عندما تسأل شخصا من المعارضة عمّا فى جعبته من خطط أفضل لأجل مصر فى حال تمكنوا من حكم مصر تجد ردّهم الدائم هو الهروب من الإجابة إلى ذكر مساوئ الحكومة الحاليّة فقط مثل عبّارة، تلوّث مياه، رشوة، بطالة، عنوسة، فقر، أو على أقصى تقدير سيقولون لك كلمات كبيرة وعريضة ورنّانة مثل ديمقراطية، قضاء على فساد، تغيير، تطوير، بلا أىّ رؤية حقيقيّة أو أجندة حقيقيّة أو عمليّة قابلة للتّطبيق فيما عدا أنّهم يرون أنّ الهدف الأسمى هو وصولهم للحكم ولا يهمّ ما يلى بعد ذلك وهذا يدلّ على شخصيّاتهم وأنانيّتهم المفرطة ورغبتهم فقط فى السّلطة ووسيلتهم الوحيدة هى تشويه صورة النّظام الحالى والوعد بوعود نرجسيّة لا وجود لها أو تطبيق فعلى لها واقعيّاّ ولو أنّهم يحبّون مصر فعلا أو لديهم أىّ رؤية واقعيّة أفضل فلماذا يبخلون على مصر بها ولا يقترحونها فى ظلّ النّظام الحالى؟!!!!!
هناك خطر سيحيق بمصر حالياّ فبعض المعارضين فى الخارج من انتماءات مختلفة يلوّحون أنّ بإمكانهم التّحريض على ثورة وانقلاب وحرب أهليّة ويتمادون فيهدّدون الرئيس لو لم ينسحب أنّهم سيقومون باغتيالات وتفجيرات وأنّ الملايين سيسقطون ضحايا!!!! يعنى الجواب يبان من عنوانه! إن كانوا لا يزالوا خارج السّلطة ويظهرون هذا القدر من البطش والعنف فما بالنا لو صاروا على الكرسىّ نفسه؟!
الأخطر أنّهم يطلقون الكذبة ويصدّقونها ويصدّقون الإعلام العميل الّّذى يروّج ضدّ مصر أكاذيب ملفّقة ثم يتخيّلون أنّها صحيحة وأنّ المصريين معهم فى رأيهم وهذا غير صحيح طبعاّ وهنا نؤكّد أنّ قرار مصر فى بناء الجدار ومنع تهريب السّلاح إلى مصر كان صحيحا مليون فى المئة فالأسلحة تدخل إلى المعارضة فى مصر لتصبح معارضة مسلّحة مثلما حزب اللّه وحماس ولكى يسهل القيام بعمليات إنقلاب دمويّة يتمّ فيها قتل الشعب الأعزل لو اعترض ويتمّ بها تصفية القيادات وتنفيذ عمليّات إرهابيّة للمنشآت الحيويّة لإسقاط مصر مثل قناة السّويس والسّدّ العالى والسياحة وغيرها ولتتمكّن المعارضة كما فعل الحوثيّون فى اليمن بأسلحتهم الإيرانيّة من الصّدام مع الشّرطة والجيش والحكومة.
الأشدّ خطورة من ذلك أنّ الوضع فى مصر لا يزال الأفضل بين كافّة الدّول العربيّة وأنّ مصر بخير ومشاكلها فقط تحتاج لمزيد من العمل المخلص وفى سنوات ستحل كلّها بإذن اللّه وليس هناك شىء خطير يستوجب الانقلاب والثّورة إلاّ أنّ كلا يغنّى على ليلاه ويصوّرون للنّاس أنّ ثورة تعنى شيئا وطنيا مثل 1952 بينما هناك فرق بل هى ثورة أقرب إلى ثورة خومينى الّتى سيسقط نظامها قريبا على يد معارضتهم.
لماذا يتوجّس المصريون من ترشيح الإخوان للبرادعى ودعمهم له بهذه الصورة؟ هل لأنّ الهدف هو فوز البرادعى ثم تنازله للإخوان عن السّلطة؟ ولم لا؟ هل الهدف فقط سحب أصوات من جمال مبارك بواسطته لصالح الإخوان؟ ولم لا؟ المثير للشكّ هو تحالف المعارضة على شىء واحد هو تجميع كلّ من له مشكلة شخصيّة مع مبارك أو من له مصلحة شخصيّة أو انتماء خارجى فى مصلحته التخلّص من الحكم الحالى لأجل إسقاط النّظام الحالى! تارة بجروبات الفيس بوك وتارة بحركات إضراب و تارة بمواقع معارضة وتارة بتوكيلات لتعديل الدستور وتارة لتسليح المعارضة والتّلويح بأسلوب دموىّ!
إنّ نظرة واحدة لكلّ من يريدون تغيير الدّستور تشير إلى أن كلّهم أسماء كانت لهم مشاكل مع الحكومة أو تمّ حبسهم أو إقالتهم أو لهم أحزاب أقليّة تطمع فى السّلطة أو لهم انتماءات وأجندات خارجيّة معروفة فلو اجتمعت كلّ تلك الأقليّات وصورت لنفسها أنّها بتشويهها ليل نهار للحكومة الحاليّة وتهديدها بالعنف أنّها ستربح المعركة فهم واهمون بكلّ تأكيد و لو تصوّروا أن إعلام العالم كلّه يستطيع الضّحك على ذكاء المصريّين فهم أيضا واهمون وكلّ بلاد الدّنيا تطيع الدّستور ويمثّلهم نوّاب البرلمانات ولماذ إيران مثلا لم تعترض على تعديل دستور سوريا والذى بموجبه تمّ التّوريث ولم لا يؤرّقهم توريث ليبيا أو تونس أو اليمن بينما منذ عشر سنوات تشغلهم مصر بهذه الدّرجة؟!!!
المعارضة باختصار تتحجّج أنّها تريد الحريّة بينما هم يطالبون بنظم قمعيّة و يتمسّحون فى الدّيمقراطيّة بينما هم أنفسهم يريدون الوصول بطرق ديكتاتوريّة ويدّعون أنهم صوت الشّعب بينما لا يسمعون إلاّ صوت أنفسهم فقط ويهاجمون الفساد بينما يبرّرون لأنفسهم أشكالا من الفساد أيضا لتحقيق حلمهم وأخيرا يهاجمون السّلبيّات بينما لا يستطيعون حلا واقعيا لأى مشكلة منها ويتجاهلون الإيجابيّات بينما يعجزون عن فعل مثلها!
د. نيفين شكرى تكتب: الأخطاء الّتى سقطت فيها المعارضة!
السبت، 09 يناير 2010 07:36 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة