(فى رثاء أمى – رحمة الله عليها)
أيه يا أيام الصبا
حين كانت تسأل أساتذتى عنى
وتعاتبنى على نصف درجة
سقطت فى الاختبارات منى!
كانت تدعو لى صبح مساء
وكانت تلح فى الدعاء
كانت همزة الوصل
بينى وبين السماء!
بقدر بُعدِ المسافات التى كانت تفصل بيننا
كان الحب كبيرا
وكان الوُدُ متصلا
لم أشعر يوما أنها بعيدة عنى
كانت فى القلب تسكن
وفى ننِّ عينى
كانت قريبة جدا منى
كنت أناجيها فتسمعنى
وفى البعد اسمع صدى كلماتها
كأنها تكلمنى!
نادى المنادى... حان وقت الوداع
اتصلت بها
فى الطريق أنا إليك يا (أعز الحبايب)
انتظرينى
انتظرتنى!
رأيتها... فسُرَّ وجهها وضحكتْ
أنارت ضحكتها زوايا الغرفة
هرْولتُ إليها أُقَبَّلُ يديها ورأسها
أخذتنى فى حضنها
كأنها كانت تتنظرنى!
ماذا أقول
وفى عينيها رأيتُ علامات الرضا
وعلى قَسَمات وجهها (السمح)
شاهدت علامات القبول!
حول سريرها
اجتمع كل المحبين
وكأنما حضرت الملائكة
وتحلقت حول فراشها
عمت السكينة
وخشعت الأصوات
وعجز اللسان عن الكلام
لم تجزع لمرضها
لازمت الحمد والشكر
على الدوام!
حين حانت لحظة الفراق
أمسكت بيدها الكريمة
واتكأت على كتف أخى الوحيد
ردَّدتِ الشهادتين بصوت رقراق
ثم تمتمت بحمد لله
وخرجت الروح فى لمح البصر
خروج العاشق المشتاق
عم المكان خشوع غير مسبوق
وانطلقت الدموع تنعيها
والألسنة تلهج بالدعاء تارة
وبالمغفرة تارة أخرى
كانت لحظات صدق
خالية من النفاق!
سؤال تردد فى صدرى
متى أراها تارة أخرى!
وصوت منادٍ يُحلِّقُ فوق قبرها
يقترب منى
يهمس فى أذنى
فى الفردوس تسكنُ
وفى الجنة مقامها
ألم تعلم
بأن الجنة تحت أقدامها !
ماذا أقول
فكل قول وإن كان عظيما
قد يتوارى خجلا...
حين أذكر أمى
رحمة الله عليك يا أمى
آخر السطر
كل نفس ذائقة الموت...
لا خوف ولا فزع من لقاء الله
هكذا كانت تردد أمى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة