كل شىء بالخناق إلا تعيين المحافظين يجب أن يكون بالانتخاب

يبدو - والله أعلم - أنّه كما يقال: يعملوها الصّغار ويقع فيها الكبار!
عن نفسى لم أتشرّف أبدا بمقابلة أىّ شخص مثل رئيس الحىّ أو المدينة أو المحافظ رغم أنّه من المفترض بما أنّ أولئك الأشخاص يجب أن يكون عملهم فى الشارع وأن يكونوا الأكثر احتكاكا بالمواطنين وأن يعرفهم سكان تلك المناطق بصفة شخصيّة وأعتقد أنّ المناسبة الوحيدة الّتى يتشرف أىّ شخص بمقابلة أىّ محافظ فيها غالبا تكون فى مناسبة تكريم المتفوّقين فى الدّراسة أو ندوة بمناسبة العيد القومىّ أو ما شابه ذلك.

فى أمريكا يقوم المواطنون بالتّصويت على مناصب العمدة أو المحافظ ومعاونيه بالانتخاب وكلّ فترة يتمّ تقييم أدائهم بالاستفتاء أيضاً وتتمّ إعادة الانتخاب والمنافسة كلّ سنتين على الأكثر بينما فى مصر غالبا يكون المحافظ من غير سكان المحافظة الّتى يتولّى العمل فيها فيكون ليس له معرفة بالنّاس فيها وليس لديه معرفة بمشاكلها عن قرب، وليس لديه انتماء حقيقىّ لها ويتمّ تعيينه وليس انتخابه، ويبقى إلى ما شاء اللّه إلى أن يحدث تعديل جديد أو تحدث مشاكل كبيرة متكرّرة فى منطقته فيتمّ استبداله بنفس الطّريقة!.

إننى أدعو لانتخاب المحافظين، كما ينبغى عمل مجالس لكل حىّ وقرية ومدينة ومحافظة ممن يعرفهم النّاس وينتخبونهم ويجدّد ذلك كل عام حتّى لا يظنّ أحد أنّه بوسعه فقط أن يتمتّع بالمنصب دون أن يقوم بواجبه وعندما يحدث ذلك يستطيع المواطنون أن يعملوا قائمة بأولويّات ومشكلات ومتطلّبات كلّ منطقة وبدون هذا فإنّ أيّة جهود أو قرارات يقوم بها كبار المسئولين سوف تذهب هباء وسيستمر اللّوم غير المنصف للكبار كلّما أخطأ الصغار!

د نيفين شكرى
القاهرة