشاحنات التى تتحول سريعا إلى فتن طائفية بين المسلمين والأقباط فى صعيد مصر طرحت سؤالاً مهماً حول أسباب ودوافع تلك الأحداث، والتى رأى البعض أنها أتت نتيجة المساس بأخطر ما يقدسه أهل الصعيد وهو الشرف.

اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق أشار إلى أن جرائم الشرف هى القاسم المشترك فى الفتن الطائفية فى الصعيد مؤخرا، حيث كانت البداية بأحداث الكشح فى مطلع 2001 فى ليلة رأس السنة تحديدا، والتى استمرت يومين إثر مشاجرة اندلعت بين تاجر أقمشة قبطى وسيدة مسلمة محجبة، تدخل على إثرها آخرون للانتقام لشرفهم، وتفاقمت الأحداث التى راح ضحيتها 21 قبطيا ومسلم واحد، وترتب على ذلك دمار معظم منازل القرية والقرى المجاورة ومنها قرية دار السلام أيضا، حيث قامت أجهزة الأمن بتطويق مواقع الأحداث، وألقت القبض على 500 متهم، وانتهت التحقيقات إلى إحالة 96 متهما إلى محكمة الجنايات التى قضت بالسجن لمدد تتراوح بين عامين و10 سنوات ضد 4 فقط وبراءة الآخرين.

وفى أحداث فرشوط، توجت جرائم الشرف بطلاً لتزيد من حدة الأزمة بين المسلمين والأقباط، حيث شهدت فرشوط أحداثا مؤسفة إثر قيام شاب قبطى من قرية الكوم الأحمر بمركز فرشوط بالاعتداء جنسيا على طفلة مسلمة من قرية الشقيفى بمركز أبو تشت، الأمر الذى دفع أهل الفتاة وأهالى القرى المجاورة لتحطيم عدد من المحلات التجارية المملوكة للأقباط وإثارة الشغب بالقريتين، مما دفع المجموعة الثلاثية -المكونة من نبيل غبريال وسعيد فايز وأسامة ميخائيل المحامون-بالتقدم ببلاغ للنائب العام ضد كل من وزير الداخلية ومحافظ قنا ومدير أمن قنا ورئيس جهاز أمن الدولة بقنا، ومفتش معهد الأزهر بنجع حمادى، وذلك لرفع الحصانة عن وزير الداخلية والتحقيق معه لتقصيره الواضح فى أداء وظيفته.

واستطرد لاشين كلامه قائلا: كانت أحداث ديروط حلقة جديدة من مسلسل اسمه جرائم الشرف فى الصعيد، وذلك عندما اغتصب شاب قبطى فتاة مسلمة ونجح فى تصويرها بهاتفه المحمول وروج الصور على معظم شباب البلد، حتى وصل الأمر إلى عائلة الفتاة الذين راحوا ينتقمون لشرفهم لتندلع الفتنة الطائفية من جديد.

وأضاف لاشين أن غياب الرقابة الأمنية وعدم الاهتمام بالصعيد وتهميشه أحد الأسباب الأخرى فى تفاقم حدة الفتن الطائفية بالمنطقة، لافتا الانتباه إلى أن الصعيد الذى ما زال يعانى من العصبية والبحث عن الثأر فى ظل امتلاكه للأسلحة النارية بطريقة غير شرعية، مما شكل عوامل أخرى لانتشار الفتن الطائفية فى الصعيد خاصة.

فيما أكد الدكتور مصطفى رجب عميد كلية التربية بسوهاج سابقا، أن السبب الرئيسى فى إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين هى تدخل الحكومة بمعالجات خاطئة وتقليدية وغير موثوق بها من الطرفين، عن طريق التجاهل للأشخاص الحقيقيين للمشكلة باستدعاء الشيوخ والقساوسة إلى مبنى أمن الدولة لإمضاء تعهدات للقضاء على الأزمة حتى "تصبح النار تحت الرماد"، أى فى حالة وجود فرصة مناسبة تخرج الفتنة وتشتعل.

وأشار رجب إلى أن الأمن المصرى يبالغ فى التدخل لحل الأزمات بين المسلمين والمسيحيين، مستغلا الفرصة بحشر أنفه فى المشكلة والاستفادة منها لمصالحهم الشخصية، وإعطاء الفرصة لرجال الحزب الوطنى بالتدخل لحل المشكلة باعتبارهم رجالاً شعبين، وعلى صلة بين الطرفين.

كما أضاف رجب، أن جرائم الشرف هى السبب الرئيسى فى إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، مشيراً إلى ضرورة وضع قانون صارم للحد منها، وهو فى حالة تعدى شاب على عرض فتاة تخالفه فى الدين يجب إعدامه حتى نمنع دخول أهل الفتاة من الانتقام لأنفسهم، مؤكداً أن الإعلام المصرى هو السبب فى صناعة الإثارة الجنسية لما تبثه القنوات الفضائية طوال اليوم من مشاهد إباحية، الأمر الذى يسير الشهوات لدى الشباب ويدفعهم لارتكاب جرائم الاغتصاب.

بينما يرى المستشار وائل خاطر، أن الفتنة الطائفية تقع دائما فى الأعياد والمناسبات خاصة وفى الصعيد تحديدا، وذلك لوجود عدد غفير من الطرفين، المسلمين والأقباط، فى هذه المناسبات، أضف إلى ذلك وجود النزعة العصبية لدى أهالى الصعيد، الأمر الذى يؤدى إلى كثرة الاحتكاك بين الطرفين، مشيرا إلى أن السبب الرئيسى فى هذه الحوادث هو الشعور بـ "العزوة" فى الصعيد، الأمر الذى يزيد من حدة الاشتباك بين الطرفين، فإذا أعملنا العقل فى الخلافات التى تقوم على إثرها الفتنة الطائفية بالصعيد لوجدناها مشاكل حياتية روتينية، إلا أنها تجد رواجا فى الصعيد، خاصة مع الشعور بعدم التعايش بين الطرفين، لافتا الانتباه إلى أن دور الأعلام هو الأكبر فى هذا الأمر حتى يتقبل الطرفان كل منهما الآخر، مشددا على ضرورة التواجد الأمنى وعدم تجاهل الصعيد.


النائب العام يتفقد نجع حمادى بعد أحداث الفتنة
قوات الأمن تفرق المصلين فى نجع حماد
مرتكبو هجوم "نجع حمادى" يسلمون أنفسهم للأمن
أقباط نجع حمادى يتهمون الأمن بالتقصير فى حمايتهم
النائب العام يتولى معاينة حادث نجع حمادى
جمال زهران يطالب بسرعة محاكمة مجرمى نجع حمادى
بالصور.. تظاهر 150 قبطياً أمام مطرانية نجع حمادى
"اليوم السابع" ينشر صور متهمى حادث نجع حمادى
بالصور.. ألف قبطى يودعون ضحايا نجع حمادى
الإخوان يصفون اعتداءات نجع حمادى بـ"البشعة"
أنباء عن ضحية جديدة فى أحداث الفتنة بقنا






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة