المفاجأة التى أصابت المصريين بالكآبة فى هذا «الترميم» الوزارى اختيار الدكتور أحمد زكى بدر وزيرا للتربية والتعليم خلفا «للجمل» فالرجل يتمتع بعقلية بوليسية قائمة على نظرية «الإخماد»، ويؤمن -بحكم أنه نجل وزير الداخلية الراحل زكى بدر- بأن نظرية «الإخماد» بشراسة وخشونة فى مواجهة أصحاب الرؤى والاتجاهات المغايرة بكل الطرق، أفضل الوسائل لنجاح الإدارة، ومن ثم لم يكن غريبا أن يفاجئ أحمد زكى بدر الجميع ويخوض معركة بالأيدى والشتائم مع العمالة المؤقتة بكلية الزراعة جامعة عين شمس لمجرد أنهم عبروا عن اعتراضهم بالاعتصام السلمى على العقود الجديدة التى فرضتها الإدارة، والتى أدت إلى تخفيض رواتبهم الشهرية من 300 جنيه إلى 105 جنيهات فقط، وقال لهم بالحرف الواحد «انتو النهارده فى أول السنة الجديدة وإنتوا عارفين إنكم حفيتوا واتذليتوا وبُستوا الجزم علشان تشتغلوا عمال، رغم إنكم حاصلين على مؤهلات عليا»، أما خبر إسناد المهندس علاء فهمى حقيبة وزارة النقل، فقد سيطر على حديث الناس أيضا، خاصة أن هناك عاملا مشتركا بين علاء فهمى وأحمد زكى بدر، وهو الإيمان بنظرية الإخماد، فوزير النقل الجديد قادم على حصان أبيض من هيئة البريد، وهى الهيئة التى تحولت فى السنوات الأخيرة إلى مفرخة للوزراء فقد خرج منها على المصيلحى وزيرا للتضامن، وعلاء فهمى وزيرا للنقل، بعد أن استطاع أن «يخصخص» الهيئة ويخمد أصوات 51 ألف موظف وعامل بالهيئة، وهو ما دفع هؤلاء العمال إلى الإعلان عن إضرابهم عن العمل فى مايو الماضى ومع ذلك رفض «فهمى» كل هذه المعارضة إذن هناك عامل مشترك مع كل من شخصية الوزيرين بدر الابن وعلاء فهمى هو قمع الإضربات والقضاء على أى صوت معارض فى وزارتى التعليم والنقل والأيام القليلة القادمة ستكشف صدق توقعاتنا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة