الناس دائما ما تطلق على الأغانى واسعة الانتشار سهلة المعانى أنها أغنية شعبية، مثل أغانى أحمد عدوية ومحمد رشدى والعزبى الخ ، ولكن حقيقة الأمر أن تلك الاغانى ليست اغانى شعبية وإنما هى أغانى دارجة ولا تشترك مع الأغنية الشعبية سوى فى سعة الانتشار.
الأغنية الشعبية هى تلك الأغنية التى ترتبط بمكان وبيئة وجماعة ما من البشر، مثال ذلك أهل الريف وأهل الصحراء والنوبة، ومن أمثلة تلك الأغانى أغانى دورة الحياة (الميلاد ومراحله كالسبوع والختان الخ – الزواج ومراحله – الموت)، وأغانى المناسبات والأعياد مثل الموالد وأغانى العمل مثل الصيد والحصاد الخ.
والأغنية الشعبية جماعية الابداع سواء الكلمات أو اللحن أو الأداء، بالطبيعة كان لها مبدع أصل ولكن سعة انتشارها كانت أكبر من مبدعها نفسه فظلت الأغنية وذهب المؤلف طى النسيان.
والأغنية الشعبية تتناقل شفاهة من جيل الى آخر، وتتأثر بالبيئة التى تخرج منها ،اذا اخذنا مثالا اغانى الزواج سنجد أن طبيعة الأغنية سواء الكلمات او اللحن تختلف باختلاف البيئة التى تخرج منها، فمثلا نجد اغنية الزواج النوبية يذكر فيها النيل وبركته أما فى الصحراء فيذكر فيها الخيمة والناقة التى تحمل العروس وهكذا.
وأهم ما يميز الاغنية الشعبية أنها تحافظ على العادات والتقاليد والمعتقدات الخاصة بالجماعة الشعبية وذلك لتناقلها شفاهة من جيل إلى آخر حاملة معها هذا الكم الهائل من الموروث الثقافى الخاص بالجماعة الشعبية عبر الزمن.
والأغنية الشعبية لها خصائص متعددة منها (سعة الانتشار - جماعية التاليف - تناقش موضوعات تهم الجماعة التى تخرج منها - نصها قابل للتعديل والتبديل - سهولة اللحن).
أما الأغانى المسماه مجازا بالشعبية فهى معروفة المبدع سواء المؤلف أو الملحن أو المغنى وتعبر عنهم وعن فكرهم الخاص ولا ننكر أنها تكون مستوحاة من البيئة ولكن فى النهاية هى تبنى على فكر مبدعيها وتشترك مع الأغنية الشعبية فى سعة الانتشار.
د. شيماء صلاح تكتب.. الأغنية الشعبية والأغنية الدارجة
الجمعة، 08 يناير 2010 02:07 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة