عم ناصر: بقى لى 39 سنة بياع جرايد.. قاعد فى الحر والبرد صبح وليل وكل الناس بتخبّط فيا.. نفسى الزبون يحترمنا لأننا مثقفين.. ويسمحوا لنا نعمل نقابة تحمينا لو الفرشة ضاعت

الجمعة، 08 يناير 2010 12:10 ص
عم ناصر: بقى لى 39 سنة بياع جرايد.. قاعد فى الحر والبرد صبح وليل وكل الناس بتخبّط فيا..  نفسى الزبون يحترمنا لأننا مثقفين.. ويسمحوا لنا نعمل نقابة تحمينا لو الفرشة ضاعت عم ناصر وفرشة عمرها 39 سنة بدون نقابة
ناهد امام - تصوير - محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«مع أن الجرايد كترت، لكن إحنا زى ما إحنا، محدش سائل فينا، ولو جرى للواحد فينا حاجة ولاده بيتشردوا»، هذه العبارة التى تعبر عن همّ شخصى وعام فى آن، يرددها عم أحمد مهدى 48 سنه المشهور بـ«ناصر»، ويشاركه فيها كل بائعى الصحف كما يقول.

فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين وعلى مقربة من ناصية شارع البطل أحمد عبد العزيز، يجلس عم ناصر منذ 39 عاماً على فرشته، يبيع الجرايد ويطالب بنقابة لبائعى الصحف، يقول: «أنا اشتغلت فى الجرايد من سنة 1979 بعد ما تعرضت لحادثة قطار ضاع فيها ذراعى، اشتغلت فى حاجات كتير وفى الآخر لقيت أنها أكتر شغلانة حبيتها رغم مخاطرها، أيوه أصله محدش مصدق إن شغلانتنا خطرة، تخيلى أنى قاعد وسط التراب والعادم 20 ساعة فى المطر والحر وكل حاجة، أنا مقدرش أقفل زى المحلات، وفى نفس الوقت كل الناس بتخبط فيا، شرطة المرافق والضباط اللى بتعدى تاخد جرايد ومتدفعش، ده غير أنه دخل فى الفرشة تاكسى مرة بالليل، وخبط واحد كان بيساعدنى وراح المستشفى ودخل فى غيبوبة، ومرة تانية كانت عربية ملاكى وكان سايقها شاب واخد مخدرات ولا سكران الله أعلم، وبرضه دخل فينا، ومرة تالتة وقع موبايل من واحد صحفى على بعد أمتار من الفرشة، واتهمنى فيها واتبهدلت وبعدين طلعت براءة بس بعد إيه».

ويعود عم ناصر بذاكرته إلى الوراء، فيضيف: «أنا عارف إن موضوع النقابة ده مهم جداً، وعلشان كده أول ما اشتغلت رحت وانضميت للنقابة اللى كانت موجودة بالفعل، وكان الله يرحمه الحاج عبد الحميد عامر ماسكها، بس كان بيتسرق وبعدين مبقاش حد بيلم الاشتراكات بانتظام، وفى الآخر النقابة اتحلت، خصوصا، بعدما مات الحاج عبد الحميد، ولكن فى سنة 1989 لمينا بعضينا تانى وحبينا نرجع النقابة لكن ملقيناش مكان نتجمع فيه ويبقى مقر لنا، اقترحنا نشترى حتة أرض فى بولاق أبوالعلا فى مثلث المؤسسات التلاتة الكبيرة الأخبار والأهرام والجمهورية لكن فشل المشروع، بعد كده طلبنا من الحى نعمل كشك تحت كوبرى 6 أكتوبر علشان يبقى مقر للنقابة، ولكن الحى رفض لأنه كشك غير ذى صفة، زى ما قالوا لنا، بس إحنا لسه نفسنا يتحقق المشروع ده ويعطونا كشك مساحته تتسع لـ40 فرد ع الواقف واحنا ح نجيب حصر أو جرايد نقعد عليها، بس نلاقى عندنا نقابة زى زمان ولنا زى موحد وبادج مكتوب عليه أسامينا، ومكان نتعالج فيه، ومعاش لولادنا لما نموت ولا يجرى لنا حاجة».

يسكت عم ناصر قليلاً ثم يستكمل قائلاً: «أنا نفسى فى حاجة كمان، نفسى الزبون المثقف القارئ يتعامل مع بياع الجرايد بشكل كويس، لأن إحنا مش متشردين وقعدتنا وسط الجرايد والكتب بتخلى الواحد مننا حتى لو مدخلش مدرسة مثقف، على فكرة معظمنا بيعرف لغات وبنترجم ومن غير شهادات ومدارس، وعلى فكرة بياع الجرايد ده شخص حر بيحب الأفكار الحرة والنظرة الحلوة المحترمة من الناس، وبصراحة كتر الجرايد اللى حاصل دلوقت ده حاجة تفرّح، بس بشرط يبقى فيه جديد فى الأفكار وفى تحليل الأخبار، وفى المعلومات لأنه بصراحة برضه فيه جرايد كتير من اللى طلعت شغلتها تلطش من بعضها، ومبتضيفش جديد وكأنه كل واحد صحى بدرى راح مطلّع له جرنال، ده غير الاكتئاب اللى بيجى للواحد من الفضايح والصور اللى مش ولابد».

ومن الهم العام إلى همّه الخاص انتقل عم ناصر للحديث، يقول: «أنا كل يوم بشيل مرتجعات بالميه وخمسين جرنال على العجلة بتاعتى، وأروح بيها من المهندسين لحد التحرير، علشان فيه مكتب مرتجعات هناك، وكمان بولاق الدكرور علشان مكتب الأهرام بتاع المرتجعات هناك، وكل ده علشان أوفر تمن التاكسى لأنى بعول أسرة من 5 أفراد، كنا زمان بنجيب بجنيه عيش يكفينا يوم، دلوقت بنجيب بـ4 جنيه عيش لوجبة واحدة ويا ريت بيشبع، وأصعب ظرف بيمر عليا لما يكون حسابى فى الجرايد ناقص، ولو استلفت من حد يبقى كأنى حفرت حفرة علشان أسد واحدة مفتوحة فتتفتح لى واحدة جديدة، لكن لو لينا نقابة ممكن أعمل سلفة وتتقسط عليا، علشان كده مفيش حل غير النقابة.. النقابة هى الحل».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة