بمحبة جميلة أذكرها من أصدقائى الشعراء محمود قرنى وعاطف عبد العزيز وفارس خضر، دعونى بعد انتهاء الملتقى الأول لقصيدة النثر فى نقابة الصحفيين إلى الانضمام إلى اللجنة التحضيرية، وقد وافقت بعد تردد، كنت قلقة جدا فى البداية لأسباب تخص تركيبتى الحادة التى جعلتنى لا أميل إلى العمل الجماعى فى أى وقت مضى من حياتى، هذا إلى جانب انشغالى الآن برسالة الدكتوراه التى أقتطع وقتا لها من العمل لكى أنجزها.
لكننى يجب أن أعترف الآن – صراحة- أمام الجميع أننى أصبحت مستاءة فعلا من الجدل الدائر فى الصحف بين الجانبين "أقصد أصحاب الملتقيين: ملتقى قصيدة النثر الذى الذى سيقام بنقابة الصحفيين" والآخر الذى سيقيمه اتحاد الكتّاب فى مارس القادم، وأرى أنه لا طائل من ورائه، سوى أننا أصبحنا أمام الآخرين فى صورة من يلهث وراء معارك وهمية، كأننا كائنات مرفهة، لا تعانى أية أزمات، ولم يعد ينقصنا سوى الصراع على إقامة ملتقى شعرى سيغير مجرى التاريخ!!
وللأسف فى الفترة الأخيرة بسبب تعرضى للإصابة بتمزق حاد فى الأربطة لم أتمكن من حضور أغلب اجتماعات اللجنة التحضيرية لملتقى قصيدة النثر، وأفترض حسن النية فى الأصدقاء الذين اعتقدوا موافقتى على البيان الذى أرسلوه لبعض الصحف، مع المحاور النقدية التى كنت قد اقترحت بعضها عليهم، وللأمانة أقول هنا إننى اكتشفت بعد قراءة البيان فى موقع اليوم السابع أنهم أرسلوا إلى هذا البيان مع رسائل أخرى على بريدى الإلكترونى، قبل حتى إرساله للصحف ولكننى للأسف لم أنتبه لوجود الرسالة إلا متأخرا، وإلا كنت قد أخبرتهم برأيى واختلافى مع ما بعض ما جاء بالبيان وأنا أعرف من خبرتى الشخصية بهم أنهم يحترمون هذا الاختلاف ويقدرونه.
لا يشغلنى غضب الآخرين قدر انشغالى بأن أكون متسقة مع ذاتى فى كل ما أفعله، لذلك لم أفكر كثيرا مثلا حين قررت أن أكون أول المعتذرين – كما يعلم الجميع- عن الملتقى الشعرى الرسمى فى العام الماضى الذى نظمته لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، وفضلت عليه المشاركة مع أصدقائى فى الملتقى الآخر الذى أقيم بنقابة الصحفيين. وبالتالى لا أجد حرجا من أى نوع فى انتقاد الأمور التى لا تتفق مع قناعاتى الشخصية التى أؤمن بها، والتى أراها دوما هى الأجدر والأولى بالانتماء من أى شىء آخر.
ومن حقى أيضا أن أظن أن إقامة ملتقى شعرى باتحاد الكتاب هو أمر يخص الاتحاد وحده ورغبة رئيسه الكاتب محمد سلماوى، الذى كان من الأفضل له ولنا أن يتجنب سوء الظن به وألا ينحاز إلى أحد الطرفين على حساب الآخر، خاصة أن البعض فى مجلس إدارة الاتحاد أخبره أن هناك ملتقى شعريا آخر سوف يعقد فى نقابة الصحفيين فى نفس التوقيت، وبالتالى سيكون إقامة ملتقيين شعريين - حتى لو كانا فى مكانين مختلفين فى الوقت نفسه- أمرا لا معنى له، ويبدو شيئا عبثيا وموضعا للتندر لأى شخص عاقل، ولن يؤدى فى النهاية إلا لزيادة الانقسام بين الفريقين وزيادة البلبلة، لكن رئيس اتحاد كتّاب مصر!! رفض الاستماع إلى هذا الكلام -كما علمت- وهو الأمر الذى أدى إلى غضب البعض، وجعلهم يعتقدون بوجود مؤامرة!!
كثيرا ما قلت لأصدقائى فى اللجنة التحضيرية حين بدأ هذا السجال المزعج على صفحات الجرائد، رغم علمى بالمشقة المعنوية والمادية التى تحملوها فى الملتقى السابق: إن مؤاتمرات الشعر ليست حكرا على أحد، لا تنشغلوا بهم، ولا بالضجيج الدائر، فكروا فقط فى عمل شىء جيد يليق بكم ويبقى بعدكم، وستجدون أن المثقفين قادرون على تقييم الأمور ويعرفون الفرق بين النشاط الجاد والنشاط الهزلى، ومن ثم سيختارون ما يناسبهم بدون وصاية.
أما مسألة أن المؤسسة الثقافية تسعى إلى تدمير الملتقى من خلال اتحاد الكتّاب، لأنه حقق نجاحا فى العام الماضى فهو كلام يحتاج إلى مراجعة وتدقيق، فما أعرفه مثلا ويعرفه الشاعر فتحى عبد الله وبقية أعضاء اللجنة أن الدكتور أحمد مجاهد قد أخبر الصديق الشاعر إبراهيم داود بأنه على استعداد كامل لدعم ملتقى قصيدة النثر الذى سيعقد هذا العام، كذلك فعل الدكتور عماد أبو غازى عرض على لجنة الملتقى فور توليه أمانة المجلس الأعلى للثقافة استضافة الملتقى فى المجلس وطباعة الكتب التى ستصدر عنه، دون التدخل فى اختيار الضيوف أو أية أمور تنظيمية، لكن الأصدقاء فى اللجنة فضلوا - وكنت معهم فى ذلك - العمل بالطريقة التى تم بها الملتقى العام الماضى والاستقلال عن المؤسسة الرسمية الأمر ينفى فكرة سعى المؤسسة الثقافية لتدمير الملتقى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة