أدان مجلس الشورى فى جلسته الصباحية اليوم السبت، الجريمة الشنعاء التى وقعت الأربعاء الماضى بنجع حمادى، وأسفرت عن مصرع عدد من المواطنين المسيحيين والمسلمين أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، ووقف أعضاء المجلس دقيقة حداداً على روح ضحايا هذا الحادث.
وأكد صفوت الشريف رئيس المجلس فى عدد من الرسائل، أن ثقافة التوحد هى الأصل لنبذ محاولات الاحتقان، وخاطب حملة الأقلام بضرورة الحث على تهدئة النفوس ودعم نسيج الوطن ونبذ العنف والتفرقة. كما وجه الشريف رسائل لكل مؤسسات التعليم ومنصة القضاء الشامخة بضرورة العمل على كشف دعاة التفرقة وتحصين الشعب بالفهم والعلم والعدل، وقال "إن الفتنة دمار ما حلت فى بيت أو أسرة أو وطن".
ووجه الشريف الشكر للنائب العام الذى انتقل إلى موقع الحادث بنفسه للإشراف على التحقيق، وأكد على اهتمام الدولة بالقصاص السريع من مدبرى هذا الحادث الأليم.
وأوضح د.مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية عدداً من الحقائق حول الحادث أهمها ضبط الجناة مرتكبى الحادث، وهم: حمام الكونى مسجل خطر وهنداوى محمد سيد وقرشى أو الحجاج، وذلك بعد تضييق الخناق الأمنى عليهم، فضلاً عن عدم تعاطف أحد مع هؤلاء الجناة من المقيمين بالجبل الغربى.
وأشار شهاب إلى أن المسيحيين بعد الحادث قاموا برشق قوات الأمن بالحجارة، مما أسفر عن إصابة جنديين وتحطيم سيارتى شرطة، وأثناء تشييع الجنازة قاموا أيضاً بالتعدى على مستشفى نجع حمادى والمحال التجارية المجاورة، مما تسبب فى تحطيم سيارة الطب الشرعى وسيارة الإسعاف، لافتاً إلى أنه ستتم إحالة المتهمين بالحادث إلى المحاكمة الجنائية بأسرع ما يمكن.
وأكد شهاب أنه من السابق لأوانه تحديد الدوافع التى دفعت الجناة إلى ارتكاب هذه الجريمة قبل انتهاء التحقيقات، ومن وراءهم، وقال "هناك حالة من الاستياء العام لدى مسلمى نجع حمادى وأبو طشت وفرشوط وقيام شاب مسيحى باغتصاب طفلة مسلمة".
أكد السفير محمد بسيونى رئيس لجنة الشئون العربية، أن اللجنة ستناقش غداً خلال اجتماعه هذا الحادث الأليم. وقال "كل الطوائف فى مصر تدين الحادث الإجرامى، لأن من قاموا به لا يمكن أن يكونوا مصريين ينتمون لهذه البلد، ووصف بسيونى الحادث بـ "العمل الفردى"، والذى يبعد عن الطائفية وشدد على أن هذا النوع من الحوادث لن يمس من قريب أو بعيد صلابة الوحدة الوطنية، مبيناً تلاحم الشعب المصرى من مسلمين وأقباط طوال العصور الماضية.
وأهاب بسيونى بالمواطنين الحفاظ على عقيدة المواطنين، وتفويت الفرص على أى عناصر فردية خارجية تحاول الإضرار بالوطن والمواطنين. وقال "ليكن شعارنا احذروا الفتنة لأن وحدة مصر الوطنية لن تمس".
وشدد النائب محمد رجب زعيم الأغلبية بالشورى على ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية وعدم التأثر بهذا النوع من الحوادث الفردية.
وأكد على ضرورة الوقوف أمام هذه المحاولات بالمرصاد. وقال "إن وحدة الأمة هى ضمان وسلامة التقدم".
وحذر د.رفعت السعيد من استهانة الحكومة بما يجرى، وقال: هناك احتقان طائفى وإنكاره سيؤدى إلى مزيد من الأحداث، مشيراً إلى أن هذا الاحتقان لم يكن موجوداً فى مطلع القرن الحالى ضارباً المثل بواقعة قتل قام بها مسلم ضد رئيس وزراء مسيحى، ولم يحدث شىء وقتها.
وتساءل السعيد عن سبب عدم تحرك الأمن رغم إبلاغ مطران نجع حمادى عن إمكانية وقوع حادث إطلاق نار قبلها بيومين؟ وأكد أنه لو كان الأمن تحرك سريعاً لملاحقة مرتكبى الحادث لما وقعت أحداث الشغب.
وقال النائب ناجى الشهابى إن الحادث مؤسف، ولم يكن يتمنى أحد حدوثه، ولكنه حدث لكى يجيب على ما سبق طرحه حول وجود إصرار لدى البعض فى إحداث فوضى خلاقة، تساهم فيها فضائيات وصحف ومنظمات مجتمع مدنى، وحمل الشهابى بطء الإجراءات الحكومية مسئولية ظهور مثل هذا الاحتقان، مشيراً إلى أنه لو كان تم القبض على الشاب المسيحى الذى اغتصب الفتاة المسلمة، وكذلك الذين أطلقوا النار لما حدث التجمهر الذى يمثل الصورة المؤسفة.
وأكد أن الوحدة الوطنية هى السلاح لمواجهة التحديات، وأدان النائب عبد المنعم الأعصر الحادث، وطالب بترسيخ ثقافة المواطن، وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحى من أجل وحدة الوطن.
وطالب النائب وجدى لويس بضرورة إنشاء مجلس أعلى لسلامة الوطن من محاولات العبث بالوحدة الوطنية، وقال بحزن شديد "قديماً كان الهلال مع الصليب، أما الآن فالبعض يسعى إلى تفتيت هذه الوحدة"، وطالب "لويس" كافة الأجهزة المعنية بالدولة ومؤسسات المجتمع المدنى بالمشاركة فى رفع شعار الوحدة الوطنية.
صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة