محمد حمدى

كأس الأمم بالفرنسية.. للفقراء!

السبت، 09 يناير 2010 12:25 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما توقعنا هنا من قبل، اشترت الجزيرة الرياضية حقوق بث كأس الأمم الأفريقية ضمن صفقة ""ART، وبالتالى لن يستطع الجمهور المصرى مشاهدة البطولة على أى قناة أرضية، أو فضائية مفتوحة بدون اشتراك باستثناء القناة الفرنسية الخامسة التى تذيعها على الهواء على القمر الأورربى مصحبة بتعليق باللغة الفرنسية.

وبالطبع هذه فرصة للجزيرة لتتحكم فى البطولات الرياضية، كما سبق لها الانفراد بأهم قناة إخبارية عربية، توجه بها الرأى العام العربى كما تشاء، وكما يحلو لها حتى ولوكان لتحقيق أهداف غير عربية.

وإذا كان البعض منا سيلوم الجزيرة على هذه الخطوة، وعلى تعنتها فى عدم بيع مباريات الفريق المصرى للتليفزيون المصرى، والمبالغة فى ثمن بيع المبارة الواحدة، والذى وصل إلى مليون دولار، فإن علينا أيضا توضيح بعض الحقائق حتى تكتمل الصورة:

1- حين اشترى التليفزيون المصرى مباراة مصر والجزائر فى 14 نوفمبر بالقاهرة حصريا، رفض التفاوض مع الجزيرة الرياضية حتى تبثها مع التليفزيون المصرى، واشترط وزير الإعلام على من يريد بث المباراة، أخذها من التليفزيون المصرى بالاستوديو التحليلى والإعلانات وهو ما رفضته الجزيرة الرياضية التى أرادت شراء المباراة.

2- أرسلت الجزيرة وفدا للتفاوض مع المسئوليين فى التليفزيون، لكن رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أسامة الشيخ رفض الاجتماع بهم أو التفاوض معهم، مما أدى إلى تشدد المسئولين فى الجزيرة فى بيع حقوق بث مباريات المنتخب المصرى فى أنجولا للتليفزيون المصرى.

3- وافق اتحاد الإذاعة والتليفزيون على شراء المبارايات بالسعر الذى طرحته الجزيرة، وهوعشر مباريات مقابل عشرة ملايين دولار، ومنح وكالة صوت القاهرة الحقوق الإعلانية التى قامت بدورها ببيع الإعلانات على عشر مباريات كان يفترض أن يشتريها التليفزيون، قبل أن يتم الشراء.

4- أرسل وزير الإعلام خطابا إلى مجلس الوزراء يفيد فيه بشراء عشر مباريات من بطولة كأس الأمم بمبلغ عشرة ملايين دولار، وطلب تسعة ملايين دولار دعما من مجلس الوزراء لكن المجلس رفض دفع هذا المبلغ.

5- بعد رفض مجلس الوزراء تحمل دعم إذاعة المباريات عقد رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزويون مؤتمرا صحفيا، هاجم فيه الجزيرة واعتبر أن العرض مبالغ فيه، وبشروط مجحفة!

وفى ضوء هذه الحقائق الخمس، يتضح أن الجزيرة ردت الصاع صاعين لرئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى رفض مقابلة مندوبيها أو التفاوض معهم لبيع حقوق مباراة مصر والجزائر، وهو ما أدى إلى التشدد فى بيع مباريات كأس الأمم فى أنجولا التى تملك الجزيرة حقوقها.. وهو ما يكشف عن عدم تحلى المسئولين فى التليفزيون ببعد النظر، ولم يقدموا السبت حتى يجدوا الأحد.

لكن المهم أن المؤتمر الصحفى الذى عقده أسامة الشيخ وكال فيه الاتهامات للجزيرة وتحدث عن شروطها المجحفة، لم يعقد إلا بعد أن رفض مجلس الوزراء دفع دعم نقدى قدره تسعة ملايين دولار لشراء عشر مباريات، بينما اتحاد الإذاعة والتليفزون كان يخطط للحصول على هذا الدعم الكبير وشراء المباريات وبيع حقوق الإعلان خلالها وتحقيق أرباح عالية منها، حتى ولو على حساب المشاهد الغليان الذى لا يملك أى وسيلة لمشاهدة المباريات.

ولو كان التليفزيون يتعامل مع الأمر بجدية، لاستطاع شراء المباريات وبيع الحقوق الإعلانية لها دون أن يحرم الجمهور البسيط من مشاهدة المباريات، ودون أن يكلف الخزينة العامة نحو خمسين مليون جنيه.. وهو ما يكشف أن المشاهد هو آخر ما يفكر فيه المسئولون فى التليفزيون!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة