◄◄الباز يحافظ على برنامج يومى.. يركب المترو ويجلس فى مقهاه المفضل بالمعادى ويخرج لشراء متطلبات ابنته بنفسه
«لم أترك مهام عملى كمستشار سياسى لرئيس الجمهورية وأى كلام غير ذلك ليس صحيحاً على الإطلاق» قالها الدكتور أسامة الباز لـ«اليوم السابع» بصوت فيه نبرة حاسمة تعكس صدمته من السؤال، وهو الذى عُرِفَ بصوته الخفيض طوال فترة عمله بمؤسسة الرئاسة مع الرئيسين أنور السادات وحسنى مبارك.
كانت تساؤلات وتحليلات كثيرة حول خفوت دور الباز ترددت فى الشهور الأخيرة، وظهرت أسئلة مثل: أين اختفى الدكتور أسامة الباز؟. حملنا السؤال إلى حيث مكتبه بوسط القاهرة لنوجه له السؤال مباشرة، انتظرنا ساعة أو أقل قبل أن نلمح الدكتور أسامة الباز يتجه سيراً على الأقدام لمكتبه، كان يسير بخطوات متسارعة نحو مكتبه بجوار فندق سميراميس بالتحرير. وكان واضحا أن علامات الزمن وتقلبات الحياة لم تنل من الرجل فقد بدا وكأنه أكثر حيوية وتألقا وهو يجيب بحضور ذهن عن السؤال الذى يشغل الشارع المصرى والرأى العام طويلا: أين اختفى أسامة الباز؟
كان الرد حاسما ومتدفقا أنا أذهب لمكتبى يوميا ولم أترك خدمة الوطن والرئيس مبارك فى أى موضع أو أى مكان»، ورفض الربط بين قلة ظهوره بوسائل الإعلام وشائعات حول استبعاده من منصبه كمستشار سياسى للرئيس.
وبعد أن أكد لنا أنه مايزال فى عمله كمستشار سياسى للرئيس، سألناه: «هل سيرشح الرئيس مبارك نفسه لولاية سادسة»، فقال بحسم «هذا السؤال سابق لأوانه، لأن مبارك مازال يحكم بولاية خامسة لم تنته بعد، وحديثنا عن مستقبله يعنى وكأننا نقول له كفانا هذه السنوات».
الباز الذى بدا صريحا وقاطعا فى إجابته عما يتعلق بالرئيس مبارك، لم يظل بنفس الحسم فى الإجابة عن بعض التساؤلات، ورفض الخوض فى عدة قضايا شائكة تشغل بال الرأى العام، أهمها إعلان الدكتور محمد البرادعى شروط ترشحه للرئاسة والخلاف المصرى الجزائرى بسبب مباراة فى كرة القدم، واعتذر بضيق الوقت. لكنه قلل من سيناريوهات يطرحها مراقبون يعتقدون باختفائه من الساحة السياسية قبل 4 أعوام لسر غير معلوم، قائلاً «ليست هناك أسرار فى علاقتى بالرئيس فمازلت مستشاراً له ولا أنوى كتابة مذكراتى عن تلك المرحلة من عملى».
الباز يعشق السير وحيداً وركوب مترو الأنفاق مرتين يومياً من منزله بالمعادى إلى مقر عمله بوسط القاهرة، ولم يغير خط سيره منذ 10 سنوات من منزله بالمعادى إلى مكتبه بالتحرير تراه يسير على قدميه دون سيارة أو حراسة من المترو إلى الشارع.. مسافة 50 مترا.
وقد ثارت تساؤلات عن سر اختفاء ما وصفته بمهندس السياسية المصرية الدكتور أسامة الباز مستشار الرئيس حسنى مبارك للشئون السياسية من الأحداث الملتهبة بعد عام 2005، حتى أن البعض اعتقد أن أسامة الباز خرج من حسابات الرئيس مبارك وذلك لأسباب غير معلومة أو مفهومة، أو أنه أحيل للتقاعد كمدير لمكتب الرئيس ووكيل أول وزارة الخارجية.
يعيش الباز يومه كأى مواطن عادى، يسكن بشارع دجلة بحى المعادى العريق هو وزوجته الإعلامية أميمة تمام حسان ابنة الدكتور تمام حسان الأستاذ بكلية دار العلوم، والتى أنجب منها ابنته مريم، ويمتلك سيارة ماركة نيسان صنى متوسطة العمر، يحرص على الصلاة جماعة، خاصة الظهر بمسجد كلية النصر بمنطقة ثكنات المعادى ويرفض الحراسة على مسكنه مكتفياً بحارس واحد فقط أسفل منزله.
الرجل يمتلك من التواضع ما لا يمتلكه غالبية السياسيين المصريين، يستقل مترو الأنفاق من المعادى إلى مقر عمله جالساً وسط المواطنين، يحرص على انتقاء الصحف والمحلات بنفسه مفضلاً «الأهرام» و«الأخبار» و«التايمز» و«النيوزويك»، ويعشق اصطحاب طفلته الوحيدة والذهاب معها لشراء أدواتها المدرسية من مكتبة «فوليوم» بنفس الشارع الذى يسكن فيه، ولا يحب أن يطلق عليه أو ينادى بالألقاب التى تطلق على نظرائه ويفضل مناداته بالدكتور أسامة فقط.
وقد ذكر بعض جيرانه أنهم رأوه أكثر من مرة يقوم بدفع سيارته لنهاية الشارع مع حارسه عندما تعطلت وفشل فى إصلاحها، وأضافت أنه يجلس بشكل شبه يومى فى مقهى يدعى «سيلنترو» فى المعادى ويتناول فيه القهوة وأحيانا يأتى إليه بعض أصدقائه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة