واصلت الصحف الأمريكية والبريطانية رصد توابع الهجوم على الأقباط فى مدينة نجح حمادى بمحافظة قنا، و قالت صحيفة التايمز البريطانية تحت عنوان "مخاوف من الحرب الدينية بعد مقتل سبعة فى قداس عيد الميلاد"، وتمضى الصحيفة مشيرة إلى أن الصراعات تأججت مرة أخرى بين المسلمين والمسيحيين بالعديد من مدن صعيد مصر بعد الهجوم على كنيسة بنجع حمادى.
ونقلت الصحيفة عن مطران الأبرشية، أن تلك الأحداث جزء من حرب دينية، حول الكيفية التى يمكن من خلالها التخلص من المسيحيين بمصر، وذكر الأسقف أنه قد تلقى تهديدات على هاتفه المحمول من بينها رسالة نصية تقول "لقد جاء دورك".
وأضاف أنه لم يهتم لهذه الرسائل، كما أن شعب الكنيسة تلقى تهديدات أيضا فى الشوارع، فالبعض كان يصيح فى الأقباط "لن ندعكم تحتفلون" حتى أنه توقع حدوث شيء ما يوم العيد.
وأوضحت الصحيفة كيف اشتبك الآلاف المسيحيون مع الشرطة أثناء تشييع جثمان الفقداء الذين قتلوا خلال الهجوم الذى وقع مساء الأربعاء، على يد ثلاثة مسلحين يستقلون سيارة فتحوا النار على حشد من الأقباط يقف أمام الكنيسة، وفق شهود عيان روا للصحيفة الحادث الذى أسفر عن مقتل سبعة وإصابة تسعة آخرين.
على صعيد آخر قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الامريكية، إن اعتداء نجع حمادى غير المسبوق يعزز المخاوف من أن التوترات الطائفية فى مصر تحولت إلى جانب مظلم.
ونقلت الصحيفة عن سمير مرقص، مدير مؤسسة المصرى للمواطنة والحوار، وهى منظمة غير حكومية، إنه لأول مرة يقع هذا النوع من الحوادث ضد المسيحيين على أساس عشوائى. وأضاف أنه يتمنى أن يكون هذا الحادث استثناءً وألا يتكرر ليصبح ظاهرة خلال الأشهر أو السنوات القادمة.
وفى مصر حيث يشكل الأقباط تقريباً 10% من تعداد السكان، تعد الصدامات بين المسلمين والمسيحيين أمراً شائعاً، لكن غالباً ما كانت هذه الصدامات تتعلق بنزاع على الأراضى أو حوادث اجتماعية التى تؤدى إلى أشكال من العنف، إلا أن الحادث كان شديداً هذه المرة وعشوائياً، وربما يدفع هذا الأقباط إلى الرد بقوة على حد تعبير بعض المحللين.
وتنقل الصحيفة عن عماد جاد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية قوله إن الاقباط فى مصر دائماً لا يردون لكن بعد ما حدث، يبدأون فى المطالبة بحقوقهم لمنع هذا العنف، وتوقع جاد أن يبدأ المسيحيون فى التظاهر وسيبدأون فى الرفض، وربما نجد صدامات كثيرة بعد ذلك.
وتزعم الصحيفة أن الأقباط يشكون غالبا من تمييز حكومى منهجى، وعرضت الصحيفة خلفية لبداية النزاعات بين الأقباط والمسلمين قبل ثلاثة عقود صعود الإسلاميين فى عصر الرئيس السابق أنور السادات الذى وصف نفسه بأنه رئيس دولة إسلامية.
يذكر أن تقرير منظمة العفو الدولية أشار إلى زيادة الهجوم على الأقباط بمصر عام 2008، وتختم الصحيفة أن الصراع زاد بمصر خلال السنوات الأخيرة بين مسيحييها ومسلميها، والذى غالبا ما يغذيه النزاع حول سيدة أو أرض، كما يشك الأقباط من زيادة التمييز بما فى ذلك القيود المفروضة على بناء الكنائس والمبانى التابعة لها.
صحف غربية تضخِّم حادث اعتداء نجع حمادى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة