ذرف إبراهيم كل دموع عينيه، مرة بسبب المرض، ومرة بسبب أنه فقدها إلى الأبد، وهكذا حكى حكايته بدون أن تكون لديه القدرة على البكاء للمرة الثالثة. فإبراهيم صالح محمد عثمان الذى يسكن فى العياط، كان عاملاً فنياً بقسم تكرير الزيت فى شركة القاهرة للزيت والصابون يقول،: «خرجت معاش مبكر، واشتغلت على عربيتى سواق، لأن معاشى كله 300 جنيه وأنا عندى خمس ولاد، وبدفع 250 جنيه أجرة البيت، وبعالج بنتى اللى عندها صرع، ومعروف إن دوا المرض ده غالى». يصمت إبراهيم لبرهة ويضيف: «فى يوم كثرت الدموع فى عينى أثناء القيادة، وتعبتنى عينى فتوجهت إلى مستشفى الهيئة العامة للتأمين الصحى بمستشفى 6 أكتوبر بالدقى»، وكشفت عند الدكتور م.ش.ح وقال لى أنت محتاج عملية لأن على عينيك ميه، فقلت له أنا خايف من العملية مفيش دواء بديل فرد الدكتور إنها عملية بسيطة، ثم قمت بعمل التحاليل المطلوبة، وتم حجزى بالمستشفى وفى صباح اليوم التالى تم دخولى غرفة العمليات، وقام الطبيب بإجراء العملية، ثم طمأن أهلى أنها تمت بنجاح، ولكن بعد فك الشاش لم أر بعينى اليسرى أى شىء، فقال لى الدكتور متخفش وتابع العلاج، لكن مشفتش بعينى تانى، وبعد كده قالوا لى متزعلش ظروفك كده، وعملت محضر برقم 403 لسنة 2009 إدارى وإثبات دخولى للمستشفى وخروجى، وحولت بعد ذلك على سراية النيابة بصحبة المحضر، وحقق معى رئيس نيابة الدقى أحمد أبوالخير وطلب منى أن أنتظر بعد التحقيق واستدعى الدكتور الذى أجرى لى العملية، وبعدها حولنى رئيس النيابة إلى الطب الشرعى بالسيدة زينب للكشف على عينى، وأعطونى ظرف لدكتور استشارى فى باب اللوق وكشف على عينى وقالى: الله يكون فى عونك، عوضك على الله!
ومن يومها وأنا مش عارف أروح فين، وأروح إزاى من غير عينى؟!
أنا دموعى نشفت ومفيش قصادى غير إنى أناشد رئيس الجمهورية، ووزير الصحة، ووزير العدل، ووزير الداخلية، ومنظمات حقوق الانسان، علشان يجيبولى حقى، دى عينى يا ناس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة