الرويسات منطقة رائعة الجمال على بعد خطوات قليلة من قلب مدينة شرم الشيخ تطل من خلال موقعها المرتفع على خليج نعمة تحيط جانبيها الجبال الشاهقة التى تمثل حالة من الهدوء ومع بدايات عام 1998 فكر عشرات المصريين والأجانب فى السكن بالرويسات بعد أن حولتها المحافظة إلى قرية بدوية بها 50 شاليه، قام البدو وقتها ببيعها إلى المصريين والأجانب الذين بنوا فيها قرابة 120 فيلا.
يقول المهندس شريف الدرديرى كان الوضع مستقرا فى الرويسات حيث كان يمتلك أصحاب الفيلات من الأجانب استثمارات ضخمة فى شرم الشيخ إلا أن تفجيرات طابا وشرم الشيخ ودهب عام 2006، وما صاحبها من قرارات بإنشاء سور حول مدينة شرم الشيخ متسببا فى عزل سكان الرويسات عن المدينه جعلها منطقة للعشوائيات ومواقف للأتوبيسات التى تلقى مخلفاتها، ولجامعى القمامة والخردة وتجار المخدرات .
ويضيف الدرديرى نظرا لقرب المنطقة من المناطق السياحية جاء المئات وأقاموا عششا فى مجرى السيل فى الوادى وأمام الفيلات وللأسف مجلس مدينة شرم الشيخ لم يحرك ساكنا فى ظل تجاهل الجهاز التنفيذى للمشروعات توفير البنية التحتية اللازمة للمنطقة من (مياه وصرف صحى وتليفونات) حتى تدهورت حالة الشوارع.
إيهاب محمود يقول "إن أبرز الأجانب ألمان وإنجليز وسويسريون وفرنسيون وإيطاليون لهم بيزنس فى الشرم ونوادى غوص عندنا فوق 120 فيلا 90 منها للأجانب وبحمامات سباحة بيشغلوا مئات المصريين وبيعملوا استثمار سياحى كبير فى المنطقة ولا أخفى عليك إنهم يفكرون فى المغادرة لدول أخرى بعدما تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق".
أما حاتم محمود يضيف نحن نعيش فى شرم من عشرين سنة اشترينا وبنينا منازل فيلات إلا إن السور الذى تم إنشاؤه فصلنا عنها، حيث تم تخصيص مدخل واحد لمدينة شرم الشيخ وكمين شرطة، وانتشرت المخدرات فى الرويسات فى الوقت الذى يقوم فيه أغلب البدو اللذين يقيمون فى العشش بتقسيم الأراضى وبيعها دون سند قانونى.
من جهة أخرى فإن مئات العشش المنتشرة فى المنطقة لا يتوافر بها صرف صحى وتقوم بحرق القمامة والبلاستيك مصدرة روائح كريهة علاوة على تلوث الأتوبيسات، حيث يتواجد يوميا 250 أتوبيس، وهناك مكان أخر يمكن تمهيده ويصلح كجراج لها لتخفيف حدة التلوث بالمنطقة.
ويضيف حسام جمال الدين: "منزلى تصل تكلفته إلى مليون جنيه، الآن لا يساوى 200 أو 300 ألف ولو لقيت مشترى هابيعه وأرحل لأنى زهقت بصراحة من إللى بيحصل"، مطالبا المحافظة بالتحرك لتقنين أوضاع العشش ووقف الأنشطة غير المرخصة والتلوث الذى يتضاعف على الرويسات.
وأوضح أن الموضوع يتلخص فى أن الأنشطة تتفاقم غير القانونية والعشوائية ليتم بناء عشش و منازل للمعيشة بها بدون أى سند قانونى وتأوى هذه العشوائيات الكثير من الممارسات غير الشرعية ( تجارة المخدرات والسرقة كما تدخل السيارات الحى ليلا بغرض الركن والمبيت. وبالتالى يتم استخدام الحى كجراج لهذه السيارات ومن المعروف أن الأنشطة المصاحبة لهذا النوع من الاستخدام هى أنشطة تبيع المخدرات وانتشار الباعة الجائلين والمقاهى العشوائية غير المرخصة.
المياه فى الرويسات هى الأخرى أزمة حيث يباع المتر بـ30 جنيه مقارنة بجنيه واحد فى القاهرة. واستهلاك كميات كبيرة من المياه فى فصل الصيف يؤدى إلى إنفاق مبالغ ضخمة تتجاوز الألف جنيه مما تضطر معه العائلات إلى مغادرة المنطقة.
من جانبه قال مصدر مسؤل بمجلس مدينة شرم الشيخ، إن التطور السريع الذى تشهده المدينة جعلها مطمعا لكثير من البدو وسكان الوادى، من واضعى اليد على أراضى الدولة، والتى يبيعونها للمستثمرين والأجانب، حيث اعتاد سكان الرويسات من واضعى اليد إقامة منازلهم دون الحصول على رخصة، رغم علمهم بأن هذه الطريقة غير قانونية وتعتبر تعديا على أراضى الدولة، وستتم الإزالات ولن يتم توصيل المرافق للمتعدين أبدا.
فى شرم الشيخ..
"الرويسات" ملتقى تجار الخردة والمهربين والباعة الجائلين
السبت، 09 يناير 2010 09:00 م
العشوائيات والقمامة تهدد منطقة الرويسات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة