على خليل يكتب: "نجع حمادى".. والإسلام وقريتى

السبت، 09 يناير 2010 03:04 م
على خليل يكتب: "نجع حمادى".. والإسلام وقريتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بداية إننا كمسلمين نتقدم بخالص العزاء لأهالى الضحايا ونشاركهم أحزانهم، وندعو الله أن يخفف عنهم ما هم فيه من هول الفاجعة التى ألمت بهم وبنا، وأن يحمى مصرنا الغالية من كل سوء وكل متربص.. آمين.

وبعد لماذا يصر البعض وبكل تعصب على الربط بين أحداث نجع حمادى ـ التى توفى فيها سبعة أشخاص وأصيب تسعة آخرون ـ وبين الدين الإسلامى، وكذلك الربط بين الإرهاب والإسلام والمسلمين؟.. هل الإسلام يدعو إلى العنف؟.. هل يدعو للتعصب؟.. هل الإسلام كدين مطالب بتحمل تصرفات الذين يجهلون أخلاقه ومبادئه؟.. هل الإسلام مطالب بدفع فاتورة الكره الذى يوجه إليه من جميع الأنحاء؟.. والسؤال الأهم هل من طبيعة الشخصية المصرية القتل والإرهاب وإثارة الذعر والخوف لدى الآخرين؟

لابد أن نعرف أن الإسلام يدعو للتسامح والسلام ويدحض العنف والإرهاب، وهذا ثابت بالكتاب والسنة، وأنه لا علاقة للإسلام بما حدث لا من قريب أو بعيد، لأن الإرهاب لا دين له، كما أننى أعتقد بما لا يترك مجالاً للشك أن طبيعة الشخصية المصرية لا تمت بأى صلة لمن يقومون بمثل هذه الأحداث الإرهابية، فلا الإسلام ولا الفطرة "الطبيعية" لأى إنسان توافق على ما حدث.

وأود أن أشير هنا إلى شىء مهم ـ على الأقل بالنسبة لى ـ فأنا تربيت فى قرية من قرى محافظة الشرقية، وهى قرية صغيرة لا يتعدى عدد سكانها بضع آلاف نسمة، وعلى مسافة لا تزيد عن كيلو متر واحد منها توجد قرية "ناشد" (90% منها أهلها مسيحيون)، تربينا معهم وتربوا معنا، ونعمل معاً فى الحقول بحكم الطبيعة الزراعية للمكان، ويدرس الأطفال المسلمون والمسيحيون فى نفس المدارس، أما فى المناسبات سواء السعيدة منها أو الحزينة، فتجد أهالى القريتين يداً واحدة، نعزيهم فى موتاهم ويعزوننا، ونهنئهم بالأعياد ويهنئوننا، ونأكل طعامهم وكذلك يفعلون، ولم نسمع يوماً عن أى مشاكل، وفى حال حدوثها تحل ودياً.

ما أردته من كل ما سبق هو أنه لا علاقة للدين، سواء الإسلامى أو غيره، ولا لطبيعة الشخصية المصرية "الأصيلة"، بما حدث فى نجع حمادى، لأنه عمل خسيس، ولابد من العمل سوياً للوصول لمن يحاول إثارة الفتنة، ومعرفة من هو المستفيد منها، سواء كان من الداخل أو الخارج، سواء كان مسلماً أو غير ذلك.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة