سها المنياوى تكتب: سأعتزل قبل أن يهزمنى البشر...

الجمعة، 08 يناير 2010 04:39 م
سها المنياوى تكتب:  سأعتزل قبل أن يهزمنى البشر...

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على قمة جبل المقطم جلس يلتقط أنفاسه، تسارعت ضربات قلبه، لأول مرة يشعر بالفشل ولأول مرة يستسلم لهذا الإحساس المخزى... ذلك الإحساس الذى ينظر له بعين شماتة حينما يجلس آدمى بكل اليأس الذى فى الدنيا فيقتنص الفرصة ويصيد الخطيئة لتصيد البشرى....
أأعلن استسلامى؟؟؟ أأعتزل ؟؟؟؟ لا لا... لأول مرة أشعر باليأس..
أعيتنى الحيل ولم أستطع أن أصل إلى حيلهم...
لقد عصرت عقلى واستثرت بنات أفكارى لأخترع شرورا جديدا ثم يدهشوننى بما هو أفظع وأبشع...

ماذا يريدون؟ يريدون اعتزالى ؟؟؟!!! يريدون أن ينحونى جانبا؟؟؟؟
سينفردون بالعالم ويملئونه من شرورهم...
يسفكون الدماء...
يكفرون بالنعم...
يرتكبون الآثام ما أعلم وما لا أعلم
يرتكبون الزندقة...
يقتلون أبنائهم...
يزنون مع محارمهم...
يرتكبون كل ما لم يخطر ببالى ولا ببال أهلى...
يتوبون ولا يستحون أن يعودوا إلى آثامهم بكل بساطة...
يدخنون وأنا لم أدخن، لم أمارس الشذوذ، يقتلون إخواتهم ولم أقتل أخا لى يوما، يزنون مع محارمهم ولم أشته أختى ولا أمى ولا ابنه من أهلى..
تفوقوا لى....

رب !!! أهذا عقابك؟ أن أقود الشرور فى هذا العالم وأفرح حينما تزيد وألا أصدقك الوعد، ولكن الشرور زادت أكثر مما تخيلت وصرت بلا قيمة، كيف أوسوس لمن أفعاله تدهشنى كل يوم....

فى يوم استيقظت على صرخات إحدى بناتى حينما رأت مذبحة تتطاير أعضاءهم وأجزاء من أجسادهم، ارتكبها أناس يدعون الدفاع عن النفس ويتحدثون يوميا عن اضطهادهم فى الماضى...

رأيت يوما رجلا يذبح أسرته خوفا من الفقر، ألهذا بلغ ببنى آدم قلة الإيمان والثقة بالله؟!!! قد أوسوس له بأن يقتل من أجل أن يعيش، وأن يكفر بالله ويؤمن بالمادية أو أن يعيش ليخطئ أو أن ينتحر بعد أن يكون قد ارتكب الشرور كلها، لكننى لم أوسوس له أبدا أن يقتل فلذات أكباده ثم ينتحر خوفا من المجهول الذى هو بيد الله....

لقد كفر بالمادية وكفر بالله فماذا عساى أن أفعل، أدهشنى !!!!
كل يوم يدهشنى حاكم منهم يرتدى قناعا كل يوم ويسفك دماء ويعذب أبناءه ممن يحكم ويذيقهم الفقر والهوان ألوانا....

كل يوم أرى شيوخا ليسوا على دين، أرى من يتدينون بدين يتخذون منه غطاء وستارا لخطايا وآثام لم أكن أحلم بها....

كيف سأبين لله مجهودى ؟ كيف سأنجح فى وعدى له منذ بدء الخليقة ؟
كيف سأريه براعتى ؟؟ كيف سأنتصر عليه.... أعلم إنه يعلم ما سيفعله وفى كلا الحالات أنا الخاسر البائس اليائس....

أأناجى الله وأنا عدوه ؟!!! أأتوب ؟؟؟؟ لا أستطيع أن أتوب وأنا أعى أننى لن أوفى عهده.... لست بشرا يعد الله ويتوب إليه فيم لا يقوى على الاستمرار فيه لأسبوعين...
العام الجديد قادم وكلما مر على عام، أشعر بمزيد من اليأس مع كل شعور بالدهشة لما يفعله بنى آدم...

سأعتزل، نعم سأعتزل...
أفضل الاعتزال والبشر يلعنونى ويكيلون لى الاتهامات ويبررون أفعالهم بى بدلا من أن يأتى يوما أذهب فيه طى النسيان وأصير ذكرى أو حكاية أسطورية يحكيها الأطفال أو ذوى العقول البسيطة.... سأعتزل قبل أن يهزمنى البشر....





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة